الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنن جوف الليل.. 5 آيات قرآنية تقي من عذاب النار لا تغفلها

سنن جوف الليل.. 5
سنن جوف الليل.. 5 آيات قرآنية تقي من عذاب النار لا تغفلها

سنن جوف الليل.. يبحث كثير من المسلمين الذين ينتظرون صلاة الفجر لأدائها عن سنن جوف الليل، تلك السنن التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن شأنها أن تساعدهم في تحصيل الحسنات والاستزادة منها.

فقد ورد عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّه باتَ عند ميمونةَ أمِّ المؤمنينَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، وهي خالتُه، قال: فاضطجعتُ على عُرضِ الوسادةِ، واضطجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأهلُه في طولِها، فنامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى انتصَف اللَّيلُ، أو قَبْله بقليلٍ، أو بَعدَه بقليلٍ، ثم استيقظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجَلَس، فمَسحَ النومَ عن وجهِه بيدِه، ثم قرأَ العشرَ آياتٍ خواتيمَ سورةِ آل عمران، ثم قامَ إلى شَنٍّ مُعلَّقة، فتوضَّأ منها فأحسنَ وُضوءَه، ثم قامَ يُصلِّي. قال عبدُ اللهِ بنُ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهما: فقمتُ، فصنعتُ مثلَ ما صنَع، ثم ذهبتُ فقُمتُ إلى جَنبه، فوضَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه اليُمنى على رأسي، وأخَذَ بأُذني اليُمنى يَفتِلُها بيدِه، فصلَّى رَكعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم أَوْتَرَ، ثم اضطجع حتَّى جاءَه المؤذِّنُ، فقام فصلَّى ركعتينِ خفيفتينِ، ثم خرَج فصلَّى الصُّبحَ".

سنن جوف الليل.. وجوف الليل أو ما يعرف بـ" قيام الليل"، يطلق على كل ذكر أو قراءة للقرآن وصلاة نافلة بالليل في أي وقت من الليل من غير نوم واستيقاظ، فعن الصحابي الحجاج بن غزية رضي الله عنه أنه قال: يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد؟ إنما التهجد هو أن يصلي المرء الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلك الصلاة ركعتين فأكثر، وهيئتها أن يصلي ويسلم بعد كل ركعتين، ويجعل آخر صلاته ركعة الوتر.

سنن جوف الليل.. وتعد صلاة جوف الليل من الأمور التي رغب عليها القرآن والسنة فيقول تعالى: "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا"، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:" أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل".. رواه مسلم.

سنن جوف الليل.. وفي بيان فضل قيام الليل ما رواه أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ"، وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلاَتَهُ مِنَ اللَّيْلِ كُلَّهَا، وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ"، وكذا روت أم المؤمنين السيدة أمَّ سلمةَ رضي الله عنها قالت:"استَيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ، وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ؟- يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ- حَتَّى يُصَلِّينَ، رُبَّ كَاسـيةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ فِي الْآخِرَةِ".

سنن جوف الليل.. ويستجاب الدعاء في جوف الليل لأنه فيه ساعة لا يوافقها عبد يدعو الله إلا استجاب له كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم عَنْ سَيدنا جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «إِنَّ فِى اللَّيْلِ لَسَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ» .

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل بإحدى عشرة ركعة يقرأ في الركعة الواحدة بسورة البقرة والنساء وآل عمران كما ذكر هذا سيدنا حذيفة رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيَّ ﷺ، ذاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَح البقَرَةَ، فقلتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ المِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فقلتُ: يُصَلَّي بِهَا في ركْعَةٍ، فمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَح النِّسَاءَ فَقَرأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَها، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذا مَرَّ بِآيَةِ فِيها تَسْبيحٌ سَبَّحَ، وَإِذا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإذَا مَرَّ بتَعوَّذ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فجعَل يَقُولُ: سُبْحَانَ ربِّي العظيمِ فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: سمِع اللَّه لمَنْ حَمِدَه، رَبَّنَا لَكَ الحْمدُ ثُمَّ قامَ طَويلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجد فَقَالَ: سُبْحانَ رَبِّيَ الأَعْلى فَكَانَ سَجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. رواه الإمام مسلم.

سنن جوف الليل

من أفضل أوقات قيام الليل فقد ثبت أنه من بعد صلاة العشاء حتى الفجر، ففي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده وصصحه محققو المسند نْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَصْرَةَ حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوِتْرُ، فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ"، لذا عقب الإمام ابن المنذر رحمه الله تعالى في الإجماع قائلًا: "وأجمعوا على أن ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر: وقت للوتر".

وهناك من الآيات القرآنية التي تسن في هذا الوقت من الليل قد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي آيات خمس من سورة آل عمران، فعن عبد الله بن عباس أنه بات ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى النبي قد "استَيقَظَ مِن مَنامِه أتى طَهورَه، فأخَذَ سِواكَه فاسْتاكَ، ثم تَلا هذه الآياتِ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]، حتى قارَبَ أنْ يَختِمَ السورةَ أو ختَمَها، ثم تَوضَّأَ، فأَتى مُصَلَّاه فصلَّى رَكعتَيْنِ، ثم رجَعَ إلى فِراشِه، فنامَ ما شاءَ اللهُ، ثم استَيقَظَ، ففعَلَ مِثلَ ذلك، ثم رجَعَ إلى فِراشِه فنامَ، ثم استَيقَظَ، ففعَلَ مِثلَ ذلك".

وهذه الآيات الخمس هي: 

"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ - الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ- رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ- رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ- رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَاد".