طلب الطفل "مهند" سابقًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في احتفالية "قادرون باختلاف" لأصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال، في شهر ديسمبر الماضي، بتدريس مادة احترام الآخر، ووجه الرئيس وزارة التربية والتعليم بالعمل على تطبيق المقترح.
وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وجه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بسرعة تنفيذ مقترح تدريس مادة القيم واحترام الآخر، بداية من العام الدراسي 2020/2021.
أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أننا فى حاجة ماسة لإعلاء القيم الأخلاقية، فمن دون أخلاق لن نحقق شيئاً، فيجب زيادة الاهتمام بالقيم الأخلاقية في مواجهة الثورات العلمية والتكنولوجية المعاصرة وما فجرته من قضايا أخلاقية ملحة وغير مسبوقة.
وأوضح الخبير التربوي، أن دون أخلاق لن ينصلح حال التعليم المصرى، أن العام الدراسى الحالى سيشهد تنظيم عدة فعاليات فى إطار إحياء القيم الأخلاقية بالتعاون مع المدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة، مطالباَ بضرورة عمل ندوات وورش عمل وأنشطة مع الطلاب، لحثهم على نبذ العنف والتعامل بأسلوب لائق فيه قدر من المسئولية واحترام الآخر.
أشاد الدكتور حسن شحاتة، بما قدمة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية على اهتمامه بالمقترح وتنفيذ مقترح تدريس مادة القيم واحترام الآخر.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، ان منهج القيم واحترام الأخر من احدث المناهج التي تم استحداثها في المرحلة الابتدائية ، وهو منهج يخاطب عقل ووجدان الطفل من خلال قصص وحكايات من واقع حياتيه اليومية وأبطالها أشخاص يراهم ويتعامل معهم ، مشيرة الي ان في هذه القصص يسلك الافراد سلوكيات متنوعة صحيحة او خاطئة ثم يأتي دور الطفل ليناقش ويفند ويبرر ويتأمل ويحكي مواقف مشابهة عاشها أو رآها وكيف كان سلوكه وهل سيتغير هذا السلوك بعد المرور بهذه الخبرة أم لا.
وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن من أبرز المقترحات التي يجب أن تدرس في مادة احترام الآخرين هو لا يمكن أن يتوافق الجميع على رأي واحد ، فإن احترام رأي الآخر واجب والاعتراض يكون بشكل لائق و يحمل نوعا من أنواع الاحترام و تقدير لمشاعر الآخرين.
وأعلن الخبير التربوي، أن أحيانا يكون حل معظم المشكلات التي تواجه بعضنا في الحياة اليومية هو عدم الاعتراف بالخطأ فإن الاعتذار أفضل طريقة للتعبير عن الود و الاحترام و التقدير للآخر.
وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أنه من الجيد أيضا أن القرار الوزاري الخاص بالتقييم في الصف الرابع قد جعل التقييم في هذا المنهج تقييما لسلوك الطفل وفق معايير محددة من حيث التسامح واحترام الآخر والصدق والأمانة ..وغير ذلك من القيم التي يتناولها الكتاب .
وأشار إلي أن التنمر بالصحاب الهمم، من أبشع الجرائم ووسيلة مرفوضة وغير تربوية وجريمة يعاقب علية القانون، إذ إن أكثر من 80% من شخصية الإنسان تتشكل خلال السنوات الأولى، فإن تعرض مثل هذا الطفل للإيذاء لفظياً أو جسدياً، سوف يؤثر في مكونات شخصيته، وتبقى ملازمة له مستقبلاً.
وجدير بالذكر قد حرص الدكتور طارق شوقي، على كتابة إهداء للطفل مهند، على أول نسخة من كتاب القيم واحترام الآخر، قائلًا: "إلى الطالب الرائع مهند.. هدية من مصر إليك للتعبير عن الإعجاب بأفكارك".
ووجه مهند، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية على اهتمامه بالمقترح والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الذي ساعد على جعل الفكرة حقيقة.
وأضاف مهند، أنه حين اقترح تدريس تلك المادة كان بسبب أنه سمع من أصدقائه المكفوفين مواقف تعرضوا للتنمر فيها بمدارسهم، وهو ما جعله يشعر بالضيق، لكنه نصحهم أيضًا بعدم الرد عليها.