شروط تعدد الزوجات .. اشترط الإسلام أموراً يجب توافرها حتى يكون تعدد الزوجات مباحاً شرعاً، وورد نص شرعي في إباحة تعدد الزوجات، وحدد شروط تعدد الزوجات وهو قوله تعالى في سورة النساء: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا».
حكم تعدد الزوجات
الرجل في شريعة الإسلام له أن يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثًا أو أربعًا، بأن يكون له في وقت واحد هذا العدد من الزوجات، ولا يجوز له الزيادة على الأربع، وبهذا قال المفسرون والفقهاء، وأجمع عليه المسلمون ولا خلاف فيه، ومما هو جدير بالذكر أن إباحة تعدد الزواج مقترنة بشروط معينة.
شروط تعدد الزوجات
1-من شروط تعدد الزوجات ألّا يتزوّج الرجل بأكثر من أربع نساءٍ في وقتٍ واحدٍ.
2-ومن شروط تعدد الزوجات أن يكون الزوج قادراً على الإنفاق على جميع زوجاته، فلا يجوز في الشريعة الإسلامية للرجل أن يُقدِم على الزواج إلا إذا كانت لديه القدرة المادّيّة التي تمكّنه من الإنفاق على زوجته وإتمام تكاليف الزواج، مع استمرار الزوج بأداء النفقة الواجبة لزوجته طيلة فترة الزواج، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يا معشَرَ الشَّبابِ، مَنِ استطاع منكم البَاءَةَ فلْيتزوَّجْ».
3-ومن شروط تعدد الزوجات أن يكون الزوج قادراً على العدل بين زوجاته؛ ويكون العدل بالتسوية بينهم بالإنفاق والمبيت وحسن المعاشرة؛ فإن لم يستطع الرجل العدل؛ اقتصر على زوجةٍ واحدة، لقول الله -تعالى-: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا»، وليس مقصوداً بالعدل التسوية بالعاطفة والمحبّة والميل القلبي؛ فهذه أمور فطرية قلبية لا يستطيع أيّ شخص التحكّم بها؛ والله -تعالى- لا يكلّف عباده بما لا يطيقونه ولا يقدرون عليه.
لكن مع ذلك حذّر الإسلام من الميل الشديد إلى إحدى الزوجات والذي ربّما يصل إلى درجة الإهمال بالزوجة الأخرى فيتركها كالمعلّقة؛ فلا هي زوجة تتمتّع بحقوقها الزوجية، ولا هي مطلّقة؛ قال الله -تعالى-: «وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا».
4-من شروط تعدد الزوجات أن يمتلك الزوج القدرة البدنية التي تمكّنه من الجماع وإعفاف زوجاته.
5-من شروط تعدد الزوجات أن يكون الزوج قادراً على حماية نفسه من الانشغال والافتتان بالزّوجات عن أمور الدين، مما يجعله مقصّراً بعيداً عن حقوق الله -تعالى-.
6-من شروط تعدد الزوجات أن لا تكون الزوجات قريبات جداً: منع الإسلام الرجل من أن يجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها، وذلك لما قد يسبب ذلك من قطع لصلة الرحم، والعداوة بين الأقارب، واستجابةً لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يُجمعُ بين المرأة وعمَّتها، ولا بين المرأة وخالتها».
7-من شروط تعدد الزوجات أن يكون الزوج قادراً على حماية نفسه من الانشغال والافتتان بالزّوجات عن أمور الدين، مما يجعله مقصّراً بعيداً عن حقوق الله -تعالى-.
الرحمة بالمرأة التي قد يفوتها قطار الزواج لعدة أسباب، أو أن تكون أرملة أو مطلقة، والحفاظُ على عفتها في ظل المغريات، ولأن عدد النساء في المجتمع يفوق عدد الرجال.
سدّ رمق وحاجة الرجل مِن الذرية عند عقم الزوجة الأولى أو مرضها، أو امتناعها عن الإنجاب، لأن الرجل يحتاج إلى الذرية بحكم فطرته، فالزواج بامرأة أخرى خيرٌ من طلاق الزوجة الأولى وتشردها، وتلك وغيرها من أهم فوائد تعدد الزوجات. تقوية تلاحم المجتمع وتماسك بنيانه، وزيادة من ذرية الأمَّة المسلمة.
ضمانٌ اجتماعي للنساء؛ خاصة المطلقات والارامل اللواتي يفقدن من ينفق ويشفق عليهن، فيجدن بالزواج من سدا للحاجة، وابتعادًا عن تكفُّف الناس.
الأمن من الجرائم الأخلاقية، واستعاضة الرجل عن الفسق والبغاء تعد من أهم فوائد تعدد الزوجات.
عند مرض الزوجة بمرض لا شفاء منه فلابد من الزواج من زوجة أخرى لرعاية الأطفال.
كما يعمل تعدد الزوجات على تقوية الروابط الاجتماعية بين الجميع.
صون النساء وللإنفاق عليها. في حالة زيادة الشهوة لدى الرجل لا تكفيه امرأة واحدة.
أيضًا يساعد التعدد على تجنب الفحشاء والمعاصي. كذلك حماية الشخص من الرذيلة.
معالجة عقم الزَّوجة: يوجد حالات تكون فيها المرأة عقيماً ولا تلد، ويوجد بينها وبين زوجها من المحبة والمودَّة ما يمنعه من تطليقها، وفي طلاقها ظلم لها، وفي نفس الوقت لا يمكن حرمان الزوج من الذُّرية التي هي من أهداف الزواج الرئيسية، ولو منعنا التعدد في هذه الحالة لأدّى ذلك إلى طلاق المرأة، وهو بلا شك أشد ألماً من الزواج عليها بأخرى، فلا نجمع عليها بتطليقها الحرمان من الولد، والزوج الذي يصونها ويكرمها.
معالجة مرض الزَّوجة: يوجد حالات تتعرض فيها المرأة للإصابة بمرضٍ عُضال، أو مرضٍ مزمن، يصعُب معه القيام بواجباتها تجاه الزَّوج، أو يمنعها من المعاشرة الزوجية، ولكن الزَّوج يرغب بإبقائها زوجةً له، من باب الإخلاص وحق العشرة، وفي نفس الوقت يحتاج إلى زوجة أخرى تقوم بواجباته وتُشبع رغباته الغريزية، وهنا نجد التعدد أفضل من تطليق الزوجة مع حاجتها لرعاية الزوج بسبب مرضها.
مراعاة كثرة أسفار الزَّوج: إنّ طبيعة عمل بعض الرجال بحاجة إلى كثرة السفر والتنقّل، وقد يبقى في سفره مدةً طويلةً قد تمتد لعدة شهور، أو عدة سنوات، ويَصعُب عليه أن يعيش في سفره وحيداً دون زوجة، وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يأخذ زوجته وأبناءه معه كلما سافر، ومع كثرة الفتن في هذا الزمان كان الزواج بأخرى هو الحل لكي يُحصِّن نفسه ويعفّها.
صلة الرَّحم وكفالة الأيتام: قد يلجأ الرجل إلى التعدد رغبةً منه في صلة الرَّحم، وحل مشكلة اجتماعية بالزواج من امرأة تُوفِّي عنها زوجها وهي قريبة له، وعندها أطفالٌ أيتام يحتاجون إلى الرعاية والحماية، أو قد تكون امرأة عانس، أو امرأة ليس لها من يعولها.
لماذا يلجأ الرجال إلى تعدد الزوجات
كشف الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، عن دوافع ومبررات الرجال للجوء إلىالتعددفي الزوجات، قائلاً: إن أول هذه المبررات عدم الإنجاب ورغبةالزوجفي الإنجاب، فليجأ لامرأة ثانية غير زوجته، أما الدافع الثاني فهو عدم راحة الزوج مع زوجته وعدم رغبته في طلاقها من أجل الحفاظ على الأولاد.
وأضاف الدكتور عمرو الورداني، أن الدافع الثالث هو إعجابالرجلبامرأة ثانية غير زوجته فيلجأ للزواج منها لعدم وقوعه في الحرام، بالرغم من أن زوجته محترمة وغير مقصرة، مشيرًا إلى أن الدافع الرابع هو اللجوء للزواج من امرأة معينة، من أجل الحصول على أموالها، وهناك مبرر خامس لجوء الرجل للزواج لعودة شبابه وهو ما يعرف بأزمة منتصف العمر.
وتابع: أن المبرر السادس هو هناك من يتزوج بهدف تقليل نسبةالعنوسةفليجأ للتعدد لهذا السبب، والمبرر السابع هناك آخر من يرى أن زوجته وأولاده ليس لهم عنده إلا الإنفاق وتلبية رغباتهم، وكأنه يرى أنه مجرد بنك لضخ الأموال فقط، متابعاً: ن السبب الثامن للتعدد، هو أن الرجال مفطورون على الزواج والتعدد لأن امراة واحدة لا تكفيهم.
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أنتعدد الزوجاتفي الإسلام له شروط وضوابط يجب توافرها ومنها العدل بين الزوجتين.
وأضاف «الجندي»، خلال حلقة برنامجه «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc»، أن الله سبحانه وتعالى أباح للمسلم أن يتزوج الثانية والثالثة والرابعة، ولكنه ضبط ذلك بضوابط، وشَرط له شروطًا إذا اختلت فلا يجوز التعدد، قال الله تعالى: «فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً» [النساء:3].
عقوبة عدم العدل بين الزوجات
وتابع: وعلى هذا، فالعدل شرط في جواز التعدد، فإذا كان الشخص لا يعدل بين نسائه فلا يجوز له أن يعدد، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ» وفي رواية: «... وشقه ساقط».
متى يكون تعدد الزوجات حراما
ونبه الشيخ خالد الجندي، على العدل بين الزوجات له حالتان، الأولى: أن الرجل قبل الزواج يعلم جيدًا أنه يستطيع العدل بين أكثر من زوجة فهذا جائز، أما إذا كان لديه شك أنه لا يستطيع العدل بينهن فلا يجوز له التعدد، منوهًا بأن زواج الرجل من امرأة أخرى حتى أربع نساء حكمه في الإسلام الإباحة إن كان قادرًا عليه، ولا يؤثر بالسلب والضرر البالغ على حياته الأخرى.
هل يحرم التعدد
نوه الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بأن العلمانيين يرفضون تعدد الزواج مع القدرة على العدل بين الزوجات في المأكل والملبس والمشرب وضرورات الحياة، ويستدلون بقول الله تعالى: «وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ» (النساء: 129)، مؤكدًا أن رأيهم خطأ.
وأفاد بأن هذه الآية دليل على أن التعدد مباح وأن المقصود بالعدل هنا هو عدل العاطفة بين الزوجات، فمعنى الآية أي لن تقدروا أيها الرجال على التَّسوية بين نسائكم في المحبَّة ولو اجتهدتم.
المساواة في العاطفة بين الزوجات
وتابع: إن المساواة في العاطفة لا يقدر عليها أحد غير الله عز وجل، لافتًا إلى أن الله تعالى سمح للزوج في الآية السابقة ببعض الميل لإحدى الزوجات عن الأخرى في العاطفة.
ولفت إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يحب السيدة عائشة -رضي الله عنها- أكثر من باقي زوجاته -رضي الله عنهن-، مستشهدًا بما روي عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَيَعْدِلُ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ هَذِهِ قِسْمَتِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ».