قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إنه يجب على الإنسان أن يحفظ لسانه عن الكلام على غيره، ولا يتكلم فيما لا يعنيه وإذا رأى عيبًا فى غيره فلا يفصح عنه.
وأضاف "جمعة"، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي إجتمعوا فقال أحدهما لصاحبه : كم وجدت في ابن آدم من العيوب ؟ فقال : هي أكثر من أن تحصى ، والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب ، ووجدت خصلة إن استعملتها سترت العيوب كلها ، قال : ما هي : قال : حفظ اللسان.
علي جمعة: البحث عن عيوب الناس مصيبة كبرى
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه على الإنسان أن يحاسب نفسه أولًا قبل أن يحاسب الناس على أفعالهم.
واستشهد «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك»، بقول سيدنا رسول الله ﷺ: «يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ القَذَاةَ في عَيْنِ أَخِيهِ، ويَنْسَى الجِذْعَ في عَيْنِهِ»، موضحًا: فلابد علي الإنسان أن يبدأ بنفسه في المحاسبة ويُدينها.
وأضاف أن كثيرًا من الناس يرى القذاة «ما يَقَعُ في العَيْن والشَّراب والماء من تُراب وغير ذلك» في عين أخيه ويدَع جذع النخلة في عينه؛ وهذه مصيبة كبرى وبَلية سيحاسب عليها الإنسان في الدنيا والآخرة، ويقول سيدنا رسول الله ﷺ : «مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ »[سنن الترمذى].
وتابع: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالستر، فقال ﷺ: « وَيْلَكَ يَا هَزَّالُ لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ» [مسند أحمد]، مضيفًا: فإذا تكبر الإنسان على أخيه بذنب ارتكبه فإن الله لا يميته حتى يرتكبه.
دعاء الستر من الفضيحة فى الدنيا والاخره
«ربنا السر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، الخلق خلقك، والعبد عبدك؛ أنت الله الرءوف الرحيم، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، كل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقبلني من عبادك الصالحين، وأن تجيرني من النار برحمتك».
«اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء وأهوال عظائم الضراء فأعذني رب من صرعة البأساء واحجبني عن سطوات البلاء ونجني من مفاجآت النقم واحرسني من زوال النعم ومن زلل القدم واجعلني اللهم ربي في حمى عزك وحياك حرزك من مباغتة الدوائر».
«اللهم ربي وأرض البلاء فاخسفها وجبال السوء فانسفها وكُرب الدهر فا كشفها وعوائق الأمور فاصرفه وأوردنا حياض السلامة واحملني على مطايا الكرامة واصحبني إقالة العثرة واشملنا ستر العورة وجد عليّ ربي بآلائك وكشف بلائك ودفع ضّرائك وادفع عني كلاكل عذابك واصرف عني أليم عقابك وأعذني من بوائق الدهور وأنقذني من سوء عواقب الامور واحرسني من جميع المحذور واصدع صفاة البلاء عن أمري واحلل يده مدى عمري إنك الرب المجيد المبدىء المعيد الفعال لما يريد».
دعاء الستر من الفضيحة والمصائب
«اللهم استرنا بسترك الجميل، ولا تفضحنا بين خلقك ولا تخزنا يوم القيامة اللهم أعلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم أسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض ويوم العرض عليك».
«اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» .
«اللهم ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، واكشف عني ما نزل بي من ضر وشر كل ما أردت من الأمور، وخلصني خلاصا جميلا يا رب العالمين».
«لا اله الا الله قبل كل شيء، ولا اله الا الله بعد كل شيء، ولا اله الا الله يبقى ربنا ويفنى كل شيء».
دعاء الستر من الفضيحة فى الدنيا
«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله».
«لا اله الا الله العظيم الحليم، لااله الا الله رب العرش العظيم، لااله الا الله رب السموات السبع ورب الأرضين، ورب العرش الكريم».
«اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأنصر من ابتغى، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا تهلك كل شيء هالك ألا وجهك، لن تطاع ألا بأذنك، ولن تعصى ألا بعلمك، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، وأقرب حفيظ، حولت دون الثغور، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال ، القلوب لك مفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، أنت الله الرءوف الرحيم، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، كل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقبلني العشية، وأن تجيرني من النار برحمتك».
دعاء الستر من الفضيحة مكتوب
«اللهم اني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء وأهوال عظائم الضراء فأعذني ربي من صرعة البأساء واحجبني عن سطوات البلاء ونجني من مفاجأت النقم واحرسني من زوال النعم ومن زلل القدم واجعلني اللهم ربي في حمى عزك وحياط حرزك من مباغتة الدوائر».
«اللهم وقد أصبحت يومى هذا لا ثقة لي ولا رجاء ولا لجأ ولا مفزع ولا منجا غير من توسلت بهم إليك، متقربا إلى رسولك محمد - صلى الله عليه وآله - اللهم ولكل متوسل ثواب، ولكل ذي شفاعة حق، فأسألك بمن جعلته إليك سببي، وقدمته أمام طلبتي أن تعرفني بركة يومي هذا، وشهري هذا، وعامي هذا».
«اللهم لا تخيبني بهم من نائلك، ولا تقطع رجائي من رحمتك، ولا تؤيسني من روحك، ولا تبتليني بانغلاق أبواب الأرزاق، وسداد مسالكها وارتجاج مذاهبها وافتح لي من لدنك فتحا يسيرا، واجعل لي من كل ضنك مخرجا وإلى كل سعة منهجا إنك أرحم الراحمين، وصلى الله عليه محمد وآله الطيبين الطاهرين آمين رب العالمين».
دعاء ستر من الفضيحة
سيد الاستغفار: «اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ».
اللهم أنت أحق من ذكر , وأحق من عبد , وانصر من ابتغى , و ارأف من ملك , و أجود من سئل , و أوسع من أعطى , أنت الملك لا شريك لك , والفرد لا تهلك , كل شيء هالك ألا وجهك , لن تطاع ألا بأذنك , ولن تعصى ألا بعلمك , تطاع فتشكر , وتعصى فتغفر
دعاء الستر من الفضيحة
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ).
«اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْك.
« اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك، وأستغفرك من الذنوب التي لايطلع عليها.. أحد سواك ولا ينجيني منها أحد غيرك، ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك».
فوائد حفظ اللسان وكيفيته
فليقل خيرًا أو ليصمت .. ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن اللسان قوله: (ومن كانَ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ)، وقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في أمرٍ أو حُكمٍ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) يدلّ على أنّ هذه الخصال من خصال الإيمان، وأنّ هذه الأعمال تزيد إيمان المرء أو تنقصه، وفي هذا الحديث أمر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- المسلم أن يقول الخير في سائر كلامه، فإن لم يكن يحوز خيرًا في أمره فإنّ الخير له أن يصمت.
- وفي هذا دلالة على أنّ سائر كلام الإنسان لا يمكن أن يكون خيرًا، وسوى ذلك في آنٍ واحد، بل إمّا أن يكون الكلام خيرًا؛ فأمر النبيّ بإطلاقه، أو أنّه عدا ذلك؛ فأمر -صلّى الله عليه وسلّم- حينها أن يصمت عنه، وقد سأل معاذ -رضي الله عنه- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن المؤاخذة باللسان، فأجابه: (ثكلتك أمك يا مُعاذٍ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلّا حصائد ألسنتهم).
- وقد اختلف العلماء في ما إن كان كلّ ما نطق الإنسان قد كُتب في صحيفته، أم إنّه لا يُكتب عنه إلّا ما فيه ثواب أو عقاب؛ فقال ابن عبّاس - رضي الله عنه-: (إنّ كلّ ما نطق ابن آدم كُتب في صحُفه حتّى حركاته وسكناتُه، حتى إذا جاء يوم الخميس رُفع كل ّما كتب عنه فأُخذ منه ما فيه عقاب أو ثواب، ثمّ طُرح ما خلا ذلك)، وهذا تفسير قول الله تعالى: (يَمحُو اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتابِ).
- ولو أنّ الإنسان لم يكن مؤاخذ بما ليس فيه حُرمة من القول، إلّا أنّه نادم على الوقت الذي ضاع هباءً دون فائدة، وتلك عقوبة بحدّ ذاتها، وفي المقابل فلا بدّ أن يتذكّر المسلم أنّ ليس كلّ الصمت محمود، بل إنّ الكلام الذي يرضاه الله -تعالى- خيرٌ من الصمت، فقد قال بعض السلف: (يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره، فكلّ ساعةٍ لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات)، وقال أحد الصالحين: (إنّما الكلام أربعة: أن تذكر الله، وتقرأ القرآن، وتسأل عن علم فتخبر به، أو تكلّم فيما يعنيك من أمر دنياك)، فكانت هذه الأوجه التي تستحقّ الكلام فيها وإلّا فلا.
فوائد حفظ اللسان
إذا عمل المسلم بوصيّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فأطلق لسانه في ذكر الله، والأمر بالمعروف، وطاعة الله عمومًا، وكفّه عن الخبيث والفاحش من الكلام؛ فإنّه سيجني العديد من الفوائد التي يفرح بها في الدنيا والآخرة، منها:
- حفظ اللسان يعدّ سببًا لاستقامة الإيمان، وأساسًا لصلاح القلب، وسائر الأعضاء، ففي هذا قال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ).
- دليل على حُسن إسلام المرء، وحسن سيرته، فقد قال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ مِن حُسنِ إسلامِ المرءِ تركَه ما لا يَعنيه).
- سبب لعلوّ الدرجات، ودخول أعلى الجنان في الآخرة، قال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ في الجنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها، فقال أبو مالكٍ الأشعريُّ: لمن هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: لمن أطاب الكلامَ، وأطعم الطَّعامَ، وبات قائمًا والنَّاسُ نِيامٌ).
- سبب لتحقيق رضا الله تعالى، ففي الحديث السّابق ذكره: (إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ، لا يُلقي لها بالًا، يرفعُه اللهُ بها).
كيفية حفظ اللسان
يسعى العبد المسلم إلى حفظ لسانه بشتّى ومختلف الوسائل والطرق الممكنة التي تُعينه على ذلك، وفيما يأتي بيان بعضٍ منها:
- الوسيلة الأولى: التفكير في الكلام قبل التكلّم به وإخراجه، فإن كان الكلام ممّا ينفع العبد ويحقّق له المصالح يتكلّم به، ولكن إن كان الكلام يضرّه ويُلحق الأذى به فلا يُقبل منه التكّلم والتحدّث به، وكذلك فإن كان الكلام حسنًا ومعروفًا فلا بأس بإخراجه، وإن كان الكلام فيه شرٌّ وضررٌ فلا يتكلّم به، وإن كان العبد جاهلًا بحال الكلام؛ أي إنّه لا يعلم إن كان الكلام شرًا أم خيرًا فالأفضل له تركه وعدم التحدّث به، وذلك الأولى والأفضل.
- الوسيلة الثانية: محاسبة النفس على ما قامت به من الأعمال في الماضي؛ أي أن يحاسب العبد نفسه على الكلمة التي تكلّم بها في مجلسٍ ما، ومحاسبة النفس عليها وعلى المقصود منها؛ أي الرجوع إلى القصد إن كان خيرًا أم لا، والتفكير فيها، وتعويد النفس على النطق بكلمةٍ أفضل منها إن كانت غير لائقةٍ في المرات القادمة، وتصحيحها، والاستفادة من ذلك قدر الإمكان.
- الوسيلة الثالثة: مصاحبة من يُعين على الأخلاق الحسنة والكلام اللائق الطيّب، ومثال ذلك؛ أن يتّخذ المرء صديقًا له يلفت نظره إلى الأخطاء التي تقع منه، أو الأقوال التي لا حاجة لها، أو التسرّع فيها، وغير ذلك من الأمور غير المقبولة.
- الوسيلة الرابعة: تعويد النفس على التكلّم بالكلام الطيب الحسن، حيث حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الصحابة -رضي الله عنهم- على ذكر الله تعالى، فقد قال: (لا يَزَالُ لسانُكَ رَطْبًا من ذِكْرِ اللهِ)، كما قال الله تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فالجدير بالمسلم أن يُعوّد لسانه على ذكر الله تعالى، واستغفاره، والتحدّث بالكلام الطيب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتّى يصبح ذلك من عاداته.
- الوسيلة الخامسة: استشعار العبد لمراقبة الله تعالى له، حيث قال الله - سبحانه-: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)؛ فعلى المسلم أن يحرص على تقوى الله - عزّ وجلّ-، ويلتزم بالأوامر التي جاءت بها الشريعة الإسلاميّة، والتخلّق بآداب أهل الإيمان، وحفظ اللسان عن الأمور المحرّمة.
خطورة آفات اللسان
اللسان وسيلة شكر النعم التي منحها الله تعالى لعباده، ولا بُدّ من أن يقترن الشكر باللسان مع قيام العبد بالأعمال التي تُرضي الله -عزّ وجلّ-، وكلّ كلمةٍ يتكلّم بها الإنسان سيُحاسب عليها، حيث قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ)، إلّا أنّ العبد قد يصدر منه الكلام الذي يُغضب الله تعالى، وفيما يأتي بيان بعض آفات اللسان، والأخطار المترتّبة عليها:
- آفة الغيبة: وتعرّف الغيبة بأنّها؛ ذكر العبد لأخيه بالأمور التي يكرهها ويُبغضها، حيث قال الله- تعالى-: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ)، والغيبة قد تكون في أمورٍ عديدةٍ؛ فقد تكون في النسب، أو البدن، أو الخُلق، أو الدين، أو المنزل، أو الثياب.
وتعدّ غيبة أهل العلم والخير والصلاح من أشدّ وأخطر أنواع الغيبة، حيث قال الله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا).
- آفة النميمة: وتعرّف النميمة بأنّها؛ نقل الكلام بين الناس بقصد الإيقاع بهم والإفساد بينهم، وقد حذّر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- منها، حيث قال: (لا يدخلُ الجنةَ نَمَّامٌ)، كما قال الله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ*مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)؛ فالواجب على المسلم أن يحفظ لسانه عن السيّء من الكلام، ويُحاسب نفسه قبل النطق بالكلام.
- آفة الكذب: إنّ المؤمن لا يُقبل منه أن يكون كاذبًا بأيّ حالٍ من الأحوال، فالكذب من أبغض الأخلاق وأكثرها سوءًا، حيث قال النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ، وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا)، ومن أخطر أنواع الكذب؛ الكذب على الرسول عليه الصّلاة والسّلام، ومن أنواع الكذب أيضًا؛ اليمين الغموس التي تغمس صاحبها بنار جهنّم.