الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسرة طفل نجع حمادي: القصاص العاجل من القاتل الغادر وحده من يخفف آلامنا

الطفل الشهيد بنجع
الطفل الشهيد بنجع حمادى

بعد فقدانهم العائل والسند، لا تغادر ألسنتهم كلمات "القصاص العاجل" من القاتل الغادر، الذى حرمهم من فلذة كبدهم ومصدر سعادتهم وفرحتهم فى الحياة التي أتعبتهم بحثا عن لقمة عيش حلال تغنيهم سؤال الناس، وقد كان مصدر رزقهم بعد الله من خلال رحلته اليومية فى بيع الخضراوات بـ نجع حمادي.

 

" القصاص " لم يعد مطلب الأسرة الحزينة فقط ، لكن كل من تعامل مع الطفل الشهيد ، وكل من سمع قصة طفل ارتدى ثياب الرجال فى طفولته من أجل أن يكون سنداً لأسرته يطالب بقصاص عادل عاجل يخفف الآلام ويجعل من القاتل الغادر عبرة لغيره من اللصوص الغادرين.

 

 


الطفل القتيل والذى تحول إلى شهيد مات دفاعا عن حصيلة تعبه وشقاه طوال يوم من التعب، أصبح أيقونة ورمزاً للشجاعة و البطولة ، فقد تحمل من صغره ما لا يتحمله الكبار، ودافع باستماته عن أمواله الحلال حتى مات دونها بطعنات غادرة من لص حقير.

الطفل الشهيد يعرفه أهالى قريته منذ سنوات معرفة جيدة ، فالجيران يرونه صباح كل يوم حاملاً كميات من الخضروات و متوجهاً بها إلى الأسواق و أماكن التجمعات بمركز نجع حمادى ، لكى يعود نهاية اليوم محملاً بحصيلة بيع الخضراوات ، ليضعها بين أيادى أسرته البسيطة تأخذ منها ما تحتاجه من نفقات للمنزل و تدخر بعضاً منها للمستقبل المجهول.

 

ابتسامة الرضا بقدر الله ، لم تغادر وجه الطفل البريء رغم علامات التعب و الإرهاق التى كانت تفرض نفسها على طفل فى مثل هذا السن ، لكنها لم تؤثر على رحلته اليومية لتوفير الاحتياجات المعيشية لأسرته التى لم يكن لها مصدراً آخر.

 

القصة البطولية التى نسجها الطفل الشهيد بالعرق والتعب ، والتى كانت مثار إعجاب للأصدقاء والجيران ، ومقار فخر للأسرة الحزينة ، انتهت بطعنات غادرة وسط زراعات خضراء فى قرية مجاورة لقرية الطفل الشهيد، حيث تحالف الشيطان مع اللص القاتل و سدد طعنات قاتلة للمجنى عليه حولته إلى جثة هامدة خلال لحظات معدودة.

 

ساعات من البحث عن الطفل بمشاركة أهالى قرية القصر ، و عبر وسائل التواصل الاجتماعى ، لكنها لم تفلح فى العثور عليه ،  إلى أن جاء الخبر الحزين عبر أجهزة الأمن بـ نجع حمادى ، بالعثور على طفل قتيل على طريق مجاور الزراعات بقرية المصالحة ، تتشابه أوصافه مع الطفل المبلغ بغيابه وما هى إلا دقائق و تأكدت المعاينة بأنه الطفل حسين عبدالله البالغ من العمر ١٣ عاماً.

 

الخبر وقع كالصاعقة على الأسرة الحزينة ، فنجلهم ليس مجرد قتيل فحسب ، فقد كان السند و العائل و البسمة التى ترتسم على وجوههم و الضحكة التى تنير حياتهم المليئة بالمتاعب و الآلام.


وكان الطفل حسين عبدالله ١٣ عاماً ، اعتاد على بيع الجرجير  والخضروات متنقلا من قريته القصر إلى نجع حمادى والعودة فى المساء بعد بيع ما معه وتوفير نفقات أسرته اليوميه ، لكنه تغيب عن موعد الحضور ، و بعد ساعات من البحث تمكنت أجهزة الأمن من العثور على جثته ، بأحد الشوارع المجاورة للزراعات بقرية المصالحة المجاورة لقريته القصر .

 

الطفل الشهيد بنجع حمادى