ذكر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق أن الله - سبحانه وتعالى - يقولوهو يقرر حقيقةً كونية وإيمانية من أجل أن يتعلم المؤمن كيف يتعامل مع الحياة ،ومن أجل أن يدرك المؤمن حقيقةً من حقائق الإيمان التي يتعامل الله بها معه في الدنيا والآخرة، { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }.
وأوضح علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك أن معنى الآية هل ستدخلوا الجنة بدون مشقة أم أن الأمر يحتاج إلى اختبارٍ وابتلاءٍ وامتحان وصبر ،فيعلم ربنا وهو عليم قبل ذلك بما وما سيكون وما قد يكون في ما لو كان كيف كان ، يعلم كل شيء ،يعلم ما سيقع في حقيقة الأمر ، ويعلم ما وقع ، ويعلم أنه لو وقع فما الذي كان يمكن أن يكون وهو لم يقع يعني مع الافتراض ، فهو عليم بكل شيء ولا يحتاج أن تظهر هذه الأشياء في الحياة الدنيا حتى يعلمها هو ، وإنما هو يسلي خواطرنا بأن ذلك الابتلاء والامتحان والاختبار عائد في منفعته إلينا ، فالله - سبحانه وتعالى - ينجحنا فيه ويعطي لنا الدرجة فيدخلنا الجنة { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }.
وأضاف علي جمعة: إذًا هذا كاشف فلسفة الابتلاء في الإسلام والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل" إذًا عندما تأتيني المصيبة أو البلاء لا أتبرم وإنما أتعامل معها بما يرضي الله ؛ والذي يرضي الله هو { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } ،{ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا }.
ونوه علي جمعة أنه يجب علينا أن نصبر الصبر الجميل ؛ والصبر الجميل لا يكون مع التبرم والإحباط واليأس والانهيار ،بل يكون مع الاستمرار ومع الاستيعاب ومع التجاوز ومع الاستمرار في مراد الله - سبحانه وتعالى - ، أمرنا أن نتجاوز المحنة وأن نستمر بعدها في طريق الله كما كنا قبلها، فإذا فعلنا ذلك حولنا المحنة إلى منحة فتكون محنة في ظاهرها منحة في حقيقتها .