صلاة الاستسقاء وحكمها.. الاستسقاء يعني طلب السُّقيا من الله -تعالى- عند الجدب، وصلاة الاستسقاء سنةٌ مؤكدةٌ، بكيفيةٍ مخصوصةٍ، لطلب ذلك من الله تعالى، ويشرع صلاة الاستسقاء عند جدب الأرض، وانقطاع المطر، وجفاف الأنهار، أو نقص مائها، وعند حاجة الناس الملحّة للماء.
صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء من السنن المؤكدة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يؤديها الرجال والنساء جميعًا عند حاجتهم للماء، ويسنّ فيها الجماعة ويجوز أداؤها في المسجد.
كيفية صلاة الاستسقاء
يكبّر الإمام في الركعة الأولى منها سبع تكبيراتٍ، وفي الركعة الثانية خمس تكبيراتٍ، وهذا قول الشافعية، والحنابلة، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، واستدلوا لقولهم بحديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حين قال: (خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للاستسقاء مُتبذِّلًا مُتواضعًا وصلَّى رَكْعتينِ كما كانَ يصلِّي في العيدِ).
عدد ركعات صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء ركعتان، يجهر فيهما، تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
صلاة الاستسقاء عند المالكية
صلاة الاستسقاء تصلّى ركعتين، كهيئة ركعتي النافلة ومطلق التطوّع، وهذا قول المالكية، والأوزاعي، وأبو ثور، وإسحاق، واستدلوا لقولهم بما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيما رواه عنه عبد الله بن زيد، حين قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استسقى فصلَّى ركعتينِ)، ففي هذا الحديث ونحوه لم يذكر الرواة التكبيرات في صلاة الاستسقاء، ممّا يدلّ على أنّها كصلاة النفل والتطوع.
صلاة الاستسقاء جهرية
اتفق جمهور الفقهاء على أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى جهريةً كسائر الصلوات التي تُشرع فيها الخطب؛ لأنّ الناس إنّما اجتمعوا لها ليسمعوا، وللإمام أن يقرأ فيها ما شاء له من القرآن الكريم، إلّا أنّ الأولى والأفضل أن يقرأ بما يقرأ في صلاة العيد، فيقرأ فيها سورتي ق ونوح، أو الأعلى والغاشية، أو الأعلى والشمس، ولا تفسد صلاة الاستسقاء بحذف التكبيرات، أو الإنقاص منها، أو الزيادة عليها، ولو ترك الإمام بعض التكبيرات فلا يسجد لذلك سجود السهو.
صلاة الاستسقاء للنساء
يمكن أن يصلي هذه الصلاة الرجال والنساء والأطفال والكبار والصغار ويجب أن يتم فيها الافتقار إلى الله عز وجل، ولا يصلح فيها التجمل والزينة، وفيها يقوم المؤذن بمناداة الناس حتى يتجمعوا، وهى مثل صلاة العيد ويبدأ فيها المؤذن بالتكبير ثم يتبعها بسبع من التكبيرات ثم يقوم بقراءة الفاتحة ثم الأعلى، ثم يركع ويسجد ويبدأ في الركعة الثانية ثم يقول فيها خمسة من التكبيرات ثم يقول الفاتحة ثم الغاشية، ثم يقوم بإنهاء الركعة الثانية وتنتهي بالتكبير، وبهذا فإنه يجوز للنساء أن تصلي صلاة الاستسقاء.
خطبة صلاة الاستسقاء
يخطب الإمام بعد الصلاة خطبتين كخطبتي العيد، لكنه يستغفر بدل التكبير، فيستغفر في الخطبة الأولى تسعًا، وفي الثانية سبعًا، فيقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه. ثم يعظ الناس، ويكثر في الخطبتين من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزق الناس الغيث.
ويدعو في الخطبة الأولى بدعاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهُمَّ سُقْيا رَحمَةٍ لا سُقْيَا عَذَابٍ ولا مَحْقٍ ولا بَلاءٍ ولا هَدْمٍ ولا غَرقٍ، اللّهُمَّ على الآكامِ(1) والظِّرابِ(2) ومَنابِتِ الشّجَرِ وبُطُونِ الأودِيةِ، اللّهُمَّ حَوالَيْنَا ولا عَلينَا، اللّهُمّ اسْقِنَا غَيثًا مُغِيثًا(3) هَنِيئًا(4) مَرِيئًا(5) مَرِيعًا(6) غَدَقًا(7)سَحًّا(8) عامًّا طَبَقًا(9) مُجَلِّلا(10) دَائمًا(11)، اللّهُمّ اسْقِنَا الغَيثَ ولا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانطِينَ(12)، اللّهُمّ إنّ بالعِبادِ والبِلادِ والخَلْقِ مِنَ اللأواءِ(13) والجَهْدِ(14) والضّنْكِ(15) مَا لا نَشكُو إلا إلَيكَ، اللّهُمّ أَنْبِتْ لنَا الزّرعَ وأَدِرَّ لنَا الضّرْعَ واسْقِنَا مِن بَركَاتِ السّمَاءِ وأَنبِتْ لنَا مِن بَركاتِ الأرضِ، اللّهُمّ ارفَع عنّا الجَهْدَ والجُوعَ والعُرْيَ واكْشِف عَنّا مِنَ البَلاءِ مَا لا يَكشِفُهُ غَيرُكَ، اللّهُمّ إنّا نَستَغفِرُكَ إنّكَ كُنتَ غَفّارًا فأَرسِلِ السّمَاءَ(16) عَلَينَا مِدْرارًا(17).
دعاء صلاة الاستسقاء
اللهمّ اسقنا غيثًا مُغيثًا مَريئًا نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل”. “اللهمّ اسقِ عِبادك وبهائِمك، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت”.
”اللهمَّ أغثنا, اللهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثنا” .
“اللهم جللنا سحابا كثيفا، فصيفا دلوقًا، ضحوكًا تمطرنا منه رذا ، قطقطًا، سجلا، يا ذا الجلال والإكرام”.
“اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا غدقا مجللا عامًا، طبقا سحا، دائمًا، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين. اللهم إن بالعباد والبلاد، والبهائم، والخلق من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك .
اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض.
فضل صلاة الاستسقاء
فضل صلاة الاستسقاء في أنها هي طلب المياه، والمياه من المعروف أنه من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، كما أنه يجب الناس أن يداومون بشكر الله على هذه النعمة، ومن المعروف أيضًا أن انقطاع نزول المطر هو ابتلاء من عند الله تعالى. وذلك لكي يتم تراجع الناس عن الذنوب والمعاصي واللجوء إلى الله عز وجل بالتوبة والاستغفار، ومن رحمة الله وأبوابه الواسعة المفتوحة أنه شرع لهم بالصلاة والدعاء، وبذلك تكمن فضل صلاة الاستسقاء بنزول المطر ورجوع المياه.