الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قطار سد النهضة يصل أبوظبي|3 محاور رئيسية بلقاء آبى أحمد وبن زايد

العلاقات الإماراتية
العلاقات الإماراتية الإثيوبية

بحث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد أمس السبت، مسارات التعاون والعمل المشترك وفرص تعزيزها بين دولة الإمارات وإثيوبيا في مختلف المجالات، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية

واستعرض محمد بن زايد وآبي أحمد ما وصلت إليه علاقات التعاون المشترك بين دولة الإمارات وإثيوبيا من تقدم نوعي وفرص تنميته في مختلف القطاعات خاصة التنموية والاقتصادية والاستثمارية وغيرها من الجوانب الحيوية، مشيرين في هذا السياق إلى أن علاقات البلدين شهدت تطورا كبيرا ونوعيا خلال السنوات الماضية خاصة في مجالات الاستثمار والزراعة والتجارة وغيرها.

كما تبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن تطورات الأحداث والمستجدات الإقليمية والدولية إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة ما يتعلق بجهود السلام في القرن الإفريقي.

واطلع محمد بن زايد من آبي أحمد على آخر المستجدات على الساحة الإثيوبية متمنيا لهذا البلد وشعبه السلام والوحدة والاستقرار.

وفي هذا السياق، أكد ولي عهد أبوظبي على موقف دولة الإمارات ونهجها الثابت الداعم للسلام والاستقرار انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن تحقيق التنمية وبناء مستقبل أفضل للشعوب يتطلب بناء قاعدة متينة من الاستقرار والسلم والتعايش والتعاون المشترك.

وأعرب محمد بن زايد عن شكره وتقديره لموقف الحكومة الإثيوبية الذي عبرت خلاله عن إدانة الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي الإرهابية على مواقع مدنية في دولة الإمارات وإعلانها التضامن مع الإمارات في مواجهتها.

وأشار ولي عهد أبوظبي إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين أمن شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر واستقرارها من ناحية، وأمن القرن الأفريقي من ناحية أخرى، ما يستدعي موقفا إقليميا موحدا وفاعلا ضد الخطر الذي تمثله هذه الميليشيا على المنطقة.

وأعرب محمد بن زايد عن تمنياته بالنجاح والتوفيق للقمة الأفريقية التي تستضيفها إثيوبيا خلال شهر فبراير المقبل نحو دعم الاستقرار والسلام والأمن والتنمية في القارة الأفريقية خاصة أن إثيوبيا تعد ركنًا أساسيا في العمل الأفريقي المشترك، ومؤكدا أن دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة للعلاقة مع أفريقيا على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية وغيرها.

من جانبه، أعرب آبي أحمد عن شكره وتقديره لمواقف دولة الإمارات ومبادراتها التاريخية الداعمة للسلام والاستقرار في بلاده متمنيا للدولة دوام التقدم والتطور والنماء.

وأشاد رئيس وزراء إثيوبيا بنهج دولة الإمارات في علاقاتها مع الدول والتي تقوم على دبلوماسية حكيمة ومتوازنة تسعى من خلالها إلى تأصيل الاستقرار والسلام في شتى دول العالم، إضافة إلى تعاونها وتضامنها مع الدول لمواجهة التحديات المشتركة خاصة أوقات الأزمات، بجانب شراكتها ودعمها المبادرات الهادفة إلى تحقيق الازدهار والتنمية للمجتمعات.

وجدد آبي أحمد موقف إثيوبيا المتضامن مع دولة الإمارات في كل ما تتخذه من خطوات للحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، مؤكدا أن الهجوم الإرهابي يشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الإقليميين ويقوض جهود السلام في المنطقة و منتهكا كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.

تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي 

وفي هذا الصدد قال الدكتور نبيل نجم الدين، خبير العلاقات الدولية، إن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي تأتي في إطار التنسيق الدائم بين أبوظبي وأديس أبابا في ملفات متعددة.

وأوضح نجم الدين في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن توقيت الزيارة لا يمكن أن تفصل عما تعرضت له العاصمة أبوظبي من هجمات ارهابية من قبل جماعة الحوثي في اليمن من الهجوم على مطار أبوظبي وأيضا الهجوم على منطقة المصفح  الصناعية وتدمير إحدى مستودعات النفط، مضيفاً:  أن توقيت الزيارة أيضا لا يمكن أن نستبعد منه التطورات الأخيرة في المشهد الإثيوبي من جانبين الأول الحرب الجارية بين القوات الحكومة المركزية في أديس أبابا وبين مليشيات تيجراي وغيرها، والجانب الآخر خاص بتطورات ملف سد النهضة.

وأضاف أن رئيس الوزراء الإثيوبي أعرب بوضوح عن إدانته للهجوم الحوثي وأكد  موقف إثيوبيا المتضامن مع دولة الإمارات العربية المتحدة في كل ما تتخذه من خطوات للحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، بجانب تأكيده أن الهجوم الحوثي هو تهديد خطير للأمن والسلم الإقليميين وينتهك الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.

وأكد أن هناك ملفات وقضايا ثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين إثيوبيا وأن زيارة رئيس الوزراء آبي احمد الي ابوظبي ناقشت مسارات العمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، بجانب الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا تزيد عن 5 مليارات دولار، وأن هناك العديد من الشركات الإماراتية التي تعمل في الأراضي الإثيوبية وحرصهم على الاستثمار بينهم وتطويره.

وتابع: قضية سد النهضة كانت جزءاً من المحادثات التي جرت بين الشيخ محمد بن زايد وبين آبي أحمد، وكان قبل هذه الزيارة بـ 48 ساعة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أبوظبي، معقباً: الإمارات نالت التأييد المصري بشكل واضح من خلال هذه الزيارة وأن الشيخ بن زايد لا يترك الفرصة دون التطرق في المصالح  المصرية والسودانية في مياه النيل لأن هذه المصالح هي جزء من الأمن الإقليمي لمنطقة القرن الأفريقي و ايضا الأمن الإقليمي للجزيرة العربية.

واختتم: زيارة آبي أحمد إلى أبوظبي تدور حول ثلاث نقاط واضحة وهي:

  • استمرار العلاقات الخاصة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين إثيوبيا.
  • تبادل المصالح بين أديس أبابا و أبوظبي في ملفات اقتصادية وأمنية.
  • ان الزيارة لا يمكن النظر إليها بعيدا عن وجود انسداد في ملف سد النهضة ووجود تباعد في التفاوض بين أديس أبابا والخرطوم والقاهرة، وأبوظبي تدرك أهمية هذا الملف بالنسبة للقاهرة.

الدعم المصري وأهمية زيارة السيسي 

وقبل 3 أيام، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي أبوظبي وأجرى مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.

وتعد المباحثات بين الرئيس السيسي وولي عهد أبوظبي، هي الثالثة خلال شهر بعد المباحثات الهاتفية التي جرت بينهما يومي 4 يناير و18 يناير على التوالي.

زيارة الرئيس السيسي إلى دولة الإمارات حملت أهمية خاصة والعديد من الرسائل والدلالات، فمن حيث دلالة التوقيت، جاءت الزيارة بعد تعرض أبوظبي لهجومين حوثيين إرهابيين يومي 17 و24 من الشهر الجاري، أسفر الأول الذي استهدف منشآت مدنية عن سقوط 3 ضحايا، فيما نجحت منظومة الدفاع الجوي الإماراتية في إفشال ذلك الهجوم.

وأحبطت دولة الإمارات الهجوم الثاني كليا باعتراض وتدمير الدفاع الجوي الإماراتي صاروخين باليستيين، وتدمير منصة إطلاق الصواريخ الباليستية التي انطلقا منها في اليمن.

وترجمت زيارة الرئيس السيسي إلى دولة الإمارات أكثر من رسالة، من بينها تعبيره عن ثقته في قدرة القوات المسلحة الإماراتية على حماية مقدرات البلاد وثرواتها والدفاع عن أراضيها ومياهها وسمائها ضد كل تهديد أو عدوان، وثقته في أن دولة الإمارات من أكثر بلدان العالم أمانا.

كما أكدت الزيارة وقوف مصر إلى جانب دولة الإمارات، ودعمها في كل ما تقوم به من إجراءات وخطوات لضمان أمنها وسيادتها في مواجهة العدوان الحوثي الآثم والمخالف لكل القوانين والأعراف الدولية.

وأكد السيسي أن زيارته إلى دولة الإمارات جاءت استمرارا لمسيرة العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تربط البلدين وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد.

وجدد الرئيس السيسي، في هذا الإطار الإعراب عن تضامن مصر حكومة وشعبا مع دولة الإمارات جراء الحادث الإرهابي الأخير الذي أسفر عن وفاة وإصابة عدد من المدنيين.

إدانة أعمال مليشيا الحوثي الإرهابية 

كما أكد إدانة مصر لأي عمل إرهابي تقترفه مليشيات الحوثي لاستهداف أمن واستقرار وسلامة دولة الإمارات ومواطنيها، ودعم بلاده لكل ما تتخذه دولة الإمارات من إجراءات للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها.

وتأتي الرسائل في وقت يتزايد فيه التعاون العسكري بين البلدين، بما يصب في صالح دعم وأمن واستقرار المنطقة، ورفع مستوى كفاءة القوات المسلحة في البلدين، وشهدت الفترة القليلة الماضية العديد من المباحثات والمناورات لتعزيز التعاون بين البلدين.

وترتبط دولتا الإمارات ومصر بعلاقات تاريخية وثيقة ومحكمة، ومسيرة حافلة بالعمل المشترك لترسيخ الأمن العربي والإقليمي، والمحافظة على استدامة التنمية في دولها.

ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل العام 1971 الذي شهد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فيما وقفت دولة الإمارات إلى جانب شقيقتها مصر في الأوقات الصعبة منذ العدوان الثلاثي وفي أعقاب حرب يونيو 1967، وصولا إلى مساهمته في حرب أكتوبر 1973، واتخاذه قرار قطع النفط تضامنا مع مصر، بجانب تبرعه بـ100 مليون جنيه إسترليني لمساعدة مصر وسوريا في الحرب.

في المقابل كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وسارعت للاعتراف به فور إعلانه ودعمته دوليا وإقليميا كركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب.

ومنذ ذلك التاريخ استندت العلاقات الإماراتية المصرية على أسس الشراكة الاستراتيجية بينهما لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.