الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة كروان الشرق.. سر أزمات فايزة أحمد مع العندليب ونجاة الصغيرة

صدى البلد

لقّبها الشاعر ​كامل الشناوي​ بـ"كروان الشرق"؛ لصوتها المميز، فلم تكن حياة الفنانة ​فايزة أحمد​ ممهدة بالنجاح، بل حفرت اسمها بالاجتهاد والتعب لتصبح نجمة الغناء في العالم العربي، إذ واجهت العديد من التحديات خلال مشوارها الفني.

فايزة أحمد في سطور

فايزة أحمد بيكو الرواس، ولدت فى صيدا 5 ديسمبر عام 1930 لأب سوري وأم لبنانية، ونشأت فى سوريا وظهرت موهبتها فى الغناء والطرب منذ طفولتها المبكرة، حيث غنت فى أعياد الميلاد والمناسبات العائلية إلى أن تقدمت لامتحان الهواة فى الإذاعة السورية وهى فى سن العاشرة من عمرها، لكنها لم توفق في البداية، وسافرت بعدها إلى حلب وتقدمت لإذاعة حلب ونجحت وغنت وذاع صيتها، فطلبتها إذاعة دمشق وعادت لتكمل مسيرة نجاحها، وتدربت على يد الملحن محمد النعامي، ونجحت وأصبحت مطربة معتمدة في إذاعة دمشق وأدت بعض الأغنيات، ثم سافرت من سوريا إلى العراق والتقت الموسيقار العراقي الكردي رضا علي، الذي كتب كلمات والحان مجموعة أغنيات باللهجة العراقية لفايزة احمد، كانت البداية لانطلاق فى طريق الغناء بعد أن ذاع صيتها.

الطريق الممهد للانطلاق من مصر

مع الموجي ومحمد فوزي

سافرت فايزة من سوريا إلى مصر، وهناك تقدمت للإذاعة المصرية في القاهرة، حيث قدمها الإذاعي صلاح زكي في أغنية من ألحان محمد محسن، ثم التقت بالموسيقار الراحل محمد الموجي فشكلا خطا غنائيا يميزها عن غيرها من خلال عدة أغنيات، أحدثت ضجة كبيرة، ثم قابلت كمال الطويل الذي لحن لها عدة أغنيات، قبل أن تتعرف على الموسيقار محمود الشريف، وغنت من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب  أغنية "هان الود".

فايزة وبليغ حمدي

التقت فايزة بالملحن بليغ حمدي ولحن لها عدة أغنيات، ثم اتجهت للسينما وشاركت في 6 أفلام وكان انجح حضور سينمائي لها في فيلم "أنا وبناتي" أما آخر أفلامها فكان "منتهى الفرح"، ثم لحن لها الموسيقار  محمد سلطان وغنت له العديد من الألحان، وكانت أغنية "أيوه تعبني هواك" هي آخر أغنية قدمتها لمحمد سلطان، بينما أغنية "لا يروح قلبي" لحن رياض السنباطي فهي آخر ما غنت فايزة أحمد.
 

أشهرها "ست الحبايب".. 400 أغنية في مشوار فايزة أحمد

مع الموسيقار محمد عبد الوهاب

خلال مشوارها الغنائي، قدّمت فايزة أحمد 320 أغنية للإذاعة، و80 أغنية تلفزيونية، إضافة للحفلات التي أحيتها، وقدّمت أغنية "ست الحبايب" التي تعتبر من أشهر وانجح الأغنيات للأم، ومن أغنياتها أيضاً "أنا قلبي ليك ميال" و"ياما القمر على الباب" و"خليكم شاهدين" و"بيت العز" و"قدرت تهجر" و"بكرا تعرف" و"حيران" و"رسالة من امرأة" و"غريب يا زمان" و"يا ليلة بيضا".

سبب أزمتها مع ​عبد الحليم حافظ​

في عام 1957 قدّمت فايزة أحمد أغنية "أسمر يا أسمراني"، التي تم تقديمها في فيلم "الوسادة الخالية" لعبد الحليم حافظ، الذي قام بعدها بتسجيل الأغنية بصوته، مما أغضب فايزة أحمد التي اعتبرت الأغنية حقاً لها، خصوصاً أنها حققت نجاحاً كبيراً وقت عرض الفيلم، فقررت أن ترد الموقف بطريقة ساخرة فغنت "هاتولي وابور الحريقة"، التي كانت على وزن أغنية حليم "قولوا له الحقيقة"، وظل الخلاف لفترة حتى أنهما كانا لا يتشاركان في أي حفل من المفترض أن يجمع بينهما، حتى تم الصلح عام 1973.

منافسة وصدام مع نجاة الصغيرة

في عام 1972 اشتدت المنافسة الفنية بين المصرية نجاة الصغيرة والسورية فايزة أحمد على الساحة المصرية، وتناقل الوسط الفني أنباء عن الخلافات بينهما، وأن كل منهما تتحاشى الأخرى وترفض الإفصاح عن شعورهما الحقيقي.

 

كما اشتدت المصادمات بين نجاة وفايزة، كانت الأولى تتقرب من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، واقتنصت العديد من ألحانه الرائعة، وبالتالي قلّ تعاونه الفني مع غريمتها، التي اتهمته بأنه يساند نجاة على حسابها الشخصي، ويرحب بالسهرات في منزله لسماع آخر «التشنيعات» التي تطلقها عليها.


ذات يوم قبلت نجاة دعوة من عبدالوهاب إلى العشاء في منزله، وكانت الدعوة في ظاهرها جلسة فنية وللتسامر بين عدد من الفنانين، لكن السبب الخفي كان محاولة للتقريب بينها وبين فايزة أحمد، التي أقبلت بالفعل مع زوجها الملحن محمد سلطان، وظلّ الحضور في انتظار نجاة ساعة كاملة، ثم اتصل شقيقها سامي معتذرًا وحمل إليهم نبأ إصابتها بأزمة حادة في الكلى، وناشد الجميع الدعاء لها بالشفاء العاجل، وفهمت فايزة اللعبة أو «المقلب» وانصرفت مع زوجها صامتين.

وبحسب مجلة «الموعد» في عددها الصادر شهر أبريل عام 1972، انتقلت الحرب الشرسة بينهما إلى الحفلات الغنائية على المسرح؛ فقد حاولت نجاة تقليد ما كانت تقوم به فايزة منذ عشر سنوات، وتعاقدت على إقامة حفل غنائي «منفرد» لها بسينما «رمسيس»، لكن الجمهور لم يُقبل عليها، فاضطرت إلى دفع 200 جنيهًا لتغطي نفقاتها حرصًا على سمعتها.
 


5 زيجات في حياة كروان الشرق

فايزة ومختار العابد

تزوجت فايزة أحمد 5 زيجات في حياتها، أحدهم كاد يرميها من الطابق السادس وأُصيبت بانهيار عصبي، حيث تزوّجت من السوري مختار العابد، وانجبت ابنتها فريال، واكتشفت أنه تزوّج قبلها أكثر من عشر مرات، وأنه يستغل زوجاته لجني الاموال، وتم الإنفصال بعد فترة، وبعدها تزوّجت من ضابط بالجيش السوري، وانجبت ابنها أكرم، والزوج الثالث كان عازف الكمان عبد الفتاح خيري، لكنها تعرضت للمصير نفسه الأول، أما الحب الوحيد في حياتها فكان الموسيقار  محمد سلطان، وهو الزوج الرابع لها، وبالفعل ظل الزواج طيلة 18 عاماً، وأنجبت توأمها عمر وطارق، لكنها طلبت الطلاق في 22 مايو عام 1981، لتتزوج من ضابط المرور عادل عبد الرحمن، الذي عاشت معه تجربة قاسية، فكان يصغرها بعشر سنوات، وتوقع الجميع أن تفشل هذه الزيجة لعدم التكافؤ، وكان يعاملها بقسوة وتتعرض للضرب والإهانة حتى أنه في إحدى المرات كاد يرميها من الطابق السادس، مما جعلها تطلب الطلاق وساومها لتدفع 35 ألف جنيه مصري، وهو رقم ضخم في ذلك الوقت، إضافة إلى أخذ سيارتها، ليتم الإنفصال، وبعد هذه التجربة الصعبة إكتشفت إصابتها بالسرطان، كما أُصيبت أيضاً بإنهيار عصبي فعادت مجددا لحب حياتها محمد سلطان، الذي أصر على العودة لها حين علم بمرضها، فماتت بين أحضانه كما طلبت منه بعد مرضها.
 


6 أفلام فقط في مسيرة فايزة

 قدمت فايزة أحمد 6 أفلام فقط خلال مشوارها الفني، خاصة أنها كانت تكره ظهورها على الشاشة بسبب نحافتها، وكانت تلجأ إلى لف شريط قماش على وسطها لتظهر متناسقة القوام، وقدمت عام 1957 فيلم تمر حنة، وفي عام 1958 فيلم امسك حرامي، ثم قدمت المليونير الفقير عام 1959، وفي نفس العام فيلمي ليلى بنت الشاطئ، وعريس مراتي، قبل أن تقدم فيلم أنا وبناتي عام 1961، ثم في عام 1963 قدمت آخر أفلامها منتهى الفرح.
 

وفاة كروان الشرق بسبب سرطان الثدي

كانت الفنانة فايزة أحمد من أولى الفنانات التي لجأن إلى عمليات التجميل، وهو ما أصابها بالسرطان، وتعتبر من ضحايا تلك العمليات، حيث كانت تعاني من النحافة الشديدة، فقررت أن تجري جراحة نفخ الخدود، التي كانت تجرى لأول مرة في مصر، وأخذت هذه الخطوة حرصاً منها أن تظهر بشكل أفضل، إلا انها سرعان ما عانت من مرض السرطان، الذي ظلت تتعالج منه حتى آخر أيامها، كما أشيع أيضاً أن السبب هو إجراؤها عملية تكبير للثدي، وفور علمها بالمرض سافرت للعلاج بالخارج وإجراء جراحة، لكنها لم تنجح بل تمكن المرض منها، وعادت لتسجّل أغنية "لا يا روح قلبي" التي أُعجبتها كثيراً، ولم تستمع لنصائح الأطباء لتكون أخر أغنية تسجّلها، وتوفيت في يوم الأربعاء، 21 سبتمبر عام 1983، في العناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى، عن عمرٍ ناهز 53 عاما.