خبير تعليم يشيد بتطبيق مادة احترام الآخر
أبرز الإرشادات بمادة احترام الآخر للأطراف المحيطة
طلب الطفل "مهند" من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في احتفالية "قادرون باختلاف" لأصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال، في شهر ديسمبر الماضي، بتدريس مادة احترام الآخر، ووجه الرئيس وزارة التربية والتعليم بالعمل على تطبيق المقترح.
وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وجه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بسرعة تنفيذ مقترح تدريس مادة القيم واحترام الآخر، بداية من العام الدراسي 2020/2021.
وأكد الدكتور محمد فتح الله الخبير التربوي، ان منهج القيم واحترام الأخر من أحدث المناهج التي تم استحداثها في المرحلة الابتدائية ، وهو منهج يخاطب عقل ووجدان الطفل من خلال قصص وحكايات من واقع حياته اليومية وأبطالها أشخاص يراهم ويتعامل معهم ، مشيرًا الي ان في هذه القصص يسلك الافراد سلوكيات متنوعة صحيحة او خاطئة ثم يأتي دور الطفل ليناقش ويبرر ويتأمل ويحكي مواقف مشابهة عاشها أو رآها وكيف كان سلوكه وهل سيتغير هذا السلوك بعد المرور بهذه الخبرة أم لا.
وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدي البلد" أن من أبرز الأشياء التي يجب ان تدرس في هذه المناهج هو تعلم كيفية الاستماع إلى الآخرين دون الهجوم المستميت حيث تثبت احترام الآخر الإنصات له بكل اهتمام و الصمت أثناء حديث أحدهم تجاهك و الاستماع بشكل جيد أثناء الحديث و ذلك يؤثر بصورة كبيرة على الشخص المتكلم فيشعر بإنصاتك لحديثه و اهتمامك به .
وأضاف الدكتور محمد فتح الله، أن فكرة النقاش مع الأشخاص المتكلمين تعني أنك كنت منصتا جيدا لحديثهم و تكترث للمواضيع الذي كان يتحدث خلالها اثناء نقاشه، فإن المناقشة تدعم الأفكار و تدفع المتكلم للتحدث باستفاضة و بشكل أكبر عن نفسه و ينتج عنها ثقة في النفس أكثر .
وأشار الخبير التربوي، إلى انه لا يمكن أن يتوافق الجميع على رأي واحد ، فإن احترام رأي الآخر واجب والاعتراض يكون بشكل لائق و يحمل نوعا من أنواع الاحترام و تقدير لمشاعر الآخرين .
وأوضح: "على الإعلام دور هام فهو يلعب في تشكيل الأخلاق، حيث شهدت السينما أو التليفزيون إنحدارًا في المحتوى الفني من خلال تقديم نماذج البلطجية كنجوم، كما أنها ساهمت في انتشار الألفاظ البذيئة ونشر أنماط مجتمعية يرفضها المجتمع المصري والترويج لها".
وطالب الخبير التربوي، أن يهتم الإعلام بإنتاج برامج تزرع الأخلاق مثل عودة برامج الأطفال أبلة فضيلة، أو غيرها وعودة السينما النظيفة البعيدة عن العنف والبلطجة".
ومن جانبه أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أننا فى حاجة ماسة لإعلاء القيم الأخلاقية، فمن دون أخلاق لن نحقق شيئاً، فيجب زيادة الاهتمام بالقيم الأخلاقية في مواجهة الثورات العلمية والتكنولوجية المعاصرة وما فجرته من قضايا أخلاقية ملحة وغير مسبوقة.
وأوضح الخبير التربوي، أن دون أخلاق لن ينصلح حال التعليم المصرى، أن العام الدراسى الحالى سيشهد تنظيم عدة فعاليات فى إطار إحياء القيم الأخلاقية بالتعاون مع المدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة، مطالباَ بضرورة عمل ندوات وورش عمل وأنشطة مع الطلاب، لحثهم على نبذ العنف والتعامل بأسلوب لائق فيه قدر من المسئولية واحترام الآخر.
أشاد الدكتور حسن شحاتة، بما قدمة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية على اهتمامه بالمقترح وتنفيذ مقترح تدريس مادة القيم واحترام الآخر.
وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن من أبرز المقترحات التي يجب أن تدرس في مادة احترام الآخرين هو لا يمكن أن يتوافق الجميع على رأي واحد ، فإن احترام رأي الآخر واجب والاعتراض يكون بشكل لائق و يحمل نوعا من أنواع الاحترام و تقدير لمشاعر الآخرين.
وأعلن الخبير التربوي، أن أحيانا يكون حل معظم المشكلات التي تواجه بعضنا في الحياة اليومية هو عدم الاعتراف بالخطأ فإن الاعتذار أفضل طريقة للتعبير عن الود و الاحترام و التقدير للآخر.
وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أنه من الجيد أيضا أن القرار الوزاري الخاص بالتقييم في الصف الرابع قد جعل التقييم في هذا المنهج تقييما لسلوك الطفل وفق معايير محددة من حيث التسامح واحترام الآخر والصدق والأمانة ..وغير ذلك من القيم التي يتناولها الكتاب .
وأشار إلي أن التنمر بالصحاب الهمم، من أبشع الجرائم ووسيلة مرفوضة وغير تربوية وجريمة يعاقب علية القانون، إذ إن أكثر من 80% من شخصية الإنسان تتشكل خلال السنوات الأولى، فإن تعرض مثل هذا الطفل للإيذاء لفظياً أو جسدياً، سوف يؤثر في مكونات شخصيته، وتبقى ملازمة له مستقبلاً.
ومن جانبه قالت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، والخبير التربوي، أن من مادة القيم واحترام الآخر من المواد التي يحتاجها هذا الجيل بعد أن دخلت عادات وسلوكيات غريبة علي مجتمعنا.
وأكدت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس،خلال تصريحات خاصة لصدي البلد ، أن مجتمعنا يحتاج إلى مثل هذه المواد لإعادة القيم والمبادئ التي اختفت أو في طريقها للاختفاء وظهور مستحدثات على الطلبة تغير من أخلاقهم وقيمهم و يعتبرونها شهامة وأخلاق، وتدريسها بطرق توصل المعلومة بالإقناع لأننا أمام جيل يتصف بالعند ويجب وجود سلاسة في الأسلوب بعيدا عن الحشو بحيث يعمل بها الطالب بل و ينشرها في محيط بيئته".
وكشفت الخبيرة التربوية، عن أهمية الكتاب الجديد للطلاب حيث يتناول الكتاب القيم الإنسانية المشتركة بين جميع الأديان السماوية مثل النظافة والأمانة والصدق وتقبل الآخر وكذلك احترام التنوع والتسامح، ويحث علي بناء شخصية للطلاب تكون لديها قيم وأخلاق .
وتعتمد المادة الجديدة علي القصص الواقعية وطريقة سرد ممتعة للطلاب والتي ترتبط بحياة الطفل بالإضافة إلي الاستعانة بشخصيات متنوعة من نسيج المجتمع المصري، وتقديم أنشطة تأملية لتدفع الطالب للتفكير في السلوكيات والموافق والممارسات التي يتعرض لها في حياته اليومية.
وأشارت الدكتورة سامية خضر، إلي أن منظومة القيم مدمجة في كافة المناهج الدراسية للطلاب في جميع المراحل التعليمية بدءا من رياض الأطفال حتي الصف الثالث الثانوي، مؤكدة أن المنهج يدعم للقيم المدمجة في هذه المناهج، حيث يتيح للمعلم والطلاب وقت محدد في الجدول الدراسي لتقديم هذه المادة ومناقشة السلوكيات المختلفة وذلك عن طريق المواقف الواقعية بالإضافة إلي ممارسة التفكير في السلوكيات المجتمعية حتي أن يلبي الطالب هذه القيم الإنسانية الصحيحة.
وأشادت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، بجهود الدولة المصرية التي نجحت في تطبيق مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "قادرون باختلاف" لنشأة مجتمع يفكر ويبتكر، لتنعكس على المجتمع بشكل إيجابي، ويتحول الشباب لمنهج التفكير في العلم والإنجاز وتقديم الأفكار التي تخدم البلاد ومصلحتها حتي وان كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى أن هذه المبادرة سيكون لها مردود إيجابي وواضح على المجتمع، من حيث الأخلاقيات والسلوكيات المجتمعية بين الأفراد وبعضها، فالاهتمام بالعلم والعلماء سُبل تقدم المجتمعات.
ولفتت الخبيرة التربوية، إلى أن إهمال الاهتمام بالعلم في الفترة الماضية أدى إلى انفلات أخلاقي بين الشباب، وتخلف مجتمعي.
حرص الدكتور طارق شوقي، على كتابة إهداء للطفل مهند، على أول نسخة من كتاب القيم واحترام الآخر، قائلًا: "إلى الطالب الرائع مهند.. هدية من مصر إليك للتعبير عن الإعجاب بأفكارك".