تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا تقول صاحبته: “هل علي ذنب اذا لم أستطع مسامحة من ظلمني؟ وكيف أتعلم أن أسامح من ظلمني؟”.
وقال الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ردا على السؤال إن عدم استطاعتك مسامحة من ظلمك لا يعتبر ذنبا.
كيف أتعلم أن أسامح من ظلمني
وأضاف أمين الفتوى: ولكي تستطيعي أن تسامحي غيرك عليك أن تستحضري أنك أيضا جانية فى حق غيرك وفى حق نفسك أمام الله وأنك محتاجة إلى عفو الله، وتحتاجين من الذين اعتديتى عليهم بغيبة أو نميمة أو أى نوع من أنواع المظالم أن يسامحوكي.
وتابع أمين الفتوى ، خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على يوتيوب: فسامحي رجاء أن يسامحك الله ويلهم أصحاب الحقوق عليك العفو والصفح عنك والمسامحة.
هل آثم إذا لم أستطع مسامحة من أخطأ في حقي؟
هل آثم إذا لم أستطع مسامحة من أخطأ في حقي؟سؤال ورد لدار الإفتاء ، حيث
جاء رد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا: إنه إذا جاء شخص يطلب من إنسان أن يسامحه، فليس واجبا عليه فعل ذلك، وإنما حسب راحة قلبه، فالعفو بالطبع أفضل، لكنه ليس واجباً.
وأضاف شلبي، أنه قال تعالى "وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنَّةٍ عرضُها السَّماوات والأرض أعدَّت للمتَّقين * الذين ينفِقُونَ في السَّرَّاء والضَّرَّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن النَّاس واللّه يُحبُّ المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذُّنوب إلاَّ اللّه ولـم يُصرُّوا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربِّهم وجنَّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجرُ العاملين"صدق الله العظيم، فالعفو من صفات المؤمنين، فإن استطعت العفو فهذا أفضل، ولكن ليس ملزماً به.
لا أستطيع أن سامح من ظلمني.. فهل تقبل أعمالي؟
أفاد الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أجمل الصفات التي يتصف بها المسلم: العفو عند المقدرة؛ فعندما يقابل الإنسان الإساءة بالإحسان- يرضى الله عنه-، ويجازيه بالمغفرة والإحسان خير جزاء.
وأجاب فخر، خلال لقائه بفتوى مسجلة له، مضمونها : " لا أستطيع أن اسامح من ظلمني فهل تقبل أعمالي؟"، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبب الينا أن نسامح من أذانا فلو لم تستطيعى ان تسامحي من أذاكى فهذا أمرك وشأنك مع الله عز وجل وهذا أمر، وقبول الأعمال والصيام أمر آخر.
وتابع أمين الفتوى: عليك ان تجتهدي فى العبادة وتسألي الله لكِ ان يطمئن قلبك ويريح نفسك ويوفقك الى مسامحة الناس حتى لو كنتِ من أخطأتِ أنتِ فى حقهم فالمسامح يسامح، وعلى هذا فإذا تسامحنا جميعًا كانت المسامحة فيما بيننا شيئا طيب حتى إذا ما تقابلنا عند الله كانت قلوبنا وصحائفنا بيضاء من ظلم بعضنا لبعض وفى هذا تخفيف علينا فى الحساب يوم القيامة.
وأشار إلى أن الإنسان فى حياته يقابل أصنافا مختلفة من الناس، منهم صاحب الخلق الحسن، ومنهم من لا يحسن المعاملة الطيبة والكلمة الحسنة؛ لذا وجب على المسلم أن يستوعب جميع الأصناف، فإذا قابل أناسا من فئة العقول السيئة والألسنة الحادّة لا يجوز أن يتعامل معهم بنفس أسلوبهم، فهو بذلك مثلهم، فالمسلم يكظم الغيظ ويتعامل بأسلوبه الخاص مع الجميع، وهذا نهج حبيبنا المصطفى- صلى الله عليه وسلم-.