"استعدوا للحرب" الرسالة التي يُعتقد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن مررها إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مباحثات هاتفية جرت بينهما منذ أيام، بعد رفض الولايات المتحدة التجاوب مع مطالب روسيا بشأن الضمانات الأمنية في شرق أوروبا.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تعتقد المخابرات الأمريكية أن روسيا ستقدم على غزو أوكرانيا في فبراير المقبل، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى مستوى يؤدي إلى تكون طبقة سميكة وصلبة من الجليد على الأرض، تسهل تحرك الآليات العسكرية الروسية المحتشدة على الحدود بدلًا من أن تضطر لاجتياز أراض طينية قد تعلق فيها.
وفي حال كان ذلك صحيحًا، فهو يعني أن أمام زيلينسكي وقادة الجيش الأوكراني أسابيع قليلة للاستعداد لصد الغزو الروسي المنتظر، أما في الوقت الراهن فالسؤال الذي يخيم على سماء كييف هو: أين سيهاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما هو هدفه؟
واستعرضت صحيفة "ديلي ميل" سيناريوهات محتملة للغزو الروسي يطرحها خبراء عسكريون وأمنيون ومراكز أبحاث متخصصة، تتناول بالتفصيل الخيارات والأهداف المحتملة للجيش الروسي، من الهجمات السيبرانية وعمليات التخريب إلى الاستيلاء على المواني والمحطات النووية، وصولًا إلى احتلال العاصمة أوكرانية كييف وأراضي البلاد بالكامل.
ومن المرجح أن يسبق أي هجوم روسي، سواء كان توغلًا محدودًا أو هجومًا شاملاً هجمات إلكترونية وهجمات تخريبية تستهدف المناطق الحدودية المضطربة في أوكرانيا والبنية التحتية الرئيسية.
وسيكون الهدف ذو شقين؛ الأول هو توفير ذريعة لبوتين للهجوم - ربما عن طريق شن هجمات كاذبة ضد المدنيين الروس أو قوات المتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا الموجودة في شرق البلاد، وهو ما حذَّر منه البنتاجون في الأسابيع الأخيرة.
أما الهدف الثاني للهجمات فهو زرع الفوضى من خلال تخريب شبكات الكهرباء وشبكات الاتصالات وشبكات النقل العام والبنوك والمرافق العامة الأخرى.
وقد نفى بوتين والمسئولين الروس مرارًا وتكرارًا وجود خطط لغزو أوكرانيا، ولكن في عام 2014 عندما استولت روسيا على شبه جزيرة القرم، برر بوتين التحرك باعتباره مهمة دفاعية لحماية المتحدثين بالروسية في المنطقة الذين زعم أنهم تحت تهديد القوميين الأوكرانيين المتشددين. وهناك مخاوف من أنه سيفعل الشيء نفسه مرة أخرى الآن.
واعتمادًا على نجاح المرحلة الأولى من العملية، يمكن لبوتين بعد ذلك التفكير في الخيارات العسكرية، بدءًا من التوغلات الصغيرة في شرق أوكرانيا، وصولاً إلى غزو واسع النطاق.
وقال ديفيد شلاباك، المحلل في مؤسسة راند الامريكية، لصحيفة "الإيكونوميست" إنه يمكن بدء حصار كييف للإطاحة بحكومة زيلينسكي وتنصيب نظام موال لروسيا، دون أن يضطر بوتين إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي أو احتلالها. يمكن استخدام الجواسيس والقوات الخاصة وحملات التضليل لتسريع سقوط الحكومة.
وقال مصدر استخباراتي بريطاني لصحيفة "التايمز" إن الهجوم على كييف يمكن أن يقترن بهجوم برمائي من شبه جزيرة القرم على أوديسا وميكولايف، حيث توجد قاعدتان بحريتان فقط في أوكرانيا. وهذا من شأنه أن يمنح روسيا السيطرة على اثنين من أكبر موانئ أوكرانيا، مما يؤدي إلى قطع مورد اقتصادي ، ومنح بوتين السيطرة الكاملة على البحر الأسود وبحر آزوف.
ومن شأن ذلك بدوره أن يمهد الطريق لشن هجمات على طول الساحل الجنوبي لأوكرانيا، ربما تكون مرتبطة بهجوم من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الشرق. من المحتمل أن تشمل الأهداف ماريوبول وبيرديانسك، وكلاهما مدينتان ساحليتان رئيسيتان، إلى جانب خيرسون التي تحتوي على قاعدة عسكرية كبيرة وجسر رئيسي عبر نهر دنيبر.
وقد تحاول القوات البرية الروسية بعد ذلك الاستيلاء على شريط من الأرض لربط المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الانفصاليون حول دونيتسك بشبه جزيرة القرم، وإنشاء "جسر بري" من شأنه أن يسمح لروسيا بتعزيز قواعدها العسكرية بحرية في شبه الجزيرة.
وسيكون الخيار الأخير المتاح لبوتين هو شن هجوم شامل عبر شرق أوكرانيا حتى نهر الدنيبر، والاستيلاء على جميع أهداف الفرص على طول الطريق.