الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجال قُساة في حياة فايزة أحمد.. لماذا حاول أحدهم قتلها واتهمها آخر بخطف ابنته؟

صدى البلد

"صوتها مثل الألماس غير قابل للكسر".. كلمات بسيطة وصف بها الموسيقار محمد عبد الوهاب صوت كروان الشرق فايزة أحمد في بداية مسيرتها الفنية في مصر.. 27 عاما قدمت خلالها فايزة أحمد أروع الأغنيات التي مازالت تلعب على أوتار قلوب مستمعيها حتى الآن.

غنت لكل الفئات، فقدمت “ست الحبايب” التي ظلت ولاتزال أشهر وأجمل أغنية للأم يتغنى بها الجميع في 21 مارس من كل عام، مهما ظهرت غيرها من أغنيات، وأغنية اخرى تعبر بها عن دق الحب لباب القلب لاول مرة في "يامة القمر على الباب"، وعندما تجتمع الأسرة في مناسبة سعيدة نجد ان "بيت العز يا بيتنا" أفضل من يعبر عن شعور "لمة العيلة"، وايضا أغنية "تعالالي يابا" التي تدفعك للبكاء عندما تتذكر أباك الذي رحل تاركا هموم تثقل أكتافك، ولم تشعر بها الا بعد رحيله.

 

نجاح لمس الجميع رغم مآسي حياتها

نجحت القديرة فايزة أحمد في إمتاع الملايين في العالم العربي بصوتها النادر، وأغنياتها الرائعة، لكن على النقيض كانت حياتها الخاصة، مليئة بالمآسي لم تعش منها سوى 17 عاما هادئة وهي فترة زواجها من الملحن محمد سلطان، وهو ما اخبرته به في آخر لحظات حياتها - بحسب ما روى سلطان - قائلا انها سافرت إلى الولايات المتحدة للعلاج، حيث خاضت رحلة علاج مريرة باءت بالفشل، ثم عادت لتستأنف علاجها في مصر، وقرر العودة اليها بعد انفصالهما للوقوف إلى جانبها في أيامها الأخيرة، حيث نقلها للمستشفى ونامت على صدره تسأله عن عمرها ليندهش هو من سؤالها، فتخبره: «عمري 17، وهي السنوات التي قضيتها معك كزوجة» ثم فارقت الحياة في 1983.


الصدمة الأولى في حياتها

كانت فايزة في الثالثة عشرة من عمرها تلعب وتلهو كزميلاتها في نفس السن، وكانت طالبة مجتهدة بإحدى المدارس، حتى تقدم لها شاب أغرى عائلتها بثرائه الفاحش، يملك أموالا لا تعد، وعلى استعداد أن يشتري لها قصرا فخما لتسكن فيه، واستطاع بمكره ودهائه خداع أسرتها بأكملها، كما ذكرت فايزة في حوار قديم.

وافقت عائلة فايزة أحمد على هذا العريس "اللقطة" كما ظنوا، وحددوا موعد الزفاف حتى تفاجأت فايزة بأنهم حددوا موعد زفافها منه، وفوجئت ذات يوم بعائلتها تخبرها بأنها لن تذهب إلى المدرسة بل ستنتقل إلى بيت الزوجية، ولم تكن فايزة تمتلك حق الاعتراض أو حتى إبداء الرأي، كان زواج الفتيات في نفس السن أمرا شائعا، وتقاليد الأسرة أيضا لا تسمح للبنت بأن تبدي رأيها إذا وافق رجال الأسرة على الزواج، وبعد أسابيع تبدلت "مريلة" المدرسة ووجدت نفسها في الكوشة مع رجل تراه للمرة الأولى في حياتها.

شعرت فايزة بأعراض الحمل في الشهر الأول بعد زواجها، وكان حينها زوجا حنونا يرعاها، ولكن لم يمض سوى شهرين على هذا الزواج حتى اتضح كل شيء، حيث اجتمعت أسرتها وطالبت الزوج بأن يطلقها، اندهشت فايزة من قرارهم بالزواج المفاجئ والطلاق المفاجئ، ولكن هذه المرة استفسرت عن السبب فقالوا لها إنهم اكتشفوا حقيقة زوجها التي كان يخفيها، هذا الرجل لم يكن صادقا في كلمة واحدة، فقد تزوج قبل فايزة عشرات المرات، امرأة تلو أخرى ويطلقها، وإذا أنجب منهن كان تاجرا يبيع أبناءه للأرمن المقيمين في بيروت، أما زوجاته السابقات فكان يدفعهن للعمل ليستولي على أموالهن.

انسحب زوجها الأول وقرر طلاقها خوفا من بطش أسرتها، أما سبب زواجه منها الحقيقي فكان معرفته أن لها صوتا عذبا فرآها مشروع المستقبل لتحقيق مكسب مربح، حيث أراد استغلالها واستغلال صوتها.

ولم يتنازل عن ابنته كما قيل فقد كانت فريال في رعايتها منذ ولادتها وهذا حقها الشرعي، وكان قد هددها برفع دعوى بضم ابنتها إليه ولكنها كانت قد تنازلت عن كل حقوقها تجاهه من نفقة وحضانة لتتولى تربية ابنتها، إلا انه عاد يهددها بعدما أصبحت مشهورة وتمتلك المال حيث امتلكت حينها عمارتين في سوريا وكان لها رصيد في البنك.

رضخت فايزة وكانت تعطيه المال دائما، ولكن هذا لم يكن لخوفها من تهديداته، قائلة: بل كان اشفاقا عليه كوالد ابنتي التي كنت لا أريد أن أثير لها مشاكل قد تؤثر على مستقبلها، وعندما وجدت انه استمر بهذا الشكل قررت ان اطلب من اسرتي التدخل فرفعنا دعوى نطالب بالنفقة، وحصلنا على حكم ضده، إلا أنه هرب عندما شرعنا ننفذ عليه الحكم.

أما عن قصة اختطافها لابنته، فقد طلبت فايزة منه الموافقة على أن تصحب ابنتها إلى مصر لاستكمال تعليمها هناك، ولكنه طلب مبلغ 500 جنيه ثمنا لهذه الموافقة، فلما رفضت دفع هذا المبلغ لجأ إلى اتهامها بأنها اختطفتها وتسبب في منعها من السفر على طائرة بيروت المتجهة الى القاهرة، وعندما أثبتت فايزة ان ابنتها مازالت في مدرستها بلبنان تركوها تغادر المطار، أما عن حكم القضاء فقالت فايزة: "عدل السماء فوق كل شيء، وإذا كان لهذا الرجل، زوجي السابق أية حقوق فليأخذها ولكني لن أترك له ابنتي، لن أتركها تعيش في جحيم أب كهذا.


زواجها الأخير ومحاولة قتلها


زيجتها الأخيرة كانت هي الأسوأ ، فبعد طلاقها من محمد سلطان دفعتها صدمتها لقرار متهور، حيث قررت أن تتزوج وفورا وبلا أي تفكير، وتزوجت من ضابط مرور يصغرها بأكثر من 10 سنوات، ورغم كل الدلائل والشواهد التي كانت تؤكد فشل هذه الزيجة، صممت على خوض التجربة لنهايتها، لتكشف عن شخص ذى أخلاق غريبة، حيث بدأ بالضرب والاهانة لها لدرجة أنه كاد أن يلقيها من الطابق السادس عشر هي وابنتها فريال، وساعدها حينها محمد سلطان على تحرير محضر ضده بمحاولة قتلها.

توسلت لإنهاء العلاقة الزوجية، وبدوره قام زوجها بابتزازها فلبت كل طلباته، بدفع مبلغ نقدي 35 ألف جنيه مصري، وسيارتها الخاصة ماركة مرسيدس، وتم الانفصال وخرجت الصحف آنذاك لتعلن عن أسباب طلاقها وما كلفها من خسائر مادية ومعنوية كادت أن تقضي عليها.

وبعد هذا الطلاق أصيبت فايزة أحمد بانهيار عصبي، ثم تطور مرضها لتصاب بالسرطان، وسافرت فى رحلة علاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم عادت منها لتستأنف العلاج فى مصر ، وتدهورت صحتها ودخلت على أثرها العناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى، الى أن رحلت عن عالمنا يوم 21 سبتمبر 1983.


الزوج الوحيد الرائع في حياة فايزة

الموسيقار محمد سلطان، قال بأحد البرامج التليفزيونية: "أول علاقة لي بفايزة أحمد، كانت علاقة فنية بحتة ليس لها علاقة بالزواج، وأول ما اتعاملت معاها اتعاملت كملحن، وغنت أول أغنية لي "أؤمر يا قمر.. أمرك ماشي"، ودي كانت دافع كبير ليا إن صوت كبير زي فايزة أحمد، يديني هذه الفرصة، وسبب كبير إن الناس تسمع ألحاني"، مضيفا: "تركت فراغا كبيرا عند الناس والعالم العربي كله، وخاصة بالنسبة لي فهى شريكة حياتي فنيا وأسريا، لأنها كانت بالنسبة لي صوتا من الأصوات العظيمة، اللي بحس بيه وبحضرله شغله".


وتابع: "فايزة ابتدت قبلي في الموسيقى بشوية، واتشهرت وابتديت بعدها، خطواتنا الفنية قريبة ونجحنا مع بعض في أعمالنا، أما عن فترة مرضها، فأصيبت فايزة بسرطان الثدى، كنت أتعذب معها ولا أتحمل معاناتها، فموتها كسر قلبى، هى كانت تعلم بأنها تموت، ومكانتش خايفة من الموت، عندما توفيت كنت أذهب يوميا إلى قبرها وأجلس أمامه وأتأثر كثيرا وأبكى ونفسى أعرف الناس بقى قلبها حجر إزاى كده دلوقتى، ومبقتش تتأثر بموت أقرب الناس ليها".

ويضيف "ما زلت إلى الآن أحتفظ بكل شىء من ذكرياتها، أدق التفاصيل، ملابسها محتفظ بها، فهى زوجتى أم أولادى، وهى كـ فايزة أحمد لم ولن تتكرر".