قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

احتشاد غير مألوف.. لماذا تدق روسيا طبول الحرب مع أوكرانيا؟

الصراع بين روسيا وأوكرانيا
الصراع بين روسيا وأوكرانيا
×

مع تصاعد التوترات بين موسكو وكييف، تسارع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتجنب عملية عسكرية روسية محتملة ضد أوكرانيا، والتي حذر منها مسؤولون بحلف شمال الأطلسي "الناتو" في الأسابيع الأخيرة، ومن المقرر على إثرها أن تعقد قمة افتراضية غدًا، الثلاثاء، بين بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

حذر مسؤولو الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الأسابيع الأخيرة من طفرة جديدة في النشاط العسكري الروسي على الجانب الشرقي الأقصى من الحدود الروسية الأوكرانية. وفقًا لأحدث التقديرات ، ينتشر حوالي 90.000 إلى 100.000 جندي روسي على طول المنطقة الحدودية. على الرغم من أن هذا العدد قد انخفض من حوالي 150.000 جندي روسي شاركوا في حشد موسكو في فصل الربيع ، فقد أعرب الخبراء العسكريون ومصادر المخابرات الغربية عن قلقهم بشأن الطبيعة "غير العادية" و "خارج الدورة" للتحركات الأخيرة. لا تزال نوايا الكرملين الكاملة غير معروفة ، وهي الطريقة التي يحبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وينتشر نحو 90 إلى 100 ألف جندي روسي على طول الحدود الروسية الأوكرانية، وفقًا لأحدث التقديرات التي نقلها موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي، لافتة إلى أن هذا العدد انخفض من 150 ألف جندي شاركوا في حشد سابق بالربيع، ما أثار قلق الخبراء العسكريون ومصادر المخابرات الغربية، مؤكدين أنه "حشد بطبيعة غير عادية" و"خارج عن المألوف"، لكن نوايا الكرملين لا تزال غير معروفة.

وحذر مسؤولو دفاع أوكرانيون من أن هجوما روسيا سيأتي فى وقت مبكر من يناير المقبل، مضيفين أن سيناريو الغزو قد يشمل ليس فقط منطقة دونباس، ولكن عمليات الإنزال البرمائية قد تصل إلى موانئ كييف على البحر الأسود.

لكن يبدو أن واشنطن لم تستبعد أن تكون هذه الأنشطة جزءًا من حملة ضغط روسية أكبر لانتزاع تنازلات سياسية أو دبلوماسية من الغرب، لكن يرى آخرون أن غزو موسكو ليس وشيكًا ولا وهميًا، لكن يجب أن يُنظر إليه بدلاً من ذلك على أنه حالة طوارئ عسكرية خطيرة.

وقال جون هيربست، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا والمدير الأول لمركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، لشبكة "إن بي سي نيوز": "موسكو في وضع يسمح لها بالتحرك مع القليل من الحذر"، مضيفًا أنهم "يشكلون تهديدًا بالطبع. وهم في وضع يمكنهم من القيام بذلك إذا أرادوا".

مخاوف أمريكا

وفي تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اجتماع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في لاتفيا الأربعاء الماضي،. بدا أنه قد أعطى مصداقية لهذه النظرية الأخيرة.

وقال بلينكين: "لا نعرف ما إذا كان الرئيس بوتين قد اتخذ قرار غزو أوكرانيا.. نعلم أنه لديه القدرة على القيام بذلك في وقت قصير، إذا قرر ذلك. لذا، رغم من عدم اليقين بشأن النية والتوقيت، يجب أن نستعد لجميع الحالات الطارئة أثناء العمل للتأكد من أن روسيا ستعكس مسارها".

واجتمع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع نظيره الروسى، سيرجي لافروف، فى ستوكهولم، الخميس، وأعرب الأول مرارًا وتكرارًا عن مخاوف إدارة بايدن بشأن "خطط روسيا لتجديد العدوان على أوكرانيا".

وأضاف بلينكن أن واشنطن لديها "التزام قوي وأشد بسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية"، داعيًا روسيا وأوكرانيا إلى الالتزام مجددا بتنفيذ اتفاقيات مينسك، وهي اتفاق سلام يحدد طريقا لإعادة دمج جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين الانفصاليتين الشرقيتين بأوكرانيا.

ورد الكرملين بتجديد موقفه الراسخ منذ فترة طويلة وهو أن موسكو ليس لديها التزامات بموجب اتفاقات مينسك، وأن أي مفاوضات ستجرى فقط بين كييف والجمهوريات الانفصالية.

ولم يعلق لافروف على ما يبدو بشكل مباشر على مخاوف الولايات المتحدة بشأن التعزيزات العسكرية الروسية واستعداد موسكو لشن هجوم في تصريحاته العلنية.

ونفى بلينكين المخاوف التي عبر عنها مسؤولون في الكرملين من أن أوكرانيا قد تستعد لشن هجوم كبير ضد أوكرانيا، قائلا: "كييف لا تشكل بأي حال من الأحوال تهديدًا لروسيا، أو تسعى إلى مواجهة من شأنها أن تبرر تدخلاً عسكريًا روسيًا".

تقول إدارة بايدن إنها مستعدة لفرض عقوبات كبيرة في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما ردده الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، إذ قال لوكالة "رويترز" في وقت سابق "أوضحنا جميعًا أنه سيكون هناك ثمن باهظ يجب دفعه، والعقوبات أحد الخيارات".

من المرجح أن تشمل هذه العقوبات المحتملة إجراءات تهدف إلى عزل روسيا عن نظام سويفت للمعاملات العالمية، وهي خطوة يقول بعض الخبراء إنها ستوجه ضربة كبيرة قصيرة الأجل لاقتصاد موسكو.

تحركات غير عدوانية

من جانبهم، يواصل مسؤولو الكرملين التأكيد على أن التحركات العسكرية الروسية لا تستند إلى نية عدوانية، وأن روسيا لها الحق في نقل قواتها داخل حدودها كما تراه مناسبًا.

وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين قائلا: "نقل معداتنا العسكرية أو وحدات جيشنا عبر أراضي الاتحاد الروسي هو عملنا فقط"، مضيفًا "روسيا لم تهدد أحدا قط ولا تهدد ولا تشكل خطرا على أحد".

لكن عند النظر إلى خطاب روسيا تجاه أوكرانيا منذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه في يناير الماضي، فزاد حدته إذ اقترح بوتين في مقال مطول خلال الصيف، أن أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفيتي لا يمكن ولا ينبغي أن توجد خارج نطاق النفوذ الروسي.

ولطالما أكد بوتين وكبار المسؤولين في موسكو أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي هو خط أحمر "ناصعًا" بالنسبة لموسكو، لكن صياغة الكرملين قد تغيرت قليلاً في الأشهر الأخيرة، فيخسى انضمام كييف للناتو فعلا، مما يجعل للأخير موطأ قدم مهما على الحدود الروسية.

وبسبب هذه المخاوف، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن إيفان تيموفيف، مدير البرامج في مجلس الشؤون الدولية الروسي قوله إن قوات الناتو في أوكرانيا ستغير التوازن العسكري بشكل جذري، على الرغم من أن الحلف موجود بالفعل على حدود روسيا في منطقة البلطيق والقطب الشمالي.

وذكر تيموفيف عن قوات الناتو "إذا جاؤوا إلى أوكرانيا أيضا، فإن المسرح المحتمل للعمل العسكري يصبح كبيرا جدا".