افتتحالرئيس عبد الفتاح السيسي،النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم التي تقام بمدينة شرم الشيخ، والذي من المقرر أن يستمر حتى يوم 13 يناير الجاري.
ويناقش منتدي شباب العالم على مدار الأيام القادمة العديد من القضايا ذات التأثير العالمي والتي تأثرت بأزمة كورونا، ومنها الأمن الغذائي وكيف تجاوزت مصر أزمة الغذاء، ووضع توصيات للحد من تداعيات كورونا على الغذاء.
تأثير كورونا على الأمن الغذائي
وفي هذا الصدد قال الدكتور رأفت خضر، رئيس مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة، أن مصر من البلاد النامية التي لم تتأثر بأزمة في الغذاء بسبب فيروس كورونا، وقامت بتصدير أكثر من 5 مليون طن من منتجاتها الزراعية بالإضافة إلى منافسة بعض الدول الكبرى في عدد كبير من المنتجات الزراعية .
وأكد خضر في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه مع بداية فيروس كورونا تأثرت العديد من دول العالم بنقص الغذاء ومنها دول الاتحاد الأوروبي التي اعتمدت في الزراعة على العمالة الافريقية، ما أدى إلى تدهور جزء كبير من المحاصيل.
سبب عدم تأثر مصر بـ كورونا
وأوضح خضر أن مصر لم تتأثر كثيرا بجائحة كورونا بسبب عدد من العوامل منها إنشاء ١٠٠ ألف صورة والمشروع القومي لإنتاج البذور الذي من المقرر أن تكتفي مصر ب ٦٠ % من البذور عام ٢٠٣٠ بالإضافة إلى إحياء مشروع توشكى الذي يساهم في إنتاج المحاصيل بشكل أسرع من باقي التربة المصرية بسبب درجة الحرارة الخاصة بالتربة .
وأشار إلى أن مصر عملت على استصلاح مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية، منها مشروع مستقبل مصر الذي يحتوي ٢ ونصف مليون فدان بجانب استصلاح 500 ألف فدان بوسط سيناء وإنشاء صوب شرق العوينات و استصلاحات واحة سيوة ومدينة العلمين التي ستعود بالرفاهية على المواطن المصري مستقبلا.
عدم تأثر مصر بالتغيرات المناخية
ولفت خضر إلى أن هناك عدد كبير من المحاصيل المقاومة للجفاف وعوامل التغيرات الجوية التي اعتمدت عليها مصر في الآونة الأخيرة.
وتابع: "مصر لم تتأثر بالتغيرات المناخية التي أثرت على المنتجات الزراعية واسعارها وارتفاع درجة الحرارة تواجد أنواع من الآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية"، لافتا إلى أن مصر من الدول الآمنة غذائيا والتي قامت بتصدر الخضروات والفواكه بجانب الدواجن وبجود عالية.
مخاطر نقص الأمن الغذائي
وبحسب تقرير صادر عن منظمة الغذاء التابعة للأمم المتحدة "فاو" فإن جائحة كورونا عصفت بالعالم في وقت تتواصل فيه مستويات الجوع أو نقص التغذية في الارتفاع.
وتفيدآخر تقديرات الأمم المتحدةأن ما لا يقل عن 83 مليون شخص إضافي، وربما ما يصل إلى 132 مليون شخص، قد يعانون من الجوع في عام 2020 نتيجة للركود الاقتصادي الناجم عن هذه الحاجة.
بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من الجوع الآن يبلغ عددهم 690 مليون شخص، وفي الوقت نفسه، هناك 135 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد .
وافاد التقرير أن الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو من نقص التغذية المزمن، يتعذر عليهم تلبية احتياجاتهم الغذائية مع عدم وجود سعرات حرارية ليعيشوا حياة طبيعية ونشطة مما يؤثر عل. مستقبلهم، ويظل يشكّل انتكاسة للجهود المبذولة عالميًا للقضاء التام على الجوع
وأكدت منظمة الغذاء العالمية أنه رغم وجود ما يكفي من الأغذية للجميع على الصعيد العالمي، ما زال عدد كبير من الناس يعانون من الجوع.
وقال البنك الدولي أن الأثر الاقتصادي الناجم عن الجائحة يمكن أن يزجّ بقرابة 100 مليون شخص في حالة من الفقر المدقع وارتفاع معدلات البطالة وخسائر الدخل وارتفاع تكاليف الأغذية كلّها عوامل تعرِّض الحصول على الأغذية للخطر في البلدان المتقدمة والنامية على السواء وسيكون لها آثار طويلة الأجل على الأمن الغذائي.
تأثير كورونا على أسعار الغذاء
وأفاد التقرير الصادر عن الأمم المتحدة أنأسعار الأغذية العالمية ارتفعت بسبب تأثيرات جائحة كورونا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية، في الأسواق ولا سيما في البلدان التي تعاني من الجوع والأزمات .
وأكد التقرير أن أسعار الغذاء ارتفعت في أفغانستان، بنسبة تصل إلى 20%، وفي اليمن، سُجّلت زيادة بنسبة 35 %في بينما سوريا، تم الإبلاغ عن زيادات كبيرة في الأسعار تصل إلى نسبة تتراوح بين 40 و50 % في المواد الغذائية الأساسية مع وجود نقص في السلع الأساسية .
وأعربت المنظمة عن قلقها بشأن العواقب المتوسطة والطويلة الأجل الناشئة عن الجائحة بسبب تباطؤ اقتصادات العالم ولا سيما أكثر الاقتصادات ضعفًا، مع ارتفاع معدلات البطالة مع الشعور بتأثيرات جائحة كورونا على الاقتصاد بشكل أكبر مما يجعل من الصعب على البلدان، خاصة تلك المعتمدة على استيراد الأغذية، الحصول على الموارد اللازمة لشراء الأغذية.
أزمة الغذاء وزيادة الجوع
وأشار التقرير إلى أن ما يقرب من 16٪ من سكان جنوب آسيا يعانون من نقص التغذية وأن نقص التغذية في المنطقة ككل بلغ أعلى مستوى له خلال عقد من الزمن، عند 8.7٪.
وتعتبر كوريا الشمالية أسوأ مثال على ذلك، حيث يعاني أكثر من 40٪ من سكانها من نقص التغذية. لكن الجوع مشكلة ملحة أيضًا في أفغانستان وغينيا الجديدة وتيمور الشرقية.
ولا تزال الظروف في جميع أنحاء المنطقة أفضل مما كانت عليه في عام 2000، لكن التقدم المحرز في السنوات الأخيرة تباطأ وانعكس في بعض الحالات.
وفي 10 دول أسيوية، يعاني أكثر من 30٪، من الأطفال دون سن الخامسة من التقزم، أو انخفاض الطول بالنسبة للعمر، وهو مقياس شائع لمدى جودة تغذيتهم.
منتدي شباب العالم
يذكر أن منتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد انطلق عبر ثلاث نسخ بالأعوام الماضية 2017 و 2018 و 2019، حيث تم استضافة أكثر من 15 ألف شاب وشابة من 160 دولة على مدار هذه الدورات الثلاث.
ويهدف المنتدى إلى جميع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
وأعلنت إدارة منتدى شباب العالم وصول الوفود المشاركة بالنسخة الرابعة للمنتدى الجمعة لمدينة السلام شرم الشيخ، حيث يمثل الشباب المشاركون الجنسيات المختلفة من 196 دولة من جميع قارات العالم، وتنطلق الفعاليات بحضور ورعاية الرئيس السيسي في الفترة من 10 إلى 13 يناير 2022.
كما أعلنت إدارة المنتدى عن مجموعة من المعايير لاختيار الشخصيات المؤثرة والشباب الواعد من جميع أنحاء العالم، والتي تتضمن اختيار القيادات الشابة ممن يتمتعون بالخبرات الشخصية والمهنية والتعليمية التي تتعلق بالموضوعات التى يناقشها المنتدى، وكذلك الشباب من أصحاب الطموح والشغف الحقيقى لحل المشكلات العالمية وابتكار المبادرات لغد أفضل.
وأوضحت أنه تم تقديم مجموعة متنوعة من الخيارات التي تسمح للشباب بالمشاركة فى الفعاليات كعضو فريق، أو مشارك بنموذج المحاكاة، أو مشارك بورشة عمل، وغيرها الكثير اعتمادا على موضوع الحدث، وتخصيص فريق لفحص طلبات المشاركة، ويشمل ذلك مراجعة بعض المستندات مثل السيرة الذاتية، أو أسباب الرغبة فى الحضور، أو الفيديوهات والأوراق البحثية التى يقدمها الراغبون فى القيام بدور المتحدثين.
وأكدت الحرص على إتاحة الفرصة أمام الشباب من مختلف دول العالم بما يضمن التمثيل العادل، ليشمل مختلف الجنسيات والتخصصات العلمية، فضلا عن إعطاء الفرصة المتساوية للشباب من الجنسين، بالإضافة إلى دعوة الشباب من ذوى القدرات الخاصة، وكذلك المتفوقين علميا وأصحاب التجارب الإنسانية الملهمة.
وكانت إدارة المنتدى قد تلقت أكثر من 500 ألف طلب تسجيل من شباب العالم للحضور والمشاركة في المنتدى من مختلف القارات بالترتيب الآتى؛ أفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية.
وتتجه أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء اليوم الاثنين لمتابعة إطلاق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم الذى يعقد حاليا من فترة "10 - 13" يناير الجارى بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويعود المنتدى هذا العام عقب تأجيل نسخة العام الماضى بسبب جائحة كورونا؛ لفتح آفاق الحوار مجددا بين شباب مصر والعالم، فضلا عن طرح أصحاب الحلم والإرادة رؤيتهم لتحقيق التنمية على كافة المستويات.