الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصحة العالمية: إنهاء كورونا يتطلب الالتزام باستجابة الحكومة بأكملها والمجتمع

الدكتور أحمد المنظري
الدكتور أحمد المنظري

قال الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط،  ، ان المنظمة قدمت ، على مدى أكثر من عامين، إرشادات وتوصيات للبلدان والأفراد بشأن الإجراءات اللازمة للمساعدة على إنهاء هذه الجائحة. ولأننا علمنا المزيد عن الفيروس وقدرته على الانتشار والتحوُّر، فإننا نواصل تحديث توصياتنا بانتظام. ولكن طوال هذا الوقت، كان موقفنا من عدة نقاط واضحًا.

أولًا، يتطلب إنهاء الجائحة الالتزام باستجابة تشمل الحكومة بأكملها والمجتمع بأسره. ففي بلدان مثل البحرين، والمملكة العربية السعودية، وباكستان، وعُمان، وتونس، حيث شاركت أعلى مستويات القيادة بنشاط في الاستجابة، شهدنا بوجه عام استجابة جيدة الجائحة خلال العام الماضي، فضلًا عن حملات تطعيم ناجحة.

ثانيًا، لا يزال الترصد، والاختبار، والعزل، وتتبع المخالطين، والعلاج عناصر رئيسية في أي استجابة وطنية. ويجب على البلدان أن تواصل تسريع وتيرة استجابتها الوطنية لاحتواء الأعداد المتزايدة من حالات الإصابة وتنفيذ أي قيود تُفرض استنادًا إلى تقييمات المخاطر. ويتعيَّن علينا، خلال ذلك، أن نحمي الفئات الأكثر ضعفًا في مجتمعاتنا، وأن نحمي كلًا من نظمنا الصحية والعاملين الصحيين من الأعباء التي تتجاوز طاقتهم. 

ثالثًا، يُعدّ الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، والتوسع في توفير التطعيم أمرًا بالغ الأهمية. فهذه هي السُّبل المُثبتة لحماية نفسك والآخرين، وهي: الحصول على اللقاحات، وارتداء الكمامات، وغسل اليدين أو تعقيمهما، والالتزام بالتباعد البدني، وتهوية الأماكن المغلقة، وتجنب الحشود، وممارسة آداب السعال والعطس الصحيحة.  فعلينا جميعًا أن نؤدي دورًا في حماية أحبائنا وأفراد مجتمعاتنا. 

الدكتور أحمد المنظري 

وأضاف المنظري، خلال كلمته بمؤتمر حول تطورات الأوضاع بشان جائحةكورونا ” إنه  انطلاقًا من روح رؤيتنا الإقليمية "الصحة للجميع وبالجميع"، نواصل التشديد على الحاجة إلى التنسيق والتعاون بين البلدان وانخراط مختلف الشركاء. فاحتواء الجائحة في بلد واحد فقط ليس حلًا. ونحن نشجع البلدان، ولا سيما البلدان المرتفعة الدخل ذاتالاستجابات القوية، أن تشارك الموارد وتتقاسم الدروس المستفادة وأفضل الممارسات مع البلدان ذات القدرات المحدودة. وقد شهدنا، حتى الآن، أمثلة جيدة لتقاسم الموارد من بلدان مثل الكويت، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، حيث قدموا جرعات اللقاحات إلى بلدان أخرى داخل الإقليم وخارجه.

وأوضح أنه بينما نشهد ارتفاعًا حادًا في الحالات، تُتاح لنا الفرصة لتسريع جهود الاستجابة والاقتراب من إنهاء هذه الجائحة. فحياة الناس مُعرَّضة للخطر كل يوم، وتتمثل أولويتنا في الحد من العدوى الوخيمة والوفاة. وحتى يتسنى حدوث ذلك، ينبغي أن نضع في اعتبارنا ما يلي:

من الممكن ان يسبب  أوميكرون أعراضا  ويضع أنظمتنا الصحية تحت ضغط.

أولًا، يمكن أن يسبب أوميكرون أعراض المرض الوخيمة ويضع أنظمتنا الصحية تحت ضغط. ورغم أن معظم حالات الإصابة الناجمة عن هذا التحوُّر قد تكون أخف وخامةً، فإنه لا يزال يتسبب في الاحتجاز بالمستشفى والوفاة، بل إن الحالات الأقل وخامةً تتسبب أيضًا في إنهاك المرافق الصحية. 

ثانيًا، اللقاحات تنقذ الأرواح. فمعظم الإصابات الحالية تحدث لأشخاص لم يحصلوا على اللقاح، ولا تزال اللقاحات فعالة للغاية في الحماية من الإصابة بأعراض المرض الخطيرة، والاحتجاز بالمستشفى، والوفاة، وحتى من تحوُّر أوميكرون. 

ثالثًا، توجد علاجات جديدة في متناول أيدينا.فقد أوصت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا بعلاجين جديدين لمرض كوفيد 19، مما يزيد من الأدوات المستخدمة لمكافحة أعراض المرض الوخيمة والوفاة. والعلاجان المطروحان همادواء التهاب المفاصل الروماتويديّ المُسمى باريسيتينيبوالأجسام المضادة الوحيدة النسيلة التي يُطلق عليها سوتروفيماب. كما تعمل منظمة الصحة العالمية مع الشركاء من خلال مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 للتأكد من أن هذه العلاجات متوفرة أيضًا للبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. 

رابعًا، يُعتبر العاملون في مجال الرعاية الصحية العمود الفقري للاستجابة، فلا بد من احترامهم، وحمايتهم، وتزويدهم بالأدوات والمعلومات اللازمة للقيام بعملهم بأكبر قدر مُمكن من الكفاءة، ودون المخاطرة بسلامتهم الشخصية دون مبرر.

خامسًا، المجتمعات والأفراد هم العناصر الفاعلة الرئيسية في العالم الجديد الذي نعيش فيه الآن، وتؤدي مجهوداتهم البناءة، وروحهم الإيجابية، وشعورهم بالانتماء للمجتمع دورًا حاسمًا يقودنا إلى نهاية الجائحة.

الدكتور أحمد المنظري