واصل منتدى شباب العالم لليوم الثالث جلساته ومناقشاته حول عدد من القضايا والمحاور التي يتضمنها المنتدى، المنعقد في مدينة شرم الشيخ في الفترة من 10 إلى 13 يناير، برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وشهد اليوم الثالث عددا من المناقشات، أهمها تركز حول أزمة الأمن الغذائي، وكيف تجاوزت مصر أزمة الغذاء، ووضع توصيات للحد من تداعيات كورونا على الغذاء.
وتحدث طارق النعماني، سفير الشباب اليمني بالمجلس العربي الأفريقي، عن الوضع الحالي في اليمن، قائلا: “قدمت أرض سبأ والتي كانت تسمى اليمن السعيد، ولكن اليوم وبعد مرور 7 سنوات لم تعد ترى السعادة مطلقا”.
اليمن يعاني من سوء التغذية
وأضاف النعماني، خلال جلسة “المسئولية الدولية في إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات”، ضمن فعاليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم: "في الـ 7 سنوات الماضية تم غلق 4 آلاف مدرسة وأصبح لدينا 4 ملايين طفل ليس لهم أي فرصة للتعليم، بالإضافة إلى أن هناك 3.1 مليون طفل يعانون من سوء التغذية".
واستطرد: “تدمر كل ما هو جميل باليمن وتوقف الإنتاج ووصل عدد اللاجئين إلى قرابة الـ 4 ملايين نازح”، متابعا: “نحن نعيش اليوم أسوأ ظروف اقتصادية وصحية، بجانب تأكيد الولايات المتحدة أن اليمن يعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم”.
وأوضح أن حجم المساعدات التى وصلت إلى اليمن بإجمالي 25 مليار دولار أمريكي، ولكن اليمن يحتاج إلى 30 مليار دولار لإعادة الإعمار.
وأشار لوجود تخاذل أممى، ودور المجتمع الدولي في اليمن يحتاج لحثه على التدخل فى اليمن بشكل عاجل وسريع لإنقاذه وإعادة الإعمار، والعديد من المنظمات تقول إن الحرب تنتهى ويتم إعادة الإعمار، ولكن حتى بعد 7 سنوات لم تنته الحرب.
نقص التغذية
وقال طارق النعماني: “حتى الآن توفي 377 ألف مواطن يمني، و60% من الوفيات ناتجة عن سوء التغذية والفقر وليس الصراعات، ومن المتوقع أن تزداد نسبة الوفيات لتصل إلى 75% بحلول عام 2030، اليمن خسر 126 مليار دولار أمريكي من الناتج المحلي، وهناك 20 مليون مواطن تحت خط الفقر، ودخل الفرد اليمني يصل إلى 1.9 دولار أمريكي، كما أن عدد المواطنين الذين يعانون من نقص التغذية وصل إلى 8.6 مليون مواطن، وذلك وفقا لتقرير الأمم المتحدة”.
واختتم حديثه قائلا: “من المتوقع أن تصل الوفيات في اليمن إلى 1.3 مليون شخص، 70% من الوفيات تحدث نتيجة أسباب غير الصراعات”، متابعا: "كارثة حلت علينا".
من جانبه، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي رداً على ما قاله سفير الشباب اليمن، إنه تحدث عن المسئولية الدولية في إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات الحديثة في النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، لافتا إلى تأثير الإشكاليات والنزاعات على الشباب والشابات والصغار بالدول التي تعاني من الأمر.
وأضاف السيسي: «حتى نتمكن من التحرك لا بد من توقف النزاعات، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات العمل المدني تساهم وتشارك في الأمر».
وتابع: «توقف النزاعات قبل ذلك صعب، فنيا على الأرض عند عمل إعادة إعمار في وجود صراعات موجودة قد لا تتم بالشكل الذي يتمناه العالم، هناك فرصة لوقف تلك النزاعات وفرصة لإعادة الإعمار ويتوفر التمويل والإرادة من الجميع للمشاركة بشكل أو بآخر لتسوية المسألة».
وشدد على أهمية تخفيف الصراع قبل انتهاء النزاع، متابعا: «مش بتكلم عن البعد التمويلي فقط وإنما البعد الإنساني والنفسي والاجتماعي، ويا ترى الآثار النفسية هنعالجها إزاي؟».
واختتم: “مصر مستعدة دائما للتعاون مع الأشقاء من أجل البناء والتعمير”، متابعا: "دي ثوابت مصرية".
إطلاق برنامج خاص لتأهيل الشباب اليمني
ووافق الرئيس عبد الفتاح السيسي على طلب سفير الشباب اليمني بإطلاق برنامج خاص لتأهيلهم، قائلا: “الأكاديمية الوطنية جاهزة لاستقبال كل الشباب مش بس شباب اليمن، مصر مستعدة تقوم بهذا الدور بكل تواضع”.
مشكلة الأمن الغذائي
لا يزال عدد ناقصي التغذية في العالم مرتفعا بصورة لم تعد مقبولة، وتقرير حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم يزيد من الوعي بقضايا الجوع في العالم، ويناقش الأسباب الكامنة وراء الجوع وسوء التغذية، ويرصد مدى التقدم نحو بلوغ أهداف تخفيض الجوع، وهذا ما يناقشه منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة في اليوم الثالث على التوالي، وهذا المطبوع يستهدف جمهورا واسعا، يشمل صانعي السياسات، والمنظمات الدولية، والمؤسسات الأكاديمية، وعامة الجمهور ممن لديهم اهتمام عام بالصلات بين الأمن الغذائي والتنمية البشرية والاقتصادية.
ونعرض تحديات الأمن الغذائي وهي:
- المعاناة من أزمة المياه العالمية.
- عدم الاهتمام بالأراضي وإهمالها تماما.
- تقلبات المناخ وتغيره.
- إصابة النباتات بالأمراض وعدم مكافحتها.
- تفشي الفساد والظلم بين أفراد المجتمع.
- التضخم السكاني الكبير.
تعمل الحكومات مع الشركاء عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحماية المجتمعات المحلية من مرض فيروس الكورونا (كوفيد-19).
وبينما تنقذ هذه الجهود العديد من الأرواح، إلا أن الآثار بالغة على سلاسل إمداد وتوريد الغذاء، وعلى توفر وإمكانية الحصول على أنواع أفضل من الأطعمة الآمنة والمغذية، والقدرة على تحمل تكاليفها، كما أن العائلات الهشة تكافح من أجل تأمين دخل للعائلة وتوفير لقمة على مائدة الطعام.
والجدير بالذكر أن أكثر بلدان المنطقة تضررا من "جائحة كورونا"، هي البلدان التي تواجه أزمة غذائية.
دول تعاني من أسوأ أزمات الغذاء
وقد أدى الوباء إلى تفاقم التحديات في بلدان مثل أفغانستان وسوريا واليمن والسودان من حيث الكمية ووتيرة توفر وتنوع الطعام الذي يستهلكه الأطفال والعائلات.
وتحتل هذه البلدان أول عشرة مواقع على لائحة دول العالم التي عانت من أسوأ أزمات الغذاء، من حيث عدد السكان الذين عانوا من الأزمة.
ومن هنا منتدى شباب العالم يدعو الحكومات وشركاء التنمية الدوليين والمانحين والقطاع الخاص، إلى معالجة توفير وتأمين وإتاحة القدرة على تحمل تكاليف الطعام الآمن والمغذي، وتأمين تغذية أكثر العائلات هشاشة والأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في جميع أنحاء المنطقة، مع تنفيذ التدابير اللازمة حول الصحة والوقاية والتحكم في الوقت نفسه.
ويمكن القيام بذلك من خلال الإجراءات التالية:
- ضمان استمرارية حركة سلاسل التوريد والإمداد الغذائي وتوفر الأطعمة المغذية والآمنة.
- حماية دخل وسبل عيش أولئك الذين يعتمدون على الزراعة والعمل المؤقت.
- إنشاء ودعم خطط حماية اجتماعية وبرامج مجتمعية لمساعدة الفئات الأكثر هشاشة وأولئك الذين فقدوا وظائفهم بسبب الإغلاق، وذلك لكي يتمكنوا من الحصول على الطعام الكافي والآمن والمغذي.
- تغذية الأمهات والرضع والأطفال الصغار من خلال توفير خدمات التغذية الأساسية للحوامل والمرضعات والأطفال حديثي الولادة والأطفال المرضى، ودعم الرضاعة الطبيعية لدى الأمهات المرضعات، بما في ذلك اللواتي يعانين من "كوفيد-19"، وتزويدهن بالمعلومات الدقيقة حول تغذية الأمهات والرضّع والأطفال الصغار.
- تأكيد توفر الاستجابة للهزال من خلال معالجة الأطفال والأمهات الذين يعانون الهزال ونقص التغذية، وتكييف الخدمات من خلال تقليل الزيارات العلاجيّة، وتوفير إمكانية أكبر لإيصال الإمدادات إلى البيت.
- وكذلك تنفيذ تدابير لمنع الهزال لدى للأطفال الذين يعانون الهشاشة والفئات الأخرى المعرضة لخطر النحافة، بما في ذلك كبار السن والمرضى. إن هذه الفئات الهشة والتي تعاني من ضعف في جهاز المناعة معرضة بشكل كبير لخطر الموت، ويزداد هذا الخطر في حالة إصابتهم بـ "كوفيد-19". لذلك، فمن المهم:
- تكثيف الجهود لتعزيز قدرة الأمهات وأولياء الأمور على اكتشاف ورصد الحالة التغذوية لأطفالهم.
- إنشاء نظام للأمن الغذائي ومراقبة التغذية، وذلك باستخدام مسح عبر الهاتف المحمول أو الإنترنت لرصد نجاعة سوق الأغذية، وآليات التكيف، وأنماط استهلاك الأغذية والفقر متعدد الأبعاد، وجمع المعلومات حول الأمن الغذائي والتغذية وتحديثها في الوقت المناسب لتحديد السكان المعرضين للخطر، ورصد ومعالجة العوامل التي من المحتمل أن يكون لها تأثير سلبي على الحالة التغذوية للفئات الهشة.
ويرصد "موقع صدى البلد"، قائمة بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض:
اليمن، أفريقيا، جنوب السودان، أوغندا، إثيوبيا، إريتريا، السنغال، السودان، الصومال، الكاميرون، الكونغو، النيجر، بنن، بوركينا فاسو، بوروندي، تشاد، توغو، سيراليون، غامبيا، غانا، غينيا، كينيا، ليبيريا، ليسوتو، مالي، مدغشقر، ملاوي، موريتانيا، موزامبيق، أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى،نيكاراغوا، هايتي، آسيا، أفغانستان، أوزبكستان، بنغلاديش، جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، طاجيكستان، قيرغيزستان، نيبال.
مصر لم تتأثر بأزمة الغذاء
وفي هذا الصدد، قال الدكتور رأفت خضر، رئيس مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة، إن مصر من البلاد النامية التي لم تتأثر بأزمة في الغذاء بسبب فيروس كورونا، وقامت بتصدير أكثر من 5 ملايين طن من منتجاتها الزراعية، بالإضافة إلى منافسة بعض الدول الكبرى في عدد كبير من المنتجات الزراعية.
وأكد خضر، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه مع بداية فيروس كورونا تأثرت العديد من دول العالم بنقص الغذاء، ومنها دول الاتحاد الأوروبي التي اعتمدت في الزراعة على العمالة الأفريقية، ما أدى إلى تدهور جزء كبير من المحاصيل.
سبب عدم تأثر مصر بـ كورونا
وأوضح خضر أن مصر لم تتأثر كثيرا بجائحة كورونا بسبب عدد من العوامل، منها إنشاء ١٠٠ ألف صورة، والمشروع القومي لإنتاج البذور الذي من المقرر أن تكتفي مصر من خلاله بـ ٦٠% من البذور عام ٢٠٣٠، بالإضافة إلى إحياء مشروع توشكى الذي يساهم في إنتاج المحاصيل بشكل أسرع من باقي التربة المصرية بسبب درجة الحرارة الخاصة بالتربة.
وأشار إلى أن مصر عملت على استصلاح مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية، منها مشروع مستقبل مصر الذي يتضمن 2 مليون ونصف المليون فدان، بجانب استصلاح 500 ألف فدان بوسط سيناء وإنشاء صوب شرق العوينات واستصلاحات واحة سيوة ومدينة العلمين التي ستعود بالرفاهية على المواطن المصري مستقبلا.
عدم تأثر مصر بالتغيرات المناخية
ولفت خضر إلى أن هناك عددا كبيرا من المحاصيل المقاومة للجفاف وعوامل التغيرات الجوية التي اعتمدت عليها مصر في الآونة الأخيرة.
وتابع: "مصر لم تتأثر بالتغيرات المناخية التي أثرت على المنتجات الزراعية وأسعارها وارتفاع درجة الحرارة وتواجد أنواع من الآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية"، لافتا إلى أن مصر من الدول الآمنة غذائيا والتي قامت بتصدير الخضراوات والفواكه بجانب الدواجن بجودة عالية.
منتدى شباب العالم
يذكر أن منتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد انطلق عبر ثلاث نسخ بالأعوام الماضية 2017 و 2018 و2019، حيث تمت استضافة أكثر من 15 ألف شاب وشابة من 160 دولة على مدار هذه الدورات الثلاث.
ويهدف المنتدى إلى جميع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
وأعلنت إدارة منتدى شباب العالم بدء وصول الوفود المشاركة بالنسخة الرابعة للمنتدى الجمعة بمدينة السلام شرم الشيخ، حيث يمثل الشباب المشاركون الجنسيات المختلفة من 196 دولة من جميع قارات العالم، وتنطلق الفعاليات بحضور ورعاية الرئيس السيسي في الفترة من 10 إلى 13 يناير 2022.
كما أعلنت إدارة المنتدى عن مجموعة من المعايير لاختيار الشخصيات المؤثرة والشباب الواعد من جميع أنحاء العالم، والتي تتضمن اختيار القيادات الشابة ممن يتمتعون بالخبرات الشخصية والمهنية والتعليمية التي تتعلق بالموضوعات التى يناقشها المنتدى، وكذلك الشباب من أصحاب الطموح و الشغف الحقيقى لحل المشكلات العالمية وابتكار المبادرات لغد أفضل.
وأوضحت أنه تم تقديم مجموعة متنوعة من الخيارات التي تسمح للشباب بالمشاركة فى الفعاليات كعضو فريق، أو مشارك بنموذج المحاكاة، أو يشارك بورشة عمل، وغيرها الكثير اعتمادا على موضوع الحدث، وتخصيص فريق لفحص طلبات المشاركة، ويشمل ذلك مراجعة بعض المستندات مثل السيرة الذاتية، أو أسباب الرغبة فى الحضور، أو الفيديوهات والأوراق البحثية التى يقدمها الراغبون فى القيام بدور المتحدثين.
وأكدت الحرص على إتاحة الفرصة أمام الشباب من مختلف دول العالم بما يضمن التمثيل العادل، ليشمل مختلف الجنسيات والتخصصات العلمية، فضلا عن إعطاء الفرصة المتساوية للشباب من الجنسين، بالإضافة إلى دعوة الشباب من ذوى القدرات الخاصة، وكذلك المتفوقين علميا وأصحاب التجارب الإنسانية الملهمة.
وكانت إدارة المنتدى تلقت أكثر من 500 ألف طلب تسجيل من شباب العالم للحضور والمشاركة في المنتدى من مختلف القارات بالترتيب الآتى؛ أفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية.
وتتجه أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء لمتابعة إطلاق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم الذي يعقد خلال الفترة "10 - 13" يناير بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويعود المنتدى هذا العام عقب تأجيل نسخة العام الماضى بسبب جائحة كورونا؛ لفتح آفاق الحوار مجددا بين شباب مصر والعالم، فضلا عن طرح أصحاب الحلم والإرادة رؤيتهم لتحقيق التنمية على جميع المستويات.