لماذا أخفى الله أجر الصابرين؟.. سؤال قد يتردد على أذهان كثيرين منا خاصة وأن هناك آيات كثيرة وردت في القرآن وأحاديث نبوية شريفة تدعونا إلى الصبر وتحث عليه وتعظم ثوابه وأجره عند الله تبارك وتعالى.
لماذا أخفى الله أجر الصابرين؟
وفي إجابة على سؤال لماذا أخفى الله أجر الصابرين قال الشيخ عبدالقادر الطويل عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، إن كثير من الناس يتعامل مع المرض ويفسره حسب أهوائه فيرى في إصابة عدوه أن الله الله يعاقبه بهذا المرض لأجله، وفي مرض آخر أنه عقاب على ذنب عظيم اقترفه، وفي ثالث هو عنده من المحبين أن هذا الابتلاء على صلاحه، مشيراً إلى أن هذا التفسير مرفوض شرعاً.
ولفت عضو مركز الأزهر للفتوى في مقطع فيديو، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر لنا المرض بأنه ابتلاء على قدر دينه، وأن الله قد كتب له منزلة لن يبلغها بعمله فيبتليه الله في نفسه أو ماله ثم يصبره حتى يبلغ تلك المنزلة ويرتفع إليها فيقول:" يبتلى المرء على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء".
وأكد على أن أجر الصابرين من الأمور المبهمة في ثوابها وذلك لأنها عطاء من الله تعالى ومن الصعب أن يحصى أو يعد، محذراً من التعامل مع مريض السرطان أو غيره من الابتلاءات التي قد تصل بالمرء إلى الوفاة بالأهواء، فقد يرتكب الإنسان بهذا التفسير أورزاً وسيئات، والأفضل أن ينظر إليها كابتلاء نسأل الله له ولنا العافية فلن يكتمل إيمان المرء إلا بهذا لقول النبي:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، مشدداً على أن المرض شيء جميل بل إنه هدية للمبتلى تكفر عنه سيئاته وترفع درجاته لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ".
ما هي الحكمة من المرض؟..سؤال أجاب عنه الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء المصرية عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
ورد ممدوح، قائلًا: نحن في دار ابتلاء والابتلاء يرفع الدرجات، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث الصحيحة في هذا الشأن منها ما قاله عليه الصلاة والسلام: ((أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل)).
وتابع: قوله عليه الصلاة والسلام أيضا: ((عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له))، ومما ورد في الأحاديث في الصبر على البلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة)).
علامات تحدد نوع الابتلاء هل هو خير أم شر
للمصائب والابتلاءات في الكتاب والسنة سببان اثنان مباشران – إلى جانب حكمة الله تعالى في قضائه وقدره -: السبب الأول لـ الابتلاء: الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان، سواء كانت كفرا أو معصية مجردة أو كبيرة من الكبائر، فيبتلي الله عز وجل بسببها صاحبها بالمصيبة على وجه المجازاة والعقوبة العاجلة، « وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ» (النساء: 79)، قال المفسرون: أي بذنبك.
السبب الثاني لـ الابتلاء: إرادة الله تعالى رفعة درجات المؤمن الصابر، فيبتليه بالمصيبة ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة، ويكتب عند الله من الفائزين، وقد رافق البلاء الأنبياء والصالحين فلم يغادرهم، جعله الله تعالى مكرمة لهم ينالون به الدرجة العالية في الجنة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ»