الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الهيمنة للعزلة..كتاب يرصد كيف ساهمت سياسات آبي أحمد في انحدار بلاده للهاوية

إثيوبيا تواجه خطر
إثيوبيا تواجه خطر المجاعة

تعيش إثيوبيا حالة الصراع على مدار العام الماضي، بين جبهة تحرير تيجراي، وانضمت لها مؤخرا جبهة الأورومو، ومن جهة أخرى الجيش الفيدرالي الإثيوبي، والذي كان يصنف من أقوى جيوش القارة الإفريقية، ويشارك في عمليات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.

حالة الحرب هذه مستمرة منذ نوفمبر 2020، عندما اتبع نظام رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، سياسة تحويل إثيوبيا من دولة مؤثرة في القرن الأفريقي إلى حالة من الحرب الأهلية عانى من ويلاتها جميع طوائف الشعب الإثيوبي، بعدما ارتكتبه من عمليات إبادة وجرائم  حرب ضد أبناء إقليم تيجراي.

ومؤخرا صدر كتاب "إثيوبيا من الهيمنة إلى العزلة"  للدكتور محمد عبد الكريم، خبير الشئون الأفريقية بمعهد الدراسات المستقبلية في بيروت، عن دار العربي للنشر، والذي يتناول تطورات أزمة الدولة الإثيوبية بجوانبها المختلفة، خاصة بعد تولي رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد إدارة البلاد في مارس - أبريل 2018، ويشمل الكتاب تسعة فصول ومقدمة عن موقع إثيوبيا في قضية أزمة الدولة الأفريقية كمدخل لفهم التحولات التي تمر بها هذه الدولة الأفريقية المهمة والكبيرة.

أوضاع إثيوبيا الاقتصادية 

ويقدم الفصل الأول من الكتاب مقدمات تاريخية وسوسيولوجية متعددة للحالة الإثيوبية كضرورة لفهم بنية الدولة الإثيوبية من جوانب تاريخية ومجتمعية أكثر شمولًا لتوضيح طبيعة الأزمة الحالية داخل مكونات هذه الدولة إثنيًا وسياسيًا وثقافيًا ودينيًا في بعض الأمثلة.

ويقدم الفصل نموذجًا لهذه التوترات والتباينات بحالة إقليم "سيداما" القابلة للتصاعد حاليًا نحو مزيد من التعقيد على خلفية التهميش التاريخي الذي عانى منه سكان الإقليم، كما تناول الأوضاع الاقتصادية في أقاليم إثيوبيا المختلفة فيما يتعلق بأداء الدولة الذي يمكن وصفه بـ الدعائي أكثر منه تحقيق تنمية حقيقية تتضح نتائجها على جميع مواطني الدولة دون تمييز إثني أو إقليمي.

فشل نظام آبي أحمد

يركز الفصل الثاني بعنوان "نظام آبي أحمد: سياقات النشأة والتمكين" على كيفية وصول آبي أحمد لرئاسة الوزراء رغم أنه لم يكن المرشح الأوفر حظًا، مقارنة ببقية الأسماء التي كانت مطروحة وقتها سواء من ناحية الكفاءات الدبلوماسية أو الخبرة العسكرية أو الفهم لإدارة شئون الدولة. 

ويتناول الفصل بالتفصيل الصلة الإريترية بصعود آبي أحمد "غير المتوقع" وقتها، ويرى أن التمكين لنظام آبي أحمد تحقق بشكل بالغ التسرع عقب الإعلان عن "محاولة اغتياله" في يونيو 2018 بقنبلة بدائية، ويرصد تطور نظام آبي أحمد السياسي وتأكيده على تجاهل تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي في مقابل التمترس وراء مجموعة من التهديدات سواء قائمة أو محتملة  أو غير حقيقية.

تناقضات آبي أحمد السياسية 

يعرض الفصل الثالث بالتفصيل سياسات نظام آبي أحمد الداخلية بتناقضاتها بالغة التعقيد والتشابك، والمتصلة بأزمة الاندماج الوطني المزمنة في إثيوبيا، والتي قادت بدورها إلى مزيد من الأزمات وليس حلحلتها كما كان مفترضًا ومعلنًا، ويركز على سياسات حزب الازدهار وتبنيها توجهًا "وحدويًا" سطحيًا يتناقض مع تطلعات بقية المكونات الإثنية للشعب الإثيوبية، ويقدم حالات أقاليم أوروميا والسيداما والعفر التي تعاني جميعًا من تهميش سياسي واقتصادي وظروف معيشية بالغة الصعوبة. 

من الهيمنة إلى العزلة

وينتقل الفصل الرابع من الكتاب إلى تناول مسألة سياسات إثيوبيا الإقليمية في عهد آبي أحمد وتحولها من الهيمنة إلى العزلة على مدار الأعوام السابقة، ويتناول هذه السياسات تجاه دول الجوار التي تمثل مجال حركة النظام الإثيوبي الوحيد تقريبًا، ويخصص جزءً كبيرًا لمسألة العلاقات الإثيوبية السودانية وما تجسده من بلورة واضحة لهذه التحولات منذ عهد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير حتى نهاية العام 2021.

ويقدم الفصل الخامس تغطية لأدوار القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في إثيوبيا إما عبر علاقات ثنائية متميزة أو بتقاطعات مصالح متصاعدة في الفترات الأخيرة، كما في الحالة الإثيوبية- الأمريكية. ويشمل التناول مواقف الدول الخليجية من نظام آبي أحمد، وكذلك دول مثل تركيا وإسرائيل، ثم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. ويختتم الفصل بتناول البعد الإريتري في سياسات الولايات المتحدة تجاه إثيوبيا.

الحرب في إقليم تيجراي

أما الفصل السادس فإنه يقدم رصدًا مخصصًا لأزمة الحرب في إقليم التيجراي وتداعياتها الداخلية على الدولة الإثيوبية طوال نحو عام (4 نوفمبر 2020- نوفمبر 2021)، ويحلل تداعيات هذه الحرب على مستقبل نظام آبي أحمد الذي بدأ فترة رئاسة للوزراء في أكتوبر 2021.

وتناول الفصل التداعيات الإقليمية لأزمة إقليم التيجراي في جيبوتي وإريتريا والصومال والسودان بشكل خاص.

مستقبل الأزمة الإثيوبية

كما ويرصد الفصل السابع أهم الملفات الداخلية والخارجية الماثلة أمام "حكومة آبي أحمد" الجديدة المكونة في أكتوبر 2021. 

أما الفصل الثامن فإنه يأتي تحت عنوان "إثيوبيا والخيار اليوغسلافي" ليستشرف مستقبل الدولة الإثيوبية في ظل خيارات آبي أحمد والقوى المعارضة لنظامه. ويختتم الكتاب بفصل تاسع يقدم مجموعة من الخلاصات المستفادة من تناول جوانب أزمة الدولة الإثيوبية.