الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدء جلسات المؤتمر العربى الـ45 لقادة الشرطة والأمن العرب .. بن كومان: نسعى لوضع استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب تتماشى مع الأمم المتحدة

المؤتمر العربى الـ45
المؤتمر العربى الـ45 لقادة الشرطة والأمن العرب

الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب:

متحور أوميكرون ينذر بعودة أجواء التباعد الاجتماعي والحجر الصحي

فيروس كورونا يمثل تحديا كبيرة على عاتق أجهزة الشرطة والأمن

تسارع وتيرة التعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب

 

بدأت جلسات المؤتمر العربى الخامس والأربعون لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بحضور كلا من توفيق شرف الدين وزير الداخلية في الجمهورية التونسية و الفريق الحقوقي مهدي هادي علي الفكيكي رئيس المؤتمر و رؤساء وأعضاء الوفود العربية و السفراء .

واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال يسعدني أن أرحب بكم في قبضة الأمن العربي، تونس العزيزة التي تحيط مجلس وزراء الداخلية العرب بكل الرعاية وكامل العناية، ويشرفني بداية أن أرفع إلى الرئيس قيس سعيِّد حفظه الله، جزيل الشكر والعرفان لرعايته الكريمة بالعمل العربي المشترك، مقدرا كل التقدير تفضله بوضع هذا المؤتمر تحت رعايته السامية.

ويشرفني كذلك أن أتقدم إلى نجلاء بودن، رئيسة الحكومة بوافر الشكر والامتنان للدعم البناء الذي توليه الحكومة التونسية الرشيدة للأمانة العامة وأنشطتها المختلفة.

والشكر موصول إليكم على تكرمكم بحضور هذا المؤتمر ومباركة أعماله، مما سيكون دون شك دافعا لنا لمزيد من الجد والعمل، مقدرا لمعاليكم ولمعاليكم كافة العناية الكبيرة التي تولونها للتعاون الأمني العربي. ومُعربا سامي الهيشري المدير العام للأمن الوطني عن جزيل الشكر للإمكانيات الكبيرة التي تم تسخيرها من أجل راحة المشاركين وطمأنينته.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بأنبل عبارات الشكر والعرفان إلى الرئيس الفخري لمجلسنا الموقر الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية وإلى سائر إخوانه و وزراء الداخلية العرب، لدعمهم السخي المستمر للعمل الأمني العربي المشترك.

تجتمعون اليوم في مؤتمركم الخامس والأربعين وما تزال جائحة كورونا تُخيم بظلالها القائمة على المنطقة والعالم، ولئن كان الوضع الوبائي قد سمح لنا بلقاء أغلب الوفود اليوم وجهاً لوجه بعد أن حُرِمنا ذلك في المؤتمر الماضي، فإن متحور أوميكرون المستجد ـ ينذر بعودة أجواء التباعد الاجتماعي والحجر الصحي بل الإغلاق التام وربما حظر التجوال، وهو ما يعيد ترتيب مسؤوليات كبيرة على عاتق أجهزة الشرطة والأمن.

ولقد كانت تداعيات هذه الجائحة على الصعيد الأمني موضوعا حاضرا لا فقط على جداول أعمال المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت في نطاق الأمانة العامة خلال هذا العام فحسب، بل كذلك على جداول أعمال الاجتماعات المشتركة التي نظمناها بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وبالحديث عن التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الأمني دعوني أشير الى تسارع وتيرة هذا التعاون سواء مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في إطار السعي لوضع استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب تتماشى مع استراتيجية الأمم المتحدة العالمية أو مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية والمنظمات الشرطية الإقليمية من خلال استضافتنا للجولة الخامسة من الحوار الرامي الى إيجاد بنية فعالة ومتعددة الأطراف للعمل الشرطي من أجل مواجهة التهديدات العالمية، او مع التجمعات الإقليمية خاصة الاتحاد الأوروبي من خلال وكالاته ومشاريعه الأمنية.

واسمحوا لي بالتركيز على حدثين مهمين سيُعززان في نظرنا الحضور العربي على الصعيدين الدولي والإقليمي.

أول هذين الحدثين هو انتخاب أول مرشح عربي رئيسا للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول ونعنـي به طبعاً اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي المفتش العام لوزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يمثل انتخابه في الدورة الأخيرة للجمعية العامة التي انعقدت في اسطنبول في أواخر الشهر الماضي، تقديراً لما يمتاز به من كفاءة وخبرة ثرية واعترافاً بالمستوى المرموق الذي بلغته أجهزة الأمن والشرطة الإماراتية بفضل ما تتمتع به من كفاءات بشرية عالية وتجهيزات عصرية متطورة. هذا فضلا عن أن هذا الانتخاب متـرجم التقدير الذي بات يحظى به المرشحون العرب والذين تم انتخاب عدد كبير منهم في مناصب مهمة خلال تلك الدورة.
أما الحدث الثاني فيتمثل في انعقاد أول مؤتمر أمني يجمع بين الدول الأوروبية والعربية، هو المؤتمر الأورو – عربي الأول لأمن الحدود الذي عقد بالتعاون مع الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل وباستضافة كريمة من مديرية الأمن العام في المملكة الأردنية الهاشمية. وقد شارك في هذا المؤتمر ممثلون عن أكثـر من أربعين دولة عربية وأوروبية فضلا عن عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، اتفقوا في ختام تداولاتها على إعلان مشترك تضمن التأكيد على أهمية التعاون الأورو-عربي في أمن الحدود والتصدي للتحديات الإجرامية على أساس المسؤولية المشتركة واحتـرام سيادة الدول، مثمنين سعي الأمانة العامة وكالة فرونتكس إلى إيجاد منصة للتعاون وداعين الى عقد المؤتمر بصورة دورية كل عامين وإلى تشكيل فريق عمل من الدول الراغبة لتسيير التعاون المستقبلي بين الجانبين ووضع الآليات والأدوات اللازمة لذلك.

واسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة لأجدد للمملكة الأردنية الهاشمية شكرنا الجزيل وامتناننا العميق لاستضافتها لهذا الحدث، رغم ظروف الجائحة، معرباً لمديرية الأمن العام عن بالغ العرفان لما وفرته للمؤتمر من أسباب النجاح.

نحتفل العام القادم بحول الله بمرور خمسين عاما على عقد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة في الثامن عشر من ديسمبر عام 1972م، وهو اليوم الذي بات عيداً للشرطة العربية نحتفل به كل عام.

وسينظر مؤتمركم اليوم في تصور للاحتفال بهذا اليوبيل الذهبي أعدته الأمانة العامة في ضوء مرئيات الدول الأعضاء، آملين أن يشكل هذا الاحتفال مناسبة لتمتين الأواصر بين رجال الأمن والمواطنين و تعزيز الشراكة بين الشرطة والمجتمع.

وختاماً يُسعدني أن أجدد لكم ـ معالي الوزير ـ امتناننا العميق لما تولونه لنا من عناية واهتمام، ولما توفره لنا الوزارة  الموقرة من رعاية فائقة ودعم موصول، مقدرا كل التقدير ما أُحيط به المشاركون من كريم الضيافة وبالغ الحفاوة، مما سيكون له دون شك أثر كبير في نجاح المؤتمر.