مع اقتراب قوات تيجراي وحلفائها من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أكدت تقارير إعلامية وجود نشاط مكثف للطائرات الأمريكية بالقرب من إثيوبيا، حيث بدأ الجيش الأمريكي في نشر قواته بالمنطقة تحسبا لعملية إجلاء محتملة.
يقول موقع "ذا درايف" الأمريكي المهتم بالشؤون الدفاعية والعسكرية، إن هناك زيادة غير عادية في رحلات القوات الجوية الأمريكية نحو القواعد العسكرية في جيبوتي المجاورة لإثيوبيا، في ظل الزحف المتواصل لقوات المعارضة المسلحة نحو أديس أبابا.
أمريكا ترسل قوات عسكرية بالقرب من إثيوبيا
ذكر الموقع الأمريكي في تقرير نشره اليوم الأربعاء، أن 16 طائرة على الأقل معظمها من طراز C-17As انطلقت من قواعد للجيش الأمريكي في الولايات المتحدة إلى مطار جيبوتي، حيث يتواجد مركز عمليات رئيسي لأمريكا في أفريقيا.
وأشار إلى أن الاحتمال الأكبر لوجود هذه القوات الأمريكية في المنطقة؛ هو الاستعداد لإطلاق عملية إجلاء في إثيوبيا لمساعدة الدبلوماسيين الأمريكيين وغيرهم من الموظفين الحكوميين، في ظل تدهور الوضع الأمني في البلاد.
وتأتي الأنباء حول تحرك القوات الجوية؛ بعدما كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن إرسال واشنطن قوة عمليات خاصة بالقرب من إثيوبيا تحسبا لعملية إخلاء محتملة.
وقالت CNN نقلا عن مسؤول عسكري أمريكي، إن 3 سفن حربية أمريكية موجودة حاليا في الشرق الأوسط، والتي تحمل عناصر من وحدات البحرية الأمريكية، باتت جاهزة للمساعدة في عمليات الإجلاء من إثيوبيا إذا تطلب الأمر.
ولدى الجيش الأمريكي قوات عسكرية ومعدات منتشرة في جيبوتي، يمكن أن يستعين بها في عملية إخلاء الأمريكيين المحاصرين حال تطور الصراع في إثيوبيا.
ورغم ذلك، تقلل وزارة الخارجية الأمريكية من احتمالية طلب دعم عسكري لنقل موظفيها، على غرار ما حدث في أفغانستان، وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية، للصحفيين: إنه "لا توجد خطط لتوجيه القوات الأمريكية إلى إثيوبيا لتسهيل عمليات الإجلاء أو تكرار جهود الطوارئ التي قمنا بها مؤخرا في أفغانستان ، والتي كانت وضعا فريدا لأسباب عديدة"، مشددا على أنه يتعين على المواطنين الأمريكيين المغادرة على الفور باستخدام الرحلات التجارية المتاحة.
قوات تيجراي تقترب من أديس أبابا
من جانبها، نشرت قوات تيجراي فيديو استعرضت فيه "أسرى من الجيش الإثيوبي"، الذين وصل عددهم إلى 11 ألفا.
ونشر عضو مكتب تيجراي للشؤون الخارجية كيندييا جيبريهوت فيديو يظهر "أسرى القوات الحكومية الإثيوبية لدى قوات تيجراي، قائلا إن عددهم يصل لنحو 11 ألفا.
وشوهد الآلاف من أسرى الحرب الحكوميين يسيرون تحت حراسة مشددة من خاطفيهم أمام وسائل الإعلام وهم يهتفون "نحن جنود آبي" و"أوقفوا العنف العرقي".
وتؤكد وسائل إعلام محلية في إثيوبيا سيطرة مسلحي جبهة تيجراي على مدينة "دبري سينا" الواقعة على بعد 189 كيلومترا شمال شرقي العاصمة أديس أبابا.
وأشارت "صومالي جارديان" لى أن "الاستيلاء على المدينة حدث بعد أن واصل المسلحون هجومهم من مدينة (شيفا-روبيت) التي سيطروا عليها سابقا".
وتقع "دبري سينا" و"شيفا-روبيت" على طريق سريع مهم استراتيجيا، والمسافة بينهما 32 كيلو متر.
ونظرا لتطور الصراع، قالت الأمم المتحدة إنها ستقوم بإجلاء جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين من إثيوبيا التي تشهد حربا.
وطلبت تعليمات أمنية داخلية للأمم المتحدة من الهيئة أن "تنظم عملية الإجلاء وتحرص على أن يغادر جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين ممن يحق لهم بذلك، إثيوبيا في موعد أقصاه 25 نوفمبر 2021".
كما دعت فرنسا رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا، في وقت أعلنت قوات جبهة تحرير تيجراي أنها باتت على مسافة 200 كلم برا عن العاصمة أديس أبابا.
وكانت دول أخرى من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وجهت تحذيرات مماثلة لمواطنيها في الأسابيع القليلة الماضية، وسحبت في نفس الوقت موظفين غير أساسيين، كما حثت ألمانيا رعاياها على مغادرة إثيوبيا على أول رحلات تجارية متاحة
ووصل عدد الجماعات المتحالفة ضد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى تسع، كلها تهدف لوقف آبي أحمد الذي دعا في عدة رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي المدنيين إلى حمل السلاح والخروج للقتال.
بينما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الاثنين، أنه سيتوجه إلى ساحة القتال ليقود المعارك ضد "جبهة تحرير تيجراي"، التي باتت قاب قوسين أو أدنى من العاصمة أديس أبابا.