ساعد مسؤول تجسس أمريكي، النازيين عن غير قصد في تطوير واحدة من أكثر حملات التضليل فاعلية في الحرب العالمية الثانية، وذلك من خلال نشر شائعات حول خطط الزعيم النازي أدولف هتلر بشأن معقل جبال الألب، حسبما ذكر مؤرخ لديه إمكانية الوصول إلى سجلات عسكرية أمريكية سرية.
ووفقًا لتقرير لصحيفة "جارديان" البريطانية، تعد الأسطورة القائلة بأن النازيين حشدوا الأسلحة وجمعوا 100 ألف جندي في ربيع عام 1945 للوقوف الأخير والتحصن في جبال الألب النمساوية البافارية ليس لها أي أساس في الواقع، ولكن كان لها تأثير قوي على خيال القادة العسكريين الأمريكيين والبريطانيين، الذين كانوا يخشون أن يؤدي ذلك إلى إطالة أمد الحرب لسنوات.
وناقش توماس بوجارت، مؤرخ ألماني بمركز التاريخ العسكري للجيش الأمريكي، في كتاب جديد، أسطورة معقل النازية في جبال الألب، قائلًا إنها لم تكن عاملاً حاسمًا وراء تخلي القوات الأمريكية عن السباق إلى برلين، لكن كان للتجسس الأمريكي يدًا فيه.
ووفقًا لما ذكره بوجارت، فتلقت القيادة النازية لأول مرة أنباء مخاوف الحلفاء من الوقفة الأخيرة على قمة جبال الألب في عام 1944، بعد أن اعترض جهاز استخبارات برقية مرسلة من السفارة الأمريكية في برن بسويسرا.
كما يوضح بوجارت أنه كان من المرجح أن تكون الرسالة قد بعثها ألن دالاس، الذي أصبح لاحقًا رئيس وكالة المخابرات المركزية أثناء فشل غزو خليج الخنازير ولكن في ذلك الوقت كان رئيس مكتب الخدمات الإستراتيجية (OSS) ببرن.
وهنا اكتشفت المخابرات البريطانية أن الشفرة الخاصة المستخدمة لتأمين اتصالات دالاس قد تم اختراقها، ونبهته لكنه استمر في تجاهل تحذيراتهم، ويأسوا منه.
وعن الأمر، قال بوجارت لصحيفة “جارديان”: "كان دالاس ضابطًا متمكنًا للغاية برع في العمل مع المصادر البشرية، ولكن عندما يتعلق الأمر باستخبارات الإشارات، كان في الواقع مهملاً للغاية".
ومع ذلك، في حين أن بعض تقارير استخبارات الحلفاء قد استشهدت صراحةً بنظرية معاقل جبال الألب كحجة لدفع الحلفاء إلى جنوب ألمانيا في عام 1945، لكن بوجارت يرفض فكرة أنها لعبت دورًا حاسمًا في تشكيل نهاية الحرب العالمية الثانية وتهيئة الأرضية للحرب الباردة.