الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صاحب «مصر يا أخت بلادي يا شقيقة».. لماذا عشق الكابلي الزعيم عبد الناصر؟

الفنان السوداني الراحل
الفنان السوداني الراحل عبد الكريم الكابلي

تاريخ طويل ومثمر يجمع بين مصر والسودان، تعود جذوره إلى سنوات طويلة، فهي علاقات قوية وراسخة بين الشعبين الشقيقين على جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية، حيث إن طبيعة العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني ممتدة تاريخيًا واجتماعيًا، فضلاً عن رابطة نهر النيل الذى يمثل شريانًا تاجيًا لأبناء وادي النيل.

 

دور الأغنية في الجمع بين مصر والسودان

كان للغناء دور في توطيد العلاقات بين مصر والسودان، فكان عدد كبير من مطربي الزمن الجميل يقدمون حفلات فى الخرطوم، ومن المطربات اللاتي قدمن أغاني بإيقاع سوداني الفنانة الكبيرة شادية، حيث قدمت أغنية «يا حبيبي عود لي تاني»، وهي حكاية وحدوتة في حد ذاتها، صُنعت خصيصا لتؤديها شادية في حفل بالخرطوم تحيةً للشعب السوداني في العام 1960.

وكذلك تغنت أم كلثوم، بكلمات شاعر سوداني، ونجح محمد منير بأغنية « وسط الدايرة» في إعادة تراث الفن النوبي والسوداني، ومن بين الكبار في السودان الشقيق جاء أحد أعمدة الفن السوداني عبد الكريم الكابلي، أحد أبرز فناني السودان في العقود الماضية، لحن لنفسه وللعديد من مطربي السودان أشهر أغنياتهم، وهو صاحب رائعة «مصر يا أخت بلادي يا شقيقة».

 

مصطفى بكري ينعى صاحب «مصر يا أخت بلادي»

استعرض الإعلامي مصطفى بكرى، أغنية "مصر يا أخت بلادي"، للفنان السوداني الراحل عبد الكريم الكابلي.

ونعى بكري خلال برنامج «حقائق وأسرار» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، الراحل عبد الكريم  الكابلى قائلا: «واحد من أبرز فناني السودان، عبر العقود الماضية، حيث لحن لنفسه وغير العديد من الأغانى، وكان يحب مصر كثيرا»، موضحا أن الفنان عبد الكريم الكابلى وافته المنية عن 88 عاما، بعد صراع من المرض.

 

«مصر يا أخت بلادي يا شقيقة»

وأكد مصطفى بكرى، أن أبرز أغنيات عبد الكريم الكابلي، كانت فى حب مصر، خاصة أنه رمز من رموز الإبداع، مضيفا: «الراحل وهب نفسه لخدمة الفن والثقافة والتراث السوداني، وهو صاحب أغنية "مصر يا أخت بلادي"».

ويعد الكابلي، من فنانى السودان الذين حصدوا شهرة واسعة، وكان من أكبر المعجبين بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقدّم أكثر من ثلاث أغنيات تتغنى بعظمة عبد الناصر، كما قدم أغنية لوحدة وادى النيل بعنوان «أخى إنا سنحيا» لحنها الموسيقار المصرى الراحل على إسماعيل.

 

التقارب الفني بين الشقيقتين

للتقارب الجغرافي بين مصر والسودان، أثر كبير في تعميق العلاقات الفنية؛ فمنذ الخمسينيات ومصر حاضنة للفنانين والمثقفين السودانيين؛ ومنهم على سبيل المثال الفنان إبراهيم خان، الذى قدم أدوارًا مهمة في السينما المصرية، في المقابل شارك الفنان محمود المليجي في أفلام سودانية، وفى الجيل الجديد نجد المخرج سعيد حامد، الذي قدم عددًا من الأفلام الناجحة مع عدد من النجوم الكبار أبرزهم محمد هنيدي، وأحمد السقا.

من ناحية ثانية برز أيضًا عدد من الكتاب والمطربين السودانيين في مصر؛ منهم الطيب صالح الذى قدمه الناقد رجاء النقاش، وأصدر أول رواية له عام 1969؛ وهي "موسم الهجرة إلى الشمال"، ثم قدم بعد ذلك مجموعة من الروايات، إضافة الموسيقار عبد الكريم الكابلي، صاحب الشعبية بين مستمعي الفن الأصيل، لما تمثله أغنياته من قيمة كبرى، منها «زى حبك للناس، والزول السمح»، كذلك أغنية «آسيا وإفريقيا» صاحبة المعاني العميقة في الجمع بين الشعوب.

 

كوكب الشرق تشدو في أم درمان

في عام 1968، قامت السيدة أم كلثوم، بزيارة الخرطوم، حيث أحيت حفلين بالمسرح القومي بأم درمان، كما وقع اختيار سيدة الغناء العربي على قصيدة للشاعر السوداني الكبير الهادي آدم "أغدا ألقاك"، من ديوانه "كوخ الأشواق"، لكي يقوم الموسيقار الكبير عبد الوهاب بتلحينها لكي تشدو بها.

وكان نقيب الفنانين السودانيين أحمد المصطفى، يحرص على زيارة الموسيقار محمد عبد الوهاب كلما حلّ بالقاهرة، حيث كان يعتبره مثله الأعلى فى الموسيقى والغناء، كما كان تأثر الموسيقار الملحن السوداني بشير عباس بالفنان فريد الأطرش، خصوصًا في العزف على العود، كبيرًا جدًا.

وفى عام 1970، زار فنان السودان الكبير محمد وردى، القاهرة والإسكندرية، وكلف الموسيقار المصري يوناني الأصل أندريه رايدر، بتوزيع موسيقى أغنية «الود» التى تعتبر إحدى أبرز أغنياته، وبثها على أثير الإذاعة السودانية، في حدث غير مسبوق، ولا تزال هذه الأغنية، التى نظمها الشاعر السوداني عمر الطيب الدوش، تمثل معلمًا بارزًا فى مسيرة الأغنية السودانية الحديثة، وشاهدًا فى التعاون بين الموسيقيين في شمال الوادي وجنوبه.