تواصل قوات تيجراي من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، مع سقوط مدينة ديسي، وأصبحت على بعد 300 كيلومتر من العاصمة، بينما لا توجد الكثير من المؤشرات على وجود خطة حكومية لوقف تقدم قوات تيجراي.
وقال تقرير صحيفة "ديلي مافريك" الجنوب إفريقية، إن كل الدلائل، حتى الآن، مفاجأة، وتجاوزت قوات تيجراي ببساطة معظم مواقع قوات الجيش الإثيوبي واستمرت بلا هوادة في مهمتها لإزاحة حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد.
وتزخر أديس أبابا بالقصص عن الطائرات التركية والإيرانية بدون طيار والأسلحة الإسرائيلية والصينية. هناك حديث عن واردات أسلحة جديدة ستقلب التيار لصالح الحكومة، لكن التكنولوجيا الوحيدة التي تمكنت الصحيفة من مشاهدتها بشكل واقعي كانت بنادق "AK-47"، ومجموعة متنوعة من الزي الرسمي غير المناسب بشكل عام، وسيارة تويوتا لاند كروز في كل مكان (تكنولوجيا الحرب المفضلة في إفريقيا) مع شبان معلقين على سطحها على مدافع رشاشة RPD، وتطور جديد: شاحنة "بيك آب" بيضاء ملطخة بالطين، وهي الأحدث في نمط التمويه القابل للغسل. لا توجد أسلحة ثقيلة، ولا طائرات هليكوبتر، ولا مدفعية، ولا مواضع جاهزة تتجاوز الحبال عبر الطريق السريع، ولا حتى في الفترة التي سبقت ديبري سينا، على بعد 10 كيلومترات من القتال الأخير، والموقع الدفاعي الأكثر احتمالاً قبل الانطلاق إلى أديس أبابا نفسها.
واوضح التقرير أن خطة آبي أحمد، إذا كانت موجودة، هي الاستمرار في خطابه العدائي الذي يدعو إلى التضحية (بالآخرين) باسم رؤية غير مؤكدة يبدو أنها تستند إلى عدم إعادة البلاد إلى نوع حكم رئيس الوزراء السابق ميليس زيناوي، من عرقية التيجراي، الذي توفي عام 2012 بعد قرابة 20 عامًا في السلطة، اكتسبت تيجراي خلالها حصة غير متكافئة من السلطة السياسية والفرص الاقتصادية.
وحذر محللو أديس أبابا أيضًا من سرعة انهيار قوات آبي أحمد. على غرار انهيار القوات الحكومية الأفغانية أمام طالبان، فإن قوات تيجراي كما فعلت قبل 30 عاماً، في إنهاء حكم منجيستو هايلي مريم في عام 1991، تفوقت تيجراي على قوات أبي في ساحة المعركة، وخاصة في وسائل الإعلام.
وقال التقرير إن المستقبل القريب يحمل لإثيوبيا 4 سيناريوهات محتملة سيحدث إحداها على الأغلب.
السيناريو الأول
أن يقف المجتمع الدولي وراء اتفاق سلام أفريقي، بتمكينه آبي أحمد لاتخاذ خطوات لا تصعيدية رمزية فورية، بما في ذلك فتح وصول المساعدات الإنسانية إلى تيجراي، والتراجع عن خدمات الاتصالات والبنوك والكهرباء إلى المقاطعة، والتحدث علنًا ضد الاحتلال إريتريا. قد يوقف هذا الحرب على المدى الطويل، لكن من غير المرجح أن ينقذ آبي من الموقف الصعب والتفاوض من موقع ضعف.
السيناريو الثاني
أن تجد قوات الجيش الإثيوبي نفسها فجأة مدعومة بأسلحة دولية جديدة تمكنها بمعجزة من إيقاف قوات تيجراي وحلفائها من القدوم إلى أديس أبابا عقب الجمود وفشل إمكانية التوصل لنتيجة إيجابية في عملية سلام وتسوية نهائية من خلال اتفاق وحوار وطني.
السيناريو الثالث
ويرتبط ذلك بالسيناريو الثاني، بأن تتدخل إريتريا لمع تقدم قوات تيجراي وحلفائها عن طريق إعادة غزة إقليم تيجراي، ومع ذلك، فإن رد فعل تيجراي غير مضمون، فبدلاً من ذلك، قد يؤدي تدخل أسمرة إلى قيامهم بشن هجوم شامل لا محدود على أديس أبابا، ربما يتم التعجيل به من خلال التعاون الوثيق مع جيش تحرير أورومو.
ومن شبه المؤكد أن أي تدخل إريتري آخر، مهما كانت العواقب العسكرية قصيرة المدى، سيؤدي إلى مزيد من العنف بين الطوائف على المدى الطويل وربما حتى تفكك النسخة الحديثة من الدولة الإثيوبية.
ولكن إذا تدخلت إريتريا، فماذا يحدث؟
هناك أدلة تشير إلى أن رئيسها، أسياس أفورقي، لديه سبب وجيه للخوف من رد فعل جنرالاته على ما سيكون صراعًا دمويًا لا محالة وربما قاتلًا سياسيًا بقدر الازدراء الدولي المتزايد الذي سينتج بالتأكيد. يؤدي هذا إلى..
السيناريو الرابع والأخير
وهو سقوط أديس، وربما عاجلاً وليس آجلاً. السؤال هو ماذا بعد ذلك؟ إن أهالي تيجراي، إذا كانوا أذكياء بالقدر الذي يصرحون به، لن يسعوا إلى العودة إلى الماضي، وحفظ استعادة أعمالهم، ولكنهم سيشرعون في إنشاء حوار وطني من شأنه تمكين تقاسم السلطة مع أوروميا الشرعية والقيادة الأخرى، وتوزيع أكثر عدلاً للموارد. أي فشل في اتباع هذا النهج الناضج لن يؤدي إلا إلى زرع صراع آخر.
لكن حتى اللحظة لا تزال الكرة في ملعب آبي أحمد، ولكن لوقت ضئيل للغاية.