تحل اليوم، 11 ديسمبر، ذكرى إنشاء منظمةالأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" عام1946 نتيجةتصويت بالإجماع في الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية،حيث تقرر وقتئذ أن يقدم صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة، كما كان يعرف آنذاك بتقديم إغاثة قصيرة الأجل للأطفال في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
إنشاء اليونيسيف
لبت اليونيسيف طلب الاستغاثة من قبل الأطفال فور إنتهاء الحرب، واستمرت في عملها بعدها بوصفها منظمة تابعة للأمم المتحدة هي الوكالة الحكومية الوحيدة المكرسة للأطفال على وجه الحصر، والمفوضة من قبل حكومات العالم لتعزيز وحماية حقوق الأطفال ورفاهيتهم.
وتعتمد اليونيسيف بشكل كامل على التبرعات في تمويلها، وتشترك معها منظمات المجتمع المدني بما فيها الشركاء من المنظمات الدولية غير الحكومية، بشكل كبير في أعمالها الخيرية في 158 دولة تمارس فيها اليونيسف نشاطها، وحالياً توظف اليونيسف أكثر من 7 آلاف شخص يعملون في 155 بلد في سائر أنحاء العالم عن طريق126مكتباً قطرياً يقوم بعضها بخدمة عدة دول.
تاريخ المنظمة
مرت منظمة اليونيسف بالعديد من التغيرات والإعلانات التي كان هدفها حماية الأطفال في مختلف أنحاء العالم، وبدأ البذرة الأولي في منظمةالأمم المتحدة للطفولة عن طريق إنشاء وكالة من أجل الأطفال عام 1959، وكان هدفها مساعدة الأطفال في أكثر من 100 دولة حول العالم وحمايتهم من من جوع وفقر ومرض وتمييز وجهل الذي يشكل انتهاكا لحقوقهم الأساسية، ومن ثم تغيرت حياة الأطفال إلى الأبد.
ومن بعد إنشاء اليونيسف تقرر أن تقدم المنظمة ما هو أكثر من مجرد الإغاثة الإنسانية، فتم إنشاء عقود التنمية عام 1960، حيث أصبحت قضايا التغذية والصحة والتعليم والأسرة مجالات تركيز إضافية لليونيسف في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
وفي تلك الفترة كان نصف إنفاق اليونيسف يكرس للتعلم، وأصبحت المنظمة محط أنظار العالم في سنة 1965 لنيلها جائزة نوبل للسلام وثبتت فعالية إدخال استراتيجيات غير باهظة التكلفة عن طريق تقديم المغذيات الدقيقة واليود وفيتامين (أ) ومقويات الحديد من أجل إنقاذ الأرواح.
وفي عام 1980 تم العمل على إعلان حالة الطوارئ الصامتة التي تمثل الاستراتيجية الجديدة للمنظمة في ذلك الوقت، حيث بدأتنظيم "أيام الهدوء" لتحصين الأطفال في المناطق التي تشهد صراعات وأصبح شعار "التعليم للجميع" صيحة استنفار من أجل التنمية العالمية ووجد الأطفال والنساء بأن الحروب وأعمال العنف، والانتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" يحاصر حياتهم بدرجة متزايدة.
بينما في عام 1990 تم الإقرار بحقوق الطفل وأصبحت اتفاقية حقوق الطفل التي اعتُمدت من أكثر المعاهدات الدولية في التاريخ.
وأثناء هذا العقد أيضاً ضم مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل الذي يعتبر أكبر تجمع لقادة العالم، حيث تم من خلاله عرض النزاعات وأعمال الإبادة الجماعية الأطفال للخطر نتيجة للألغام الأرضية والمجاعة والاتجار بهم، الأعمال التي تحرمهم من حقهم في أن ينعموا بطفولتهم.
وفي عام 2000 تم وضع الأهداف الإنمائية للألفية بـ أن "الأطفال يمثلون محور التنمية" التي تعد بمثابة مشروع للتنمية العالمية حتى سنة 2015.
ومنذ بداية القرن الجديد احتلت مشاركة الشباب مركز الصدارة في الدورة الاستثنائية للأمم المتحدة المعنية بالأطفال، وكان لوباء الإيدز تأثير على حياة الأطفال لم يكن له مثيل من قبل، مما شكَّل تحديات جديدة فيما يتعلق بالتقدم الاجتماعي.
التصدي لفيروس كورونا
من أهم الأعمال التي قامت بها منظمة اليونيسيف والتي وضعت على عاتقها التصدي له والعمل على حماية الأطفال منه هو فيروس كورونا "كوفيد – 19".
فمنذ ظهور الفيروس في العالم، عملت اليونيسف على حماية الأطفال وسكان العالم ككل من خطر الوباء عن طريق تقديم الخدماتوإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية 106 ملايين شخص.
كما أنها قدمت معلومات عن المخاطر التي يسببها الفيروس واحتياطات السلامة لأكثر من 3 بلايين شخص، وزودت أكثر من 2.5 مليون شخص بمعدات الحماية الشخصية من الكمامات والكحولات، ودربت 4 ملايين عامل صحي على الوقاية من العدوى ومكافحتها.
ومن خلال ريادتها في مرفق كوفاكس، مرفق النفاذ العالمي إلى لقاحات كوفيد-19، كان لليونيسف دور أساسي في تعزيز الوصول العادل إلى فحوص كوفيد-19 وعلاجاته والعمل على التوزيع العادل للقاحات على مستوى العالم.