الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد رفض عادل إمام أداء الدور.. ماذا فعل أحمد ذكي ليحول "البيه البواب" لعلامة سينمائية؟

صدى البلد

في كافة اعماله، يدفعك بأداءه لتلقيبه ب"ملك التقمص".. تشاهده في دور الرئيس والبواب والسائق والمحامي والطيار وغيرها من الشخصيات، التي انتقل بينها بسلاسة وقد تلبسه "جن الشخصية"، وخرج الفيلم ليترك بصمة في تاريخ السينما المصرية.

الفنان القدير أحمد زكي "نمر السينما الاسود" كان مشهورا وسط زملاؤه بالاعداد الجيد لكل شخصية ودراستها جيدا قبل أدائها، حتى يتمكن من اخراج كافة مواهبه، ومن بين تلك الأدوار "البيه البواب"، الذي يظل واحدا من أهم الاعمال السينمائية، وافضل ادوار احمد زكي الذي كان في البداية من نصيب الزعيم عادل امام.

 

رفض الزعيم للبيه البواب

الزعيم عادل إمام، تراجع عن تقديم الشخصية لخلافات مع شركة الإنتاج، ليذهب الدور إلى أحمد زكي، الذي لم يكن يوافق هو الآخر في البداية، وقدمت شركة أفلام مصر العربية سيناريو فيلم "البيه البواب" للفنان الكبير عادل إمام، الذي وقع العقد بالفعل وقبل بالدور؛ بل واختار الفنانة ميرفت أمين للعمل معه في دور زوجته التي ستأتي معه من الصعيد مصطحبين أبنائهما للعيش في القاهرة؛ إلا أن عادل إمام تحدث مع شركة الإنتاج عن تغيير مخرج العمل، وأنه لا يريد أن يكون المخرج حسن إبراهيم، وطلب من الشركة التعاقد مع المخرج محمد عبدالعزيز، وهو الطلب الذي ترددت شركة الإنتاج في تنفيذه وتراجع عادل إمام عن بطولة الفيلم.

بعد أيام قليلة من اعتذار عادل إمام، وخلال تصوير الفنان أحمد زكي والفنانة ميرفت أمين فيلم "زوجة رجل مهم" في العام 1987، ذهب أحد العاملين بشركة أفلام المصرية للاستوديو، وأعطى الفنان أحمد زكي السيناريو فرفض بشدة وألقى أوراق السيناريو على الأرض، وأكد أنه لن يلعب دور مكان أحد؛ إلا أن بعض الوسطاء أقنعوا أحمد زكي بأنه الأجدر لأداء ذلك الدور، وأنه عليه قراءة السيناريو أولاً قبل أن يتخذ قراره وهو ما حدث بالفعل.

 

موافقة احمد زكي ورفض ميرفت امين

تراجع أحمد زكي عن الرفض، وتراجعت ميرفت أمين أيضًا عن قبول الدور، ليرشح النمر الاسود الفنانة مهجة عبدالرحمن باعتبارها صاحبة بشرة سمراء وأنها وجه يستطيع أن يقدم دور سيدة قادمة من الصعيد بالفعل.

وقد استعد أحمد زكي للدور، من خلال صداقة بعض البوابين الفعليين بالمنطقة التي تم بها التصوير، ووصل الأمر أنه جلس أمام السكان الحقيقيين للعقار مرتديًا ملابس البواب دون أن يعرفه السكان، وتعاملوا معه على أنه البواب الجديد للعقار بالفعل.

 

تقمص الشخصية

الدكتور سامح وجيه، الطبيب الخاص للفنان أحمد زكي، روى قصة طريفة من كواليس فيلمه الشهير "البيه البواب"، حين قرّر أحمد زكي عدم الاستحمام لمدة أسبوع وارتداء ملابس صعيدية مهترئة قبل بدء تصوير مشاهد فيلم البيه البواب، ليصور مشاهده الصعبة كفلاح صعيدي فقير وملامحه تعكس كل مشاعر القرف الحقيقية من الحياة ومن نفسه، ما جعل رائحته وحالة ملابسه في الحقيقة لا تطاق.

وأضاف الطبيب الخاص لـ أحمد زكي، إنه عندما طلب منه مخرج الفيلم في نفس اليوم استبدال ملابسه بأخرى نظيفة من أجل تصوير مشاهد البواب بعد العز والغني لأداء أغنية "أنا بيه.. أنا بيه" الشهيرة، رفض أحمد زكى فعل ذلك، واعتذر عن عدم تصوير هذه المشاهد في نفس اليوم، وطلب أولا أن يذهب للفندق الذي يقيم به لأخذ حمام ملوكي ورش البرفان.

وبالفعل قام بذلك وبعد أن شعر بالعز الحقيقي عاد إلى الاستديو وقال للمخرج “أنا دلوقتي جاهز يا أستاذ”.

 

اتقان اللهجة الصعيدية

عم كيلاني، الذى جسد قهوجي قهوة البوابين ضمن أحداث فيلم "البيه البواب" قال انه كان يقوم بمهمة عامل "الكلاكيت" في الفيلم، وأن النجم الكبير الراحل أحمد زكي عندما عرف أنه من أصول صعيدية، حرص علي مراجعة كل المشاهد معه وتحويلها الي اللهجة الصعيدية حتى تكون مطابقة للواقع، وكان يسأله عن أدائه فى اللهجة بعدما ينتهى من تصوير كل مشهد.

ويحكى عم كيلانى، موقفا يُبين مدى تقمص زكى للدور، وهو أنه أثناء الإعداد لمشهد أمام العمارة وكان الفنان أحمد زكى يرتدى ملابس الشخصية ويجلس أمام العمارة، وإذا بأحد سكان العمارة الحقيقيين ينادى عليه ويعامله كبواب ويعتقد أنه البواب الجديد للعمارة، ويستمر زكى فى إقناع الساكن بأنه البواب فعلا، وهذا الموقف أسعد الفنان أحمد زكى كثيرا.

 

مسح السلالم

ومن كواليس الفيلم أيضًا، قيام أحمد زكي، بمسح سلالم العقار الذي تم التصوير فيه، ليتقمص الشخصية بكل معانيها، وفقا لما صرحت به الفنانة رجاء الجداوي في أحد البرامج.

روت مهجة عبد الرحمن، تفاصيل إنقاذ أحمد زكى، لها من الموت أثناء تصوير الفيلم، قائلة: "كنا في محطة مصر، أثناء تصوير مشهد النزول من القطار، فوجئت بحشر قدمى بين الرصيف والقطار، ولم أستطع التحرك، والقطار يسير وفوجئت بأحمد زكى، يحملنى على ذراعيه وينقذني من الموت.