حكم الصلاة باتجاه النار أو المدفأة .. لا حرج على الإنسان أن يصلي والنار بين يديه لعدم وجود الدليل الذي يدل على المنع من الصلاة في هذه الحال، ومن كره الصلاة أمام النار من العلماء ليس مع دليله وإنما كره ذلك مشابهة لـ عبَّاد النار.
هل الصلاة أمام النار للتدفئة محرمة
«اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في الصلاة إلى النار: فمنهم من كرهها، ومنهم من لم يكرهها، والذين كرهوها عللوا ذلك بمشابهة عبَّاد النار، والمعروف أن عَبَدة النار يعبدون النار ذات اللهب، أما ما ليس لَهَبًا فإن مقتضى التعليل ألا تُكرَه الصلاة إليها، ثم إن الناس في حاجة إلى هذه الدفايات في أيام الشتاء للتدفئة، فإن جعلوها خلفهم فاتت الفائدة منها أو قلَّت، وإن جعلوها عن أيمانهم أو شمائلهم لم ينتفع بها إلا القليل منهم، وهم الذين يلونها، فلم يبقَ إلا أن تكون أمامهم ليتمَّ انتفاعهم بها، والقاعدة المعروفة عند أهل العلم: أن المكروه تبيحه الحاجة، ثم إن الدفايات في الغالب لا تكون أمام الإمام، وإنما تكون أمام المأمومين، وهذا يخفف أمرها؛ لأن الإمام هو القدوة؛ ولهذا كانت سترته سترة للمأموم».
الصلاة أمام النار عند الفقهاء
روى ابن أبي شيبة عن ابن سيرين: أنه كرِه الصلاة إلى التنُّور أو بيت النار، وقال ابن قدامة في المغني: «ويكره أن يصلي إلى نار، قال أحمد: إذا كان التنور في قِبلته لا يصلي إليه، وكره ابن سيرين ذلك، وقال أحمد في السراج والقنديل يكون في القبلة: أكرهه...، وإنما كره ذلك؛ لأن النار تُعبد من دون الله؛ فالصلاة إليها تشبه الصلاة له».
وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه إعلام الموقعين: «أنه صلى الله عليه وسلم كرِه الصلاةَ إلى ما قد عُبد من دون الله تعالى، قطعًا لذريعة التشبُّهِ بالسجود إلى غير الله تعالى».
وهناك مَن قال بعدم كراهة الصلاة إلى النار؛ قال الإمام البخاري في صحيحه: «باب من صلى وقدامه تنور أو نارٌ أو شيء مما يعبد، فأراد به الله عز وجل»، وقال الإمام ابن رجب الحنبلي في كتابه فتح الباري: [ومقصود البخاري بهذا الباب: أن من صلى لله عز وجل، وكان بين يديه شيءٌ من جنس ما عُبِد من دون الله، كنارٍ وتنورٍ وغير ذلك، فإن صلاته صحيحة، وظاهر كلامه أنه لا يكره ذلك أيضًا».
حكم الصلاة خلف المدفأة الكهربائية
أوضح مركز الأزهر للفتوى الإليكترونية حكم صلاة المسلم خلف المدفأة الكهربائية وموقد النار، مؤكداً أن الصلاة خلف موقد النار جائزة، وأن المدفأة الكهربائية لا تُعَدُّ نارًا.
وقال الأزهر: ينبغي على المسلم أن يُقبل على أداء فريضة الصلاة في خشوع وسكينة، وأن يتخذ من الأسباب ما يعينه على ذلك.
وتابع الأزهر: «من أوقد نارًا بغرض التدفئة، وكان مَوقِدُ النار في جهة قبلته، وصلى؛ صحت الصلاة دون حرج، على قول جماهير العلماء، إلا أن بعض الفقهاء قد كرهوا أن يجعلها المصلي أمامه؛ لأنها كانت مما يُعبد؛ قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: «ويكره أن يصلى إلى نار .. وإنما كُره ذلك؛ لأن النار تعبد من دون الله، فالصلاة إليها تشبه الصلاة لها». [المغني]، وإن كان الاحتياط للعبادة أولى.
ولفت الأزهر إلى إنه إن كان للمسلم حاجة في وضع موقد النار أمامه كمراقبة النار واتقاء أذاها، أو نشر الدفء؛ سيما الذين يعملون في الحراسات ليلًا؛ فعلة الكراهة منتفية في هذه الحالة.
وبين أن المدفأة الكهربائية ليست نارًا ولا يَصْدُق عليها كلام بعض الفقهاء عن حكم الكراهة المذكور.
وشدد الأزهر عل ى أنه يجوز للمسلم أن يُصلي واضعًا المدفأة الكهربائية أمامه في حال البرد الشديد دون حرج؛ سيّما إذا كان هذا أدعى لتحصيل الخشوع والاطمئنان في الصلاة.
فضل المحافظة على الصلاة
1.نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.
2.محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله تعالى ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
3.أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
4.يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.
5.تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.
6.عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجر من خرج إلى الصلاة بأجر الحاجّ المُحرم.
7.أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
8.يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
9.يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه.
10.تبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.
فضائل دنيويّة عاجلة للمصلي
أولًا: أفضل الأعمال وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى بعد الشهادتين.
ثانيًا: نور ونجاة لصاحبها الذي يحافظ عليها في الدنيا.
ثالثًا: نهيها صاحبَها عن بذاءة اللسان وفحشه وعن منكرات الأعمال وسيئاتها؛ قال تعالى: «اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ».
رابعًا: غسل الخطايا التي يمكن أن تصدر عن العبد، وبما أنّ عدد الصلوات خمس فالمسلم الذي يصلي يغسل خطاياه خمس مرات في اليوم. خامسًا: تكفير السيئات وغفران الذنوب التي تحدث بين صلاة وأخرى.
سادسًا: انتظار الفرض منها بعد الفرض يعدّ رباطًا في سبيل الله تعالى.
سابعًا: إكرام الله تعالى لمن يصليها برفع درجاته وحطّ خطاياه.
ثامنًا: كتابة الحسنات لمن مشى إليها.
تاسعًا: صلاة الملائكة على صاحبها ما دام في مصلاه.
عاشرًا: كتابة الأجر لصاحبها كأنّه حضرها في حال استعد لها وذهب ووجد الناس قد سبقوه بها.
الحادي عشر: كتابة أجر الحاج المحرم لمن خرج من بيته متطهرًا ليصليها
فضل الصلاة في الآخرة
سبب كبير لدخول الجنة ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
يُعِد الله عز وجل ضيافة في الجنة لمن غدًا بها وراح، نورًا لصاحبها يوم القيامة.