EN
يعتبرالسوق الفوقاني بالعريش في محافظة شمال سيناء، الأقدم تاريخا والأحدث عن سوق الخميس بالعريش ، لأنهما في موقع واحد متقارب إلا أن أحدهما دائم والآخر يتم تجهيزه مع نهاية كل أسبوع للتسوق.
وأكد الدكتور قدري العبد خبير التنمية المتكاملة لإقليم القناة وسيناء، أن السوق الفوقاني اخذ اسمه من موقعه المرتفع اعلى منطقة بمدينة العريش القديمة حيث قلعتها التاريخية .
تاريخ السوق:
ويرجع تاريخ السوق إلى أيام السلطان حسين وورد في كتاب نعوم بك شقير أن هناك سوقا لبلدة العريش القديمة أقيم بجوار قلعة العريش التي بناها سليمان القانوني عام 1560م وكانوهو السوق اليومي بمحلاته الثابتة .
ويضم السوق 70 محلا تباع فيها الأقمشة والحبوب والغلال والزيت والسمسم واللحم والسكر والصابون والبن وأصناف الفاكهة والخضر ، وكذلك الغلال والفخاريات والنجارة ومستلزمات الزراعة التقليدية وملتقى تجارة وادى النيل والصعيد والشام والجزيرة العربية كمنطقة وسطى قريبة المسافة بين أسواق الشام والخليج ومصر لدرجة انه حمل اسم " ملوى العريش " ولازال هذا السوق قائماً حتى اليوم بمعظم مبانيه القديمة وحواريه وردهاته .
وكان السوق يمثل سوق الخميس مكان للقاء التجار حيث كان تجارة الشام ومصر يلتقون في هذا السوق باعتباره منطقة وسطي بين المسافة التي يقطعها تاجر وادي النيل وتاجر بلاد الشام وفلسطين ,وبعد إتمام صفقات البيع والشراء يعود كل تاجر سالكا الطريق الذي جاء منه.
ولفت إلى أن سوق الخميس الأسبوعي، يقام مع ظهيرة كل اربعاء وينفض مع غروب الخميس التالي، وهو يعد بذلك نموذج اقتصادي تاريخي لسوق ثنائي يجمع بين سوق ترانزيت للصادرات والواردات على المدى الطويل وآخر نشط على المدى القصير لتصريف البضائع بالبيع الارخص سعرا للمستهلكين.
وأضاف أنه في عهد المحافظين السابقين اللواء محمد دسوقي غياتي واللواء على حفظي واللواء احمد عبد الحميد، تم تكليفي بالأشراف على فريق عمل يضم ممثلين عن السياحة و مجلس مدينة العريش وهيئة الاثار ومستشار التخطيط العمراني.
حيث تم دراسة الموقع من كافة جوانبه ومعطياته ووضعت تقريرا مصورا مزوداً بالخرائط والكروكيات لنقل سوق الخميس الى موقع جديد وترميم القلعة والحفاظ على السوق الفوقانى كتراث وتحويل الموقع كله لمنطقة سياحية تراثية تاريخية متكاملة، ولكن واجه هذا المشروع مقاومة عنيفة ولم ير النور .
ويؤكد كمال الحلو رئيس جمعية متحف التراث بالعريش، انه استقر في ذهن سكان المدينة والقري المحيطة والتجار ، أن يكون أخر أيام الأسبوع وهو يوم الخميس لتتمكن الأسر من شراء احتياجات الأسبوع بالكامل بأسعار تنافسية.
مشيرا إلى أن سوق الخميس كان في بداياته طوال الأسبوع لوجود المحلات والحوانيت بجوار قلعة العريش وقت إنشائها ، حيث كان يضم 70 محلا وقتها تباع فيها الأقمشة والحبوب والغلال والزيت والسمسم واللحم والسكر والصابون والبن وأصناف الفاكهة والخضر.
ولكن مع زيادة أعداد السكان وانتشار أعداد المحلات وأكشاك البيع وسط الأحياء السكنية الأسواق الفرعية الأخرى فقد استقر على ان يكون يوم الخميس هو السوق الأسبوعي للعاصمة .
ويقول عبد الكريم بدوي قاضي عرفي، أن سوق الخميس يتمتع بقوة القانون العرفي وهذا يجعل المتعاملين بعدم وجود حالات الغش والتدليس الذي قد يظهر في أسواق أخري حيث يصر من يتعرض للغش إلي اللجوء إلي جلسات القضاء العرفي للحصول علي حقه باعتبار أن ذلك أهانه له.
كما أنسوق الخميس يمثل مركزا إخباريا واجتماعيا فالأعداد الهائلة التي تتوافد على أسبوعيا سواء كانوا باعة ومشترين يتبادلون الأخبار و يتناقلونها الأمر الذي يجعل من السوق مركزا لبلورة الرأي العام حول أي قضية او موضوع محلي .
