الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإرهاب وإفريقيا.. تحذيرات دولية من استغلال الأرض الطيبة لتصبح مرتعا للجماعات المسلحة

الإرهاب في إفريقيا
الإرهاب في إفريقيا

عندما ضعف تنظيم القاعدة في أفغانستان في السنوات الأخيرة، تنبأ العديد من المتخصصين بانتقال شبكات الإرهاب إلى مناطق أخرى في العالم، وظهرت حينها فصائل تنظيم القاعدة في دول أفريقيا، خاصة في الصومال ومالي ونيجيريا، فضلا عن دول شمال إفريقيا.

وحذر المراقبون من أن تصبح إفريقيا في المستقبل أرض الجيل الثالث لتنظيم القاعدة، وستكون "أفغانستان جديدة".

أسباب انتشار الجماعات المسلحة

شهدت القارة الأفريقية تداخلا كبيرا بين المناطق المختلفة من الغرب إلى الشمال والوسط والشرق والجنوب، وبدأ يكون لكل منطقة تجمع إقليميا محدد، الأمر الذي ساعد في سهولة التنقل بين البلدان الأفريقية ومن منطقة لأخرى من دون قيود كبيرة ما أدى إلى انتشار الإرهاب في القارة.

بدأت الحركات الإسلامية بالأساس في الجزائر للتصدي للاستعمار الفرنسي خشية ضياع الإسلام من الجزائر، نظرا للسيطرة التامة التي كانت تريد أن تفرضها فرنسا على الدولة الجزائرية.

وبعد استقلال الجزائر، قامت الحكومة بطرد الجماعات المسلحة من البلاد ذاهبين إلى السودان ثم إلى أفغانستان، ومن ثم عادوا مرة أخرى إلى الجزائر.

ويرجع سبب انتشار التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء للعديد من العوامل، ومنها: تردي الأحوال المعيشية في الدول الأفريقية، والتدخل الأجنبي السافر في شؤون القارة، وانتشار الجماعات التبشيرية بشكل كثيف، وسهولة التنقل بين الدول وبعضها البعض، والاحتكاك بمجموعات جهادية كثيرة خارج الإقليم في أفغانستان والسودان وغيرهما.

علاوة على هذا تأتي الطبيعة الداخلية، الاقتصادية والعرقية والقبلية للعديد من الدول التي تشجع على إفراز تنظيمات متشددة، كعامل أساسي في انتشار التنظيمات الإرهابية في كل من موريتانيا والجزائر ونيجيريا ومالي وبقية الدول المجاورة في الغرب والوسط. 

وتمتد الشبكات الجهادية من أقصى الساحل الأفريقي بالغرب إلى أقصى الساحل الأفريقي في الشرق، حيث انتشار التنظيمات الجهادية في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي والتي كانت أولى المناطق التي شهدت تدخلات خارجية ودولية لمكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية.

أخطر خمس مجموعات إرهابية

وحالياً يتغلغل في قارة أفريقيا 5 مجموعات إرهابية مسلحة شديدة الخطورة، ولديها صلات بتنظيم القاعدة، وهي: "بوكو حرام" في نيجيريا، و"القاعدة في المغرب الإسلامي" شمال الصحراء الكبرى، وحركة "الشباب المجاهدين" الصومالية، وحركة "أنصار الدين" السلفية الجهادية في مالي، وحركة "التوحيد والجهاد" في غرب أفريقيا.

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم المعلومات عن أخطر 5 مجموعات إرهابية في القارة الأفريقية.

حركة بوكو حرام

نشأت بوكو حرام في مدينة ميدوجوري في عام 2002 "باسم بوكو حرام" الذي جاء من اللغة المحلية "الهوسا" بمعنى "التعليم الغربي حرام" سبب انتشار الفساد في المجتمع الإسلامي، أي أن الجماعة نشأت لمناهضة انتشار التعليم الغربي الذي ألحق الضرر بآلاف المسلمين الذين يعانون البطالة والتهميش كما يرى أنصار الحركة، وكانت تضم مثقفين وأكاديميين. 

ومن هنا جاءت مواجهتها للحكومة التي سمحت بذلك، ومع استمرار اعتماد الدولة على المسار الأمني من دون غيره تصاعدت أعمال العنف من الجهة الأخرى حتى تحولت الجماعة لتنظيم متطرف وعنيف.

حركة أنصار الدين

بعد سقوط نظام العقيد القذافي في ليبيا عاد إياد غالي، الذي كان قائداً قومياً قاد حركة تمرد على حكومة مالي وتم توقيع اتفاقية سلام بين حركته والحكومة عام 1992 ثم أرسلته الحكومة قنصلاً لها في جدة، إلى أزواد حيث سلسلة جبال أغارغا، ثم بدأ في تجميع المقاتلين الطوارق نظراً لمكانته الاجتماعية وانتمائه القبلي.

حركة الجهاد والتوحيد 

ظهرت الحركة إثر انشقاق قادتها على تنظيم القاعدة، وقام بعض أعضائها بتأسيس كتائب خاصة بالمقاتلين من أبناء القبائل العربية تيمنا بتنظيم القاعدة التي تضم المقاتلين الطوارق. 

وأعلنت الحركة أول بيان لها في أكتوبر 2011 معلنة الجهاد في أكبر قطاع من غرب أفريقيا، وتوصف بأنها "الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب في شمال مالي".

القاعدة في بلاد المغرب 

جاء تنظيم القاعدة امتداداً للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة في عام 1997، اعتراضاً على استهداف الجماعة للمدنيين، وتركزت أعمال الجماعة في البداية على المواقع العسكرية، ولكن مع الاحتلال الأمريكي للعراق، تحولت للقيام بأعمال خطف الأجانب، ثم اتخذت أعمالها أبعاداً إقليمية خاصة بعد إعلان أيمن الظواهري عن تحالف القاعدة مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، لتتحول إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

حركة شباب المجاهدين

ظهرت حركة شباب المقاتلين بالصومال واستغلت أجواء عدم الاستقرار به واستقطبت المؤيدين لمواقفها، وبدأت الارتباط بتنظيم القاعدة مع إنشاء عدد من معسكرات التدريب في دول القرن الأفريقي.

البيئة الخصبة للإرهاب في أفريقيا ساعدت على استمرار وتصاعد وتوغل الحركات الإرهابية التي بدأت بفضلها التدخلات الغربية تتواجد بكثرة في القارة، ولكن في حقيقة الأمر فإن التدخلات الخارجية الغربية  ما هي إلا ادعاءات غير حقيقية لبسط النفوذ في أفريقيا، فـ الغرب يعمل للمصالحة التي قد ترتبط باستمرار الإرهاب في المنطقة لضمان استمرار سيطرته على المصادر الأفريقية.