قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن قضية تجديد الخطاب الديني ليست قاصرة على جهة أو مؤسسة بعينها ،حيث أنها قضية أمة تحتاج إلى التعاون وتغيير الثقافة السائدة وبرامج تفصيلية لقضايا التعليم والتربية والتدريب، إضافة إلى قضايا الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن كل هذه الأمور متعلقة مع بعضها وتحتاج إلى اتساق.
وأضاف علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك أن الخطاب الديني يتمثل في ما اخرجه ابن حبان عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "من حكمة آل داود أن يكون المؤمن مدركا لشأنه, عالما بزمانه "، حيث أن الخطاب الديني يريد ذلك الانسان الذي يدرك شـأنه وكفاءاته وعناصر القوة لديه، والزمان الذي يحيط به ، وأننا في عالم تغير عن السابق وينبغي أن يدرك الانسان أربع محاور وهم : " الزمان ، والمكان ، والأشخاص ، والاحوال" والتجديد الديني يتم كل مائة عام، وذلك لتغير الجهات الأربعة ، ولاختلاف الأوضاع عن السابق.
وأشار علي جمعة إلى أن تجديد الخطاب الديني يتمثل في وضع برنامج يصلح لهذا الزمان يهدف إلى سعادة الدارين "الدنيا والاخرة".
ونوه علي جمعة : أن الوعي قبل السعي هي عبارة ذكرها المفكرون، وهي تسعى إلى أنه لا يجب أنه نهرف بما لا نعرف، والوعي يتمثل في التعامل مع المستويات الثلاث للفكر: "السطحي ، والعميق ، والمستنير".
ويجب أن يكون الوعي يسبق دائما السعي، فتنمية الإنسان مهمتنا الأساسية، والوعي يبدأ بالمعرفة الصحيحة والواعية.
والمعرفة أوسع من التربية والتدريب والتعليم ، وكل هذه الأمور تحتاج إلى تطويرها حتى يكون هناك وعي كامل يدعو إلى البحث والتأمل.
وهناك أدوات لتفهيم المواطن البسيط وتوعيته منها "الاعلام"، وبالتالي يجب أن تكون هناك رؤية كلية لتغيير وعي الناس، من خلال برامج تفصيلية تستهدف تنمية الوعي للأفراد.
وأضاف أ.د.علي جمعة : أن بيت العائلة المصرية فكرة طيبة لجمع القوى الوطنية في مصر ، بوجود تعاون من قِبل الطوائف المسيحية وعلماء الأزهر والمنضمين له. وقام بوأد الفتنة الطائفية وعمل على حل العديد من النزاعات لتوحيد النسيج المجتمعي ، وينبغي أن يكون دوره فعال أكثر من ذلك وان يخطو خطوات أكثر فاعليه، حيث أن دوره جيد ولكن نطمح إلى الأفضل.
ونحن في مصر نتميز بعدم وجود أديان متعددة مثل الهند، والذي بها أكثر من 300 ملة مما يتسبب في خلق أزمات في الحياة، ومصر بها عنصري الامة "الإسلام والمسيحية" ، حيث أنهم وقفوا دائما بجانب بعض، وتميزوا بالوطنية.
ورد أ.د.علي جمعة على دعوة البعض بتوحيد أتباع الديانات الثلاثة "اليهودية والمسيحية والإسلام" تحت عقيدة أو ديانة واحدة تسمى "الدين الإبراهيمي الجديد" : أن دعوات الدين الإبراهيمي الموحد تعد سياسية وليس لها علاقة بالديانات الأخرى ، وأن الدعوة الى الإبراهيمية عند دراستها نجد أنها الوريث غير الشرعي لصفقة القرن، وبالتالي هي دعوة مشبوهة وعليها علامات استفهام ورائها كيان صهيوني يؤيدها من ناحية المصالح وليس المبادئ والدين ، وأنها تنتهج طريقة الجماعات الإرهابية واختبائها وراء الشعارات والدين، وأن هناك عدد من الحركات ترفع كلمة وراية الإبراهيمية للاختباء ورائها للتأثير على الناس.