قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الابتزاز الإلكتروني.. استشاري يوضح أمراضا أدت لانتحار الضحايا وشخصيات الجناة

ضحايا الإبتزاز الإلكتروني
ضحايا الإبتزاز الإلكتروني
×

سيطرت حالة كبيرة من الحزن والقلق على منصات التواصل الاجتماعي بعد انتحار الطالبة هايدي صاحبة الـ 16 عاماً والضحية الجديدة للابتزاز الإلكترونى بمحافظة الشرقية، بسبب فبركة صور خادشة للحياة من قبل جيرانها ونشرها بمساعدة شابين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد فترة قصيرة من انتحار بسنت صاحبة الـ 17 عاماً في محافظة الغربية بسبب الابتزاز الإلكتروني أيضاً باستخدامهما «حبة الغلة» والصادم أن ابن عمها أحد المهتمين في قضيتها التي تبدأ أولى جلساتها في 5 فبراير القادم.

وتعليقاً على انتشار وقائع الابتزاز الإلكتروني خلال الفترة الأخيرة، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية في تصريح لموقع «صدى البلد» إن ظاهرة الإبتزاز الإلكتروني انتشرت بشدة في المجتمعات العربية عموماً ومنها مصر خلال الـ 10 سنوات الأخيرة خاصة مع انتشار فيروس كورونا ووجود وقت فراغ أكبر لدي معظم الفئات العمرية المختلفة التي أصبحت أسيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، موضحاً: «كلما اتسعت الاعتمادية على وسائل التواصل التي لازمت سلوك الإنسان زادت الجرائم المتعلقة بها».

وأضاف «هندي» أن حوالي 95% من ضحايا الإبتزاز الإلكتروني لا يبلغون الجهات المختصة عما يحدث معهم نتجية الخوف من مواجهة المجتمع خاصة الريفي نتجية إنغلاقه وتمسكه بنسق اجتماعي متماسك عن غيره، فالجميع يعرف بعضه بطبيعة صغر البيئة وعلاقات النسب والمصاهرة بين العائلات، فكل كلمة من السهل أن تشاع في البلد أسرع من النار في الهشيم، إضافة إلى انتشار ما يعرف بـ «الوصمة الاجتماعية» والتي تظل راسخة لفترات من الزمان.

ونبه أن الطبيعة الريفية لعبت دوراً كبيراً في انتحار ضحايا الإبتزاز الإلكتروني كالطالبتين بسنت وهايدي، ففي أعمارهم الصغيرة لم يعيشا وسط بيئة تتميز بالمرونة النفسية والصلابة العقلية ضد المجتمع بخلاف بنات الحضر اللاتي تجدهن في سن صغير يزورن المسارح والأماكن الثقافية والترفيهية بحرية أكبر، كما أنه في معظم المدن لا يعرف الجار جميع جيرانه كالريف فلا يوجد مناخ للحوار، إضافة إلى أن حبوب الغلة التي كثر استعمالها في حوادث الانتحار المؤخرة توجد بكثرة في الريف بعكس المدن.

وأشار الدكتور وليد هندي أنه بسبب عدم وجود قانون خاص بالجرائم المتعلقة بالإبتزاز الإلكتروني لتكون رادعة ومرتكبيها عبرة لمن لا يعتبر ذادت المخاطر الصحية والنفسية على الضحايا مما يدفعهم إلى الانتحار نتجية الاستنزاف المادي والإصابة بمتلازمة القلق والإصابات النفسية المتعددة كالاكتئاب الحاد مما يمثل بدوره دوافع لانتحار ضحايا الإبتزاز الإلكتروني.

الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية

ووجه استشاري الصحة النفسية، عددا من النصائح للفتيات والسيدات بعدم قبول طلب صداقة من شخصية لم يسبق لهم معرفتها، وعدم التحدث عن مشاكلها خارج نطاق البيت إلا لمتخصص، أو الإدلاء بأي معلومات عن عائلتها لأي أحد، ولا تشارك تفاصيل حياتها على السوشيال ميديا لعدم اصطيادها من قبل المبتذين الذين ينتشرون على صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة.

ولفت الدكتور وليد هندي إلى أن المبتذ يعمل على دراسة شخصية ضحيته قبل ابتزازها، كمعرفة مدى شهرتها أو مجهوليتها، وكذلك مدي علاقاتها بالآخريين، ونقاط قوتها وضعفها من خلال منشوراتها وتعيلقاتها على الصفحات الشخصية ثم تطلب منها بعد التواصل عبر الشات أن يكون ذلك عبر الكاميرا لتقع في دائرة من الإبتزاز المؤقت أو المستمر سواء أكان مادي أو جنسي أو الاثنين معاً وذلك بعيداً عن مصائب فبركة الصور وتركيبها.

ويختتم استشاري الصحة النفسية بأن الابتزاز الإلكتروني يأتي في الأساس لرغبتين من المبتز، الأولى: الحصول على المادة، ثانياً: إشباع الرغبات الجنسية، منبهاً بأن شخصية المبتز لا تخرج عن كونه شخصية «برامجاتية» لا تفكر سوى في مصلحتها ومنفعتها ، ثانياً: «شخصية سيكوباتية» وهي شخصية في أصلها مضادة للمجتمع في رغابتها بغض النظر عن النسق القيمي للمجتمع، ثالثاً: «شخصية سادية» وهي التي تتلذذ بتعذيب غيرها ولا تريد إلا أن ترآه يتوسل لها، ومبيناً بأن جميعهن شخصيات تعاني من اضطراب سلوكي وخلل قيمي وعدم استقرار عائلي كما أنها تحاكي أسلوب الأقارب منها دون الاعتبار بأي شيء ذات قيمة نافعة، فقط ترغب في الضرر.