وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إجراء محادثات مع ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا، مع فشل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في اتخاذ إجراء بشأن الصراع المتصاعد في أوروبا الشرقية، وإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة أنه سينشر قواته في المنطقة "على المدى القريب" دون دعم من الناتو.
ووصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قرار بوتين بالضربة التي وجهها لحلف الناتو، حيث استبعد الولايات المتحدة من محادثات التفاوض بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد أن اتهم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بتجاهل "مخاوف الكرملين الأساسية'' بشأن توسع الناتو، خلال مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة.
وخلال المكالمة، جادل بوتين بأن الغرب رفض مطالب الروس "بمنع توسع الناتو، ورفض نشر أنظمة أسلحة ضاربة بالقرب من الحدود الروسية" وسحب قوات الحلفاء إلى المواقع التي احتلتها في عام 1997، قبل توسع الناتو في أوروبا الشرقية.
وبدلاً من الاجتماع بحلف شمال الأطلسي، وافق بوتين على مناقشة القضية مع مجموعة "صيغة نورماندي" التي تقودها أوروبا، والتي تضم فرنسا وألمانيا وأوكرانيا وروسيا، وتركز اجتماعاتهم على اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه فرنسا وألمانيا في شرق أوكرانيا عام 2015.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ماكرون قوله إن بوتين قال إنه ليس لديه "خطط هجومية" في شرق أوكرانيا، مضيفا أن محادثات البلدين ستركز على خفض التصعيد على طول الحدود الأوكرانية الروسية.
ومن المقرر أن تجتمع أطراف صيغة نورماندي في برلين في غضون أسبوعين، بعد أن حشدت روسيا بالفعل أكثر من 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية.
وعلى الرغم من أن المحادثات المقررة بين الدول الأوروبية تنعش الآمال في السلام، إلا أنها تقوض مشاركة الولايات المتحدة من خلال استبعادها وحلف شمال الأطلسي، حيث قال المسئولون الأوكرانيون إنهم انزعجوا من تعهد بايدن بحشد القوات في المنطقة دون دعم الناتو.
وفشل الناتو في التوصل إلى موقف موحد بشأن نشر قوات في المنطقة مع رفض العديد من أعضائه الثلاثين العمل العسكري ضد روسيا.
وتخشى الدول الأعضاء القريبة من روسيا استعداء بوتين، إذ تعتمد دول مثل ألمانيا على روسيا للحصول على 50 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي.
وفي وقت سابق الأسبوع الماضي، طلبت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من 8500 جندي في الولايات المتحدة أن يكونوا في حالة تأهب قصوى لنشر محتمل في أوروبا الشرقية، حيث حشدت روسيا بالفعل أكثر من 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية.
وخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسائل الإعلام العالمية في كييف يوم الجمعة، وصد زعماء العالم الذين تحدثوا علنًا على احتمال الغزو الروسي، مؤكدًا أن تلك الأحاديث تثير الذعر بلا داع.
وانتقد زيلينسكي بشكل غير مباشر قرار الولايات المتحدة سحب أفراد عائلات الدبلوماسيين من بلاده باعتباره إجراءً آخر يمكن أن يغذي الذعر الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تعتقد المخابرات الأمريكية أن روسيا ستقدم على غزو أوكرانيا في فبراير المقبل، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى مستوى يؤدي إلى تكون طبقة سميكة وصلبة من الجليد على الأرض، تسهل تحرك الآليات العسكرية الروسية المحتشدة على الحدود بدلًا من أن تضطر لاجتياز أراض طينية قد تعلق فيها.
وفي حال كان ذلك صحيحًا، فهو يعني أن أمام زيلينسكي وقادة الجيش الأوكراني أسابيع قليلة للاستعداد لصد الغزو الروسي المنتظر، أما في الوقت الراهن فالسؤال الذي يخيم على سماء كييف هو: أين سيهاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما هو هدفه؟