سنن يوم الجمعة للنساء.. يحضر يوم الجمعة بما فيه من نفحات ربانية وطاعات كثيرة يجزل فيها العطاء فتشهد مؤشرات البحث التفاعل مع سنن يوم الجمعة للنساء، فقد يتوهم البعض أن ثواب الجمعة مقتصر على الرجال دون غيرهم.
سنن يوم الجمعة للنساء
والنساء في الدين الإسلامي شقائق الرجال، لهن ما للرجال من الطاعات وعليهن مثل ما عليهن من عبادات، إلا أن رحمة الله تبارك وتعالى بهن جعلت بعض الطاعات تعوض بعضها فلا تنقص المرأة أجر لظرف قهري عجزت معه عن الوفاء بواجبها نحو ربها يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
سنن يوم الجمعة للنساء
وللنساء كما للرجال الحق في أداء صلاة الجمعة في المساجد إلا أنها غير واجبة كما على الرجال، يقول الله تبارك وتعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، وأشارت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها إلى أن صلاة الجمعة لا تجب على النساء أصلًا، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ".
سنن يوم الجمعة للنساء
ويسن للمرأة في يوم الجمعة أن تؤدي الظهر في بيتها 4 ركعات، أو أن تذهب إلى الصلاة في المسجد، فالأمر سيان كما سبق وأن بينت دار الإفتاء، كذلك يسن لها ما على الرجال من سنن صلاة الجمعة إذا ما أرادت أن تشهدها في المسجد، ومن ذلك.
1- التبكير إلى المسجد للصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفق عليه (صحيح البخاري، صحيح مسلم)، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجِدِ المَلاَئِكَةُ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» (صحيح البخاري).
2- أداء ركعات التطوع قبل زوال الظهر، أي يصلى المسلم صلاة تطوعًا قبل أذان الجمعة، واستدلوا على ذلك بما روي عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَن اغتسَلَ ثم أَتى الجُمُعةَ، فصلَّى ما قُدِّرَ له، ثم أَنصتَ حتى يَفرغَ من خُطبته، ثم يُصلِّي معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجُمُعةِ الأخرى، وفضلَ ثلاثةِ أيَّام».
3- قراءة سورة الكهف فيستحب عند الجمهور قراتها يوم الجمعة، ومنه ما روي عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ»، الحادي عشر من سنن يوم الجمعة : الإكثار من الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة، فالإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة في يوم الجمعة وليلتها، قد يصل فضله إلى البراءة من النار، والإمام السخاوي ذكر عن أبي عبد الرحمن المُقري، قال حضرت فلانًا -وذكر رجلًا من الصالحين- في ساعة النزع " ساعة الاحتضار"، فوجدنا رقعة تحت رأسه مكتوبا فيها: «براءة لفلان من النار». وعندما سألوا أهله ماذا كان يفعل؟، فأجاب أهله: إذا ما كان يوم الجمعة صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة، لذا قال الإمام الشافعي: «يستحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم، ويزداد الاستحباب أكثر في يوم الجمعة وليلتها».
4- أداء صلاة الجماعة يمكن أن يكون في البيوت، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لامرأة أن تقيم صلاة الجماعة في بيتها، وعنه صلى الله عليه وسلم: "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها" رواه أبو داود، أي أن الستر مطلوب في حقّ المرأة حتى في الصلاة.
5- حضور الصلاة في المسجد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها" متفق عليه، وقال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" رواه مسلم.
6- غضّ البصر فهو فرض على النساء كما هو فرض على الرجال لقوله تعالى: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ".
7- الإسراع في الخروج قبل الرجال من المسجد، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الرجال أن يمكثوا في أماكنهم بعد انتهاء الصلاة حتى تخرج النساء، ففي البخاري عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ هُوَ فِي مَقَامِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ. قَالَت: نَرَى -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِكَي يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ.
8- منع التطيب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا شهدتْ إحداكنَّ المسجد؛ فلا تمسَّ طيبًا) رواه مسلم.
سنن يوم الجمعة للنساء
كما ورد في يوم الجمعة جملة من الأعمال التي ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يحرص عليها إذا ما أراد أن يتحصل على ما بها من ثواب عظيم ومنها:
1. قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره، ومن قرأها أنار الله له ما بين الجمعتين.
2. قراءة سورة المنافقين أو الجمعة، أو الأعلى، أو الغاشية، أو ما تيسّر منهما أثناء الصلاة كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
3. قراءة كل من سورة الدخان، ويس في الليل، فمن فعل ذلك غفر الله له ذنبه.
4. الإكثار من الصلاة على النبي -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
5. التبكير في الخروج إلى صلاة الجمعة، فكلّما بكّر المسلم في الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة بقصد أداء الصلاة، تضاعف أجره.
6. قراءة سورة الكافرون، وسورة الإخلاص في صلاة المغرب.
7. الاغتسال، وتقليم الأظافر، والتطيب، ولبس أفضل الثياب.
8. الإكثار من الدعاء، سواء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، أو بأي دعاء آخر مع الإكثار من الحمد، والتهليل، والتسبيح والابتهال، وإجلال الله عزّ وجل، والصلاة على نبيه الكريم.