بدأ الجيش الفرنسي وحلفاؤه في منطقة البلطيق مناورات وتدريبات عسكرية واسعة على حرب محتملة، وذلك على وقع أزمة متصاعدة مع روسيا التي تبدي مخاوفها من تمدد حلف شمال الأطلسي داخل الجمهوريات السوفيتية السابقة، بحسب صحيفة ”لوفيجارو“ الفرنسية.
ورصدت الصحيفة، في تقرير لها، جانباً من التدريبات العسكرية التي يخوضها الفرنسيون في منطقة شديدة البرودة، وباستخدام أحدث جيل من القذائف ودبابات ”Leclerc“ والسيارات المدرعة الخفيفة (LAV) المرافقة لها والتي يمكنها تحديد موقعها بكل دقة للمحيطين بها، في تضاريس تختلط فيها الثلوج و المياه الجليدية والغابات الكثيفة والطرق الملتوية ودرجة الحرارة تحت الصفر والضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية ويعرقل سير العمليات، ويجري التدريب بمشاركة جنود بريطانيين.
وتقول الصحيفة الفرنسية إنه ”من النادر رؤية إطلاق النار من جانب دبابة (ليكليرك) التي لم يتم نشرها في عمليات خارجية في منطقة الساحل الأفريقي أو سوريا، حيث تشارك فرنسا في مواجهة الجماعات المتشددة“.
وتضيف الصحيفة أنّه ”في خضم الصراع مع ”الناتو“، تدين موسكو الوجود العسكري لفرنسا وحلفائها في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والتدريبات التي تجري هناك، بينما يؤكد الحلفاء المهمة الدفاعية البحتة لحلف شمال الأطلسي.
ويقول داي بيفان، قائد ”مجموعة القتال“ الفرنسية البريطانية المنتشرة في إطار حلف شمال الأطلسي في إستونيا: ”تدريباتنا مخطط لها و شفافة وتجري على أساس منتظم“ حيث إنّ هناك حوالي ألف جندي، ثلثهم من الفرنسيين، بينما القوات البريطانية موجودة بشكل دائم ويتم تعزيزها على أساس التناوب السنوي، حيث من المنتظر أن يحل 200 جندي دنماركي في مارس المقبل، إلى جانب إرسال فرقاطة قتالية إلى بحر البلطيق.
ويتابع التقرير الفرنسي أنه ”فيما يتعلق بالدفاع، تعمل دول البلطيق في هذه المنطقة الشاسعة التي تسهل إجراء تدريبات على إطلاق النار من الدبابات بالذخيرة الحية، وعلى الجانب الشرقي من أوروبا فإن الحرب التي يخوضها الناتو هي ذات طبيعة مختلفة حيث تختبر الجيوش قدرتها على المناورة معًا أكثر من تكتيكاتها، من أجل تجاوز حاجز اللغة والإجراءات الخاصة بكل منها، فضلا عن العقبات التي يجب التغلب عليها لفهم بعضها البعض“.
وتشرح الصحيفة الفرنسية هذا الوجود العسكري المكثف وأهدافه، قائلة إنّ هذا الانتشار المعزز لقوات من ”الناتو“ مهمته طمأنة دول البلطيق وحمايتها في حال وقوع هجوم.