الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سد النهضة ومحاربة التطرف الأبرز

مصر والسنغال 62 عاما من الدعم والمساندة| ناصر بدأ المسيرة والسيسي يؤكدها

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السنغالي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، نظيره السنغالي ماكي سال، بقصر الاتحادية، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي.

تعزيز العلاقات والتعاون الاستراتيجي

وصرح السفير باسم راضي بأن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، أكد الرئيس السيسي خلالها "حرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجي مع السنغال في شتى المجالات لإقامة شراكة مستدامة بين البلدين، خاصة في ضوء أهمية الدور السنغالي بمنطقة غرب إفريقيا".

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أشاد الرئيس السيسي بمجمل العلاقات مع السنغال على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، فضلا عن تنامي التعاون بين البلدين في مجال بناء القدرات في إطار إيمان مصر بأهمية الاستثمار في الموارد البشرية بالقارة، مؤكدا أهمية مواصلة العمل على تطوير مشروعات التعاون الثنائي بين البلدين خلال الفترة المقبلة، خاصة ما يتعلق بتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المصرية في مختلف المجالات.

ومن جانبه، أعرب رئيس السنغال عن تقدير بلاده للعلاقات التاريخية المتميزة مع مصر، مؤكدا الحرص على تطوير تلك العلاقات في مختلف المجالات، لا سيما التعاون التجاري والاقتصادي.

كما أكد ماكي سال الحرص على الاستفادة من الجهود والتجربة والرؤية المصرية لتعزيز العمل الإفريقي المشترك وقيادة دفة الاتحاد الإفريقي خاصة في ضوء قرب تسلم السنغال لرئاسة الاتحاد خلال القمة الإفريقية السنوية المقبلة، إلي جانب ما تشهده القارة الإفريقية عامة، ومنطقتا الساحل وشرق إفريقيا على وجه الخصوص، من تحديات متلاحقة ومتزايدة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء بين الرئيسين تناول أيضا التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصة قضية سد النهضة، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة التطورات في هذا الصدد، لا سيما في ضوء قرب تسلم السنغال رئاسة الاتحاد الإفريقي.

الزعيمان المصري والسنغالي
الزعيمان المصري والسنغالي

مصر والسنغال علاقة صداقة تاريخية

وتربط مصر والسنغال علاقة صداقة تاريخية، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية السنغال فور استقلالها، وتم تبادل العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 1960، الأمر الذي خلق علاقة قوية بين البلدين وساهمت العلاقة القديمة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس سنجور في تعزيز هذه العلاقة بين البلدين.

واستمراراً لعمق العلاقات بين البلدين أكد الرئيس السيسي انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة، وفي مقدمتهم السنغال، وتطلعها لتطوير التعاون معها على جميع الأصعدة، كما تشهد العلاقات بين البلدين تناميا مطردا على جميع المستويات وتوافق الرؤى تجاه القضايا الدولية، والتعاون في المحافل الدولية والإقليمية، ولا سيما الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي وتجمع الساحل والصحراء، فضلاً عن مبادرة "النيباد" للتنمية في إفريقيا.

وتشارك مصر سنويا في منتدى "داكار" الدولي حول السلم والأمن في إفريقيا، والذي أطلقه الرئيس السنغالي ماكي سال في 2014، حيث تأتي المشاركة المصرية في إطار تدعيم آليات العمل الإفريقي المُشترك لمجابهة التحديات المختلفة التي تواجه القارة الإفريقية، ويبحث المنتدى سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب في القارة الإفريقية، وإمكانيات وضع استراتيجيات فاعلة للتصدي لهذه الظاهرة وإرساء السلم في القارة، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بقضايا السلم والأمن في القارة الإفريقية.

كما شاركت مصر في القمة الخامسة عشرة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية التي انعقدت بالعاصمة السنغالية داكار في نوفمبر 2014.

تبادل التحية
تبادل التحية

الزيارات المتبادلة بين مصر والسنغال

وقام الرئيس السيسي بزيارة للسنغال، في أبريل 2019، استقبله خلالها الرئيس السنغالي ماكي سال، وأكد الرئيس السنغالي على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وضرورة العمل في هذا الصدد على تطوير مختلف أطر التعاون المشترك، لا سيما النواحي الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن الاستفادة من الإمكانيات المصرية وخبرتها وتجاربها الناجحة في مجالات تنمية البنية التحتية، وتشييد المدن الجديدة، وإنشاء مشروعات الكبارى والطرق، والطاقة، والسياحة، وذلك في إطار دعم "خطة السنغال البازغة" للتنمية الاقتصادية.

وأعرب الرئيس السيسي خلال المباحثات عن سعادته بزيارة السنغال، مجدداً التهنئة للرئيس "سال" بمناسبة انتخابه حينها، لفترة رئاسية ثانية، والذي يؤشر إلى ثقة الشعب السنغالي في شخصه لاستكمال مسيرة النمو والازدهار في البلاد.

كما أعرب الرئيس السيسي عن اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية التي تربطها بالسنغال في أبعادها المختلفة، لا سيما السياسية والثقافية والدينية، بالإضافة إلى تلاقي رؤى ومواقف البلدين إزاء مجمل القضايا الدولية والإقليمية، والذي تجلى في التفاهم والتنسيق المشترك خلال فترة عضوية البلدين في مجلس الأمن (2016/ 2017)، خاصةً فيما يتعلق بالدفاع عن مصالح القارة الإفريقية المشتركة ومواقفها الموحدة.

وأكد حرص مصر على استمرار التشاور السياسي مع السنغال بشأن مختلف ملفات السلم والأمن بالقارة، إيماناً منها بالدور المهم الذي تضطلع به السنغال في هذا الصدد على المستوى الأفريقي

وتناول اللقاء حينها، تعميق مظاهر التعاون بين مصر والسنغال في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في القارة الأفريقية للمساعدة على تحقيق الأمن والاستقرار المطلوب للتنمية، خاصةً في منطقتي الساحل وغرب أفريقيا، وذلك على الصعيد الأمني وتبادل المعلومات، وكذلك الصعيد الفكري، حيث أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع السنغال في هذا الصدد كأحد المراكز الرئيسية لنشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير في منطقة غرب إفريقيا.

عزف السلام الجمهوري
عزف السلام الجمهوري

الأزهر الشريف ومحاربة المتطرف

بينما أشاد الرئيس "ماكي سال" بدور الأزهر الشريف في محاربة الفكر المتطرف ونشر المنهج الوسطي للإسلام المعتدل في سائر دول العالم، بما في ذلك السنغال من خلال تعزيز دور البعثة الأزهرية، وإعداد الأئمة، وتقديم المنح الدراسية في مختلف المجالات للطلبة السنغاليين للدراسة في مصر.

كما تطرقت المباحثات إلى عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مجمل تطورات بؤر النزاعات المختلفة بالقارة، إلى جانب سبل الارتقاء بدور وفعالية الاتحاد الأفريقي من خلال إصلاحه مالياً ومؤسسياً، حيث أعرب الرئيس السنغالي عن دعم بلاده الكامل لمختلف الأنشطة المصرية في هذا الإطار، لا سيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتنمية.

كما شهدت المباحثات التوافق حول ضرورة انعقاد اللجنة المشتركة المصرية السنغالية في أقرب فرصة ممكنة بداكار، لا سيما وأنها نقطة انطلاق نحو علاقات تعاون أرحب بين البلدين، لما ستتيحه من مراجعة كافة أوجه العلاقات الثنائية والوقوف على آخر مستجداتها وبحث نواحي تفعيلها وتطويرها، كما وجه الرئيس الدعوة في هذا الخصوص إلى نظيره السنغالي للقيام بزيارة رسمية إلى مصر في المستقبل القريب.

وقام رئيس السنغال، ماكي سال، في ديسمبر 2019، بزيارة لمصر للمشاركة في منتدى السلام والتنمية المستدامة، حيث استقبله الرئيس السيسي، وبحث الجانبان سبل تعميق التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في القارة الإفريقية، وذلك على الصعيد الأمني وتبادل المعلومات، وكذلك الصعيد الفكري.

وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لتعظيم التعاون مع السنغال في هذا الصدد كأحد المراكز الرئيسية لنشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير في منطقة غرب أفريقيا، فضلاً عن تعزيز دور البعثة الأزهرية في السنغال وتقديم المنح الدراسية في مختلف المجالات للطلبة السنغاليين للدراسة في مصر، وهو ما رحب به الرئيس السنغالي، مشيداً في هذا الإطار بدور الأزهر الشريف في محاربة الفكر المتطرف في سائر دول العالم.

الزعيمان المصري والسنغالي
الزعيمان المصري والسنغالي

تطورات قضية سد النهضة الإثيوبي

وتطرق اللقاء حينها، إلى مناقشة المستجدات الخاصة بعدد من الملفات القارية، حيث تم التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المشترك بشأن تطورات تلك الملفات، بما فيها ما يتعلق بالأوضاع في منطقة غرب إفريقيا.

والتقى الرئيس السيسي، شهر مايو 2021، بالرئيس السنغالي ماكي سال، في باريس، حيث ناقشا المستجدات الخاصة بعدد من الملفات القارية، خاصةً في ظل الرئاسة السنغالية المرتقبة للاتحاد الأفريقي العام الجاري، وتم التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المشترك بشأن تطورات تلك الملفات، بما فيها دعم العلاقات الإفريقية مع التجمعات الإقليمية المختلفة حول العالم، وكذلك مع العالم العربي.

وتبادل الجانبان الرؤى بشأن تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل حول ملء وتشغيل السد، وقد تم التوافق في هذا الصدد على استمرار التنسيق الثنائي في الفترة القادمة بشأن حل هذه القضية لتفادي تأثيرها السلبي على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.

ومن جانبه قال نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، السفير صلاح حليمة، إن زيارة الرئيس السنغالي لمصر تأتي في إطار الزيارات المتبادلة بين الرئيسين السنغالي والمصري والتي تعد من الأليات رفيعة المستوى التي تجمع بين الرئيسين من أجل التنامي والتعاون بين الجانبين في جميع المجالات وأيضا تعرض وتناول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد حليمة، أن العلاقات بين مصر والسنغال تمتد بجذورها في أعماق التاريخ خاصة منذ استقلال السنغال عام 1960 فكانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بالسنغال دولة مستقلة ذات سيادة ففي هذه الفترة كانت تجمع مصر والسنغال علاقات مميزة وخاصة في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ونظيره السنغالي سنجور، وركزت على العلاقات الثقافية بصفة خاصة ثم تنامت لتشمل مجالات عديدة وبخاصة المجال الاقتصادي.

اجتماع الجانبان
اجتماع الجانبان

تنامي العلاقات وجائحة كورونا 

وأضاف حليمة، أن العلاقات بين البلدين شهدت في الفترة الأخيرة من خلال هذه الزيارات والآليات تناميا وتعاظما يشمل كافة المجالات سواء كان مجال أمني أو سياسي أو إقتصادي أو مجال اجتماعي وشقي الصحة والتعليم خاصة في فترة مكافحة جائحة كورونا.

وأشار حليمة لأهمية الزيارة في الوقت الحالي بأن السنغال سترأس الاتحاد الإفريقي هذا العام اعتبارا من شهر فبراير القادم وبالتالي هذه الزيارة تكتسب أهمية في هذا التشاور، الذي يجري بين الجانبين خاصة وأن رأست الإتحاد الإفريقي عام 2019 وكان لها إنجازات عديدة، ويرى حليمة أنه سيكون هناك نقل لخبرة مصر في هذا المجال للسنغال ليتم تفعيل ماتم إنجازه والبناء عليه.

وأضاف حليمة، أنه سيكون هناك فرصة في الزيارة للتشاور حول القضايا الإقليمية التي سيتم تناولها في مؤتمر القمة الإفريقي وتناول العديد من القضايا الساخنة مثل أزمة السودان وإثيوبيا والصومال ومنطفة غرب أفريقيا بوجه عام ومنطقة الساحل المجاورة للسنغال حيث تسود هناك زعزعة الأمن والاستقرار من خلال نشاط المنظمات الإرهابية التي تمارس إرهابا وضغطا على الأوضاع السياسية والإقتصادية هناك.

وقال حليمة، أن الزيارة شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات التي من شأنها تنامي وتعاظم العلاقات بينهم وفي مجالات معينة لعل من أبرزها مجالات تتعلق بالطاقة والثقافة وبالأخص سيكون هناك تركيز كبير في مجال البنية التحتية ومجال بناء القدرات وخاصة تشجيع الاستثمارات المصرية في مشروعات السنغال فنحن نعلم أن هناك إهتمام من مجلس الوزراء منذ فترة قريبة بتنامي وتعاظم العلاقات بين مصر والقارة الإفريقية من خلال إلى مناطق منها منطقة غرب إفريقيا والسنغال وتم إعطاء أولوية لهذه المنطقة من حيث النشاط الاقتصادي والتجاري.

وأكد وجود اهتمام بالمجال الثقافي لمحاربة الإرهاب من خلال الفكر وليس من خلال الصراع المسلح، لافتا إلى دور السنغال الكبير في هذا الأمر لأن للسنغال ثقافة تاريخية لها وزنها وتأثيرها فتتمنى نشر الإسلام والدعوة في الإطار المعتدل خاصة وأن هناك بعثات من السنغال للأزهر الشريف الذي يضطلع بدور حيوي في منطقة السنغال وفي منطقة غرب إفريقيا.