لا تزال آمال القوى العالمية معلقة على الوصول لحل دبلوماسي بشأن الملف النووي الإيراني، من خلال مفاوضات فيينا، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية، وجهت أمس، اتهاما لإيران بأنها تراجعت عن كثير من التنازلات التي قدمتها خلال الجولات السابقة وطرحت مطالب إضافية على طاولة المحادثات.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية في إفادة صحفية عبر الهاتف أمس، إن الإيرانيين ابتعدوا عن جميع التنازلات التي قُدمت من جانبهم في الجولات الست الماضية من المفاوضات، وطرحوا مطالب إضافية، وفقا لوكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن إيران تحاول تحسين موقفها في مفاوضات فيينا عبر تعزيز برنامجها النووي، مضيفا "في خضم المفاوضات يوم الأربعاء علمنا بخطط إيران لمضاعفة قدرتها على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة فوردو".
وأكد المسؤول الأمريكي أن محاولة إيران لزيادة اليورانيوم المخصب لديها خلال المفاوضات من أجل الحصول على تنازلات من قبل المشاركين في المفاوضات لن تُفلح.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن استمرار المفاوضات والآمال بشأن التوصل لحل دبلوماسي للأزمة لا يعني أن الولايات المتحدة غير قادرة على زيادة الضغط على إيران، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني لا يزال قائما رغم الصعوبات الجديدة.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن الفشل في استعادة الاتفاق النووي، مضيفا "أريد أن أؤكد أننا لم نصل إلى تلك النقطة".
واعتبر المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن هناك فرصة للعودة وأن المفاوضات هي أفضل وأسرع مسار لحل الأزمة.
وانتهى أمس الجمعة اجتماع اللجنة النووية المشتركة برئاسة المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا، إنريكي مورا، وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، بمشاركة رؤساء وفود 4+1 (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) في فيينا.
وناقشت كافة الأطراف المستجدات التي حدثت خلال اجتماعات الجولة السابعة من المفاوضات والمقترحات التي قدمها الوفد الإيراني، واتفقت على استئناف المفاوضات وسط أو نهاية الأسبوع المقبل.
وتسعى أطراف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران الذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، من جانب واحد من الاتفاق وتفعيل سياسة الضغط القصوى بالعقوبات على إيران.