الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وقود المستقبل النظيف المتجدد.. الهيدروجين الأخضر في بؤرة اهتمام مصر والعالم

الهيدروجين الأخضر
الهيدروجين الأخضر

يعد الهيدروجين الأخضر أحد أهم  مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة التي تتجه إليها دول العالم نظرا لنظافتها ولستدامتها وتجددها وعدم تسببها في انبعاث الغازات الملوثة  خلال الإنتاج والاستهلاك.

ويأتي الهيدروجين الأخضر الذي يتم توليده من مصادر الطاقة المتجددة بواسطة عملية التحليل الكهربائي أو الكهرلة؛ حيث يستخدم تيار كهربائي لفصل ذرات الهيدروجين عن ذرات الأوكسجين في جزيئات الماء، وعندما يكون التيار الكهربائي المستخدم من مصدر متجدد كالرياح أو الشمس تتم عمليّة الإنتاج دون أي انبعاث لغاز ثنائي أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبالتالي نطلق على الهيدروجين الناتج اسم "الهيدروجين الأخضر".

إيجابيات الهيدروجين الأخضر 

الهيدروجين الأخضر متجدد بنسبة 100% ولا يتسبب في انبعاث الغازات الملوثة خلال الإنتاج والاستهلاك، وسهل التخزين مما يسمح باستخدامه بشكل متعاقب للعديد من الأغراض.

وبسبب مرونة الهيدروجين الأخضر يمكن تحويله إلى كهرباء أو غاز اصطناعي واستخدامه في القطاعات التجارية والصناعية.

قابل للنقل

 يمكن مزج الهيدروجين الأخضر مع الغاز الطبيعي بنسب تصل إلى 20%، ونقله عبر نفس الأنابيب والبنية التحتية المُستخدمة لنقل الغاز، أما نسب المزج الأعلى من 20% فـ تحتاج إلى تغيير عناصر مختلفة في البنية التحتية الحالية.

استخدامات الهيدروجين الأخضر

يستخدم الهيدروجين الأخضر كوقود في العديد من البلدان كالولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين واليابان وفرنسا وألمانيا، وللهيدروجين الأخضر استخدامات مستقبلية مؤثرة في العديد من المجالات أهمها:

تسمح المرونة الكبيرة التي يتمتع بها الهيدروجين باستخدامه في منافذ الاستهلاك التي يصعب فيها التخلص من الكربون بشكل نهائي مثل قطاع الطيران والنقل البحري.

تمتلك خزانات الهيدروجين المضغوطة القدرة على تخزين الطاقة لفترات زمنيّة طويلة، وإدارتها أسهل من إدارة بطاريات الليثيوم-أيون كونها أخف.

يمكن الحصول على الماء والكهرباء من تفاعل الهيدروجين مع الأوكسجين في خلايا الوقود، وقد أثبتت هذه العملية فائدتها الكبيرة في البعثات الفضائية لتزويد الطاقم بمياه الشرب والكهرباء على نحو متجدد.

تقنية ضرورية لا غنى عنها 

الهيدروجين الأخضر يعد واحدا من أربع تقنيات ضرورية لتحقيق هدف "اتفاق باريس للمناخ"، المتمثل في تقليل ما يزيد على 10 مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًّا في القطاعات الصناعية التي تشكل التحدي الأكبر في هذا المضمار، مثل قطاعات التعدين، والتشييد والبناء، والصناعات الكيماوية.

ونشرت المفوضية الأوروبية مؤخرًا خطة إنتاج الهيدروجين لعام 2030، التي تدعو فيها إلى زيادة قدرات إنتاج الهيدروجين لتصل إلى 500 جيجاوات بحلول عام 2050، علما بأن القدرات الحالية لا تزيد على 0.1 جيجاوات.

يكافح التغيرات المناخية

وقال الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة المتجددة، إن الهيدروجين الأخضر سيكافح التغيرات المناخية والاحتباس الحراري بشكل غير مسبوق، مؤكدا أنه بمثابة طاقة نظيفة تعمل على حماية البيئة.

وأضاف عزيز في تصريحات صحفية أن الهيدروجين الأخضر هو البديل العظيم الذي سيوفي كل متطلبات العالم من الطاقة، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بوضع استراتيجية جديدة، وهي التوجه نحو استخدام الطاقة النظيفة البديلة.

إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر

من جانبه أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أنه تم توقيع 5 مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات ذات الخبرات التكنولوجية المتعددة للبدء فى المناقشات والدراسات الخاصة بتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال وصولا إلى إمكانية التصدير، مؤكداً أن الهيدروجين الأخضر سيكون وقود المستقبل خلال الـ10 سنوات المقبلة.   

وأضاف شاكر، فى تصريحات صحفية له، أنه يجرى التعاون من خلال إجراء دراسة حول المشروعات المشتركة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، وكذلك إنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال تخزين ثاني أكسيد الكربون فى حقول الغاز الطبيعى المتقادمة، وتشمل الدراسة أيضًا التعرف على استهلاك السوق المحلي المحتمل للهيدروجين وفرص التصدير المتاحة، وكذلك تقييم الخطط والأعمال اللازمة لتنفيذ المشروعات المطروحة.

وكشف شاكر عن أهمية الدعم الذي توليه الدولة المصرية والتعاون القائم لإيجاد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر والاستفادة من مزاياه، مشيرا إلى أن مصر تتمتع بفرص هائلة لتوليد الكهرباء من الطاقات المتجددة، وأنها تسعى بكل قوة لاستغلال ذلك اقتصاديا والدخول والمنافسة بقوة في مجال إنتاج الهيدروجين.


-