خبير تربوي: تطوير التعليم الفني سيوفر وظائف فى المستقبل نتيجة التقدم التكنولوجي
خبير تعليمي: مجهودات الدولة المصرية بتطوير التعليم الفني ظهرت ثمارها في التقييمات الدولية
تسعى الدولة المصرية إلى تشكيل منظومة تعليمية متكاملة ومتطورة، تتناسب وتتناغم مع احتياجات المجتمع ومتطلبات سوق العمل، وهو ما يعكسه الحرص على إنشاء الجامعات التكنولوجية، من أجل تقديم برامج ومواد تعليمية جديدة ومتطورة ، تهتم بالجانب التكنولوجي والتدريس التطبيقي العملي، وفقًا المناهج في الجامعات العالمية، بما يساهم في تزويد خريجيها بالمهارات اللازمة لسوق العمل على الصعيدين المحلي والعالمي.
تطوير التعليم الفني
وأكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن الوزارة بذلت مجهودا كبيرا في آخر 3 سنوات لـ تطوير التعليم الفني في مصر، مشيرا إلى أن هذا المجهود ظهرت ثماره في التقييمات الدولية.
وأضاف الدكتور حسن شحاتة، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا التطور يعد مؤشرا يؤكد أن ما تفعله الدولة المصرية لتطوير التعليم الفني جعل تعليمنا الفني ينافس دول العالم، وجعل خريجي التعليم الفني مطلوبين في الدول الأخرى.
وأعلن أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، أنه جار زيادة عدد المدارس الفنية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب، حيث بلغ عدد المدارس الموجودة حالياً ٢٦ مدرسة ومن المتوقع الوصول إلى أكثر من ٣٠ مدرسة العام المقبل.
وأوضح الخبير التربوي، أن هناك تطورا في المناهج الدراسية بهذه المدارس يوماً بعد يوم، حيث تم إضافة وتكثيف بعض المناهج والتخصصات والمتمثلة في الصناعات، والبتروكيماويات، والذكاء الاصطناعي، والمناهج الخاصة بالتعليم الرقمي التكنولوجي.
وقال أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن الأهم في إصلاح التعليم الفني كان الاعتراف بأخطائنا وإصلاحها، والوزارة لاحظت أن رجال الصناعة كانوا يشكون من مستوى خريجي التعليم الفني، كما أن الجهات الدولية كانت تنبهنا إلى أن مناهج التعليم الفني كانت تركز على الكم وليس الكيف، ومن هنا بدأنا عملية الإصلاح.
وأشار "شحاتة" إلى أن السوق المصرية تطلب هذه التخصصات بشدة نتيجة التطور الذي تشهده الدولة، لذا نجد أن طلاب هذه المدارس تتوافر أمامهم فرص عمل كثيرة قبل التخرج.
وشدد الدكتور حسن، علي أن تغيير الصورة النمطية عن التعليم الفني عبر إجراء تحسين حقيقي على الخدمة التعليمية المقدمة، وتحسين مهارات المعلمين بتقديم التدريبات العملية القائمة على تطوير طرق التعلم، ومشاركة أصحاب الأعمال في تطوير التعليم الفني عن طريق إبرام شراكات مع الوزارة.
وصرح الخبير التربوي، بإن من إنجازات المنظومة التعليمية خلال الفترة الأخيرة، إستخدامها أساليب مختلفة للتعامل مع جائحة كورونا لإستكمال الدراسة، وعدم الغاء العام الدراسي نهائيًا، مشيدًا باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في التعليم، مشددًا على أهمية العمل نحو تغيير النظرة المجتمعية لخريجي التعليم الفني في مصر عن طريق الحملات الإعلامية المدروسة التي تتضمن عرضًا لاحتياجات المستقبل من المهارات المرتبطة بالتكنولوجيا المتطورة.
وتابع "أن الخريجين سيتلقون شهادة مرموقة من الدول الأجنبية، المنظمة للتعليم والتدريب الفني والمهني حيث يكون الحصول على شهادة الكفاءة من قبل مؤسسة التعليم الفني، عاملا يزيد من إمكانية توظيف خريجي هذه الأكاديميات محلياً ودولياً بما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية للحكومة المصرية في تطوير التعليم".
ومن جانبة أكد الدكتور محمد فتح الله، أن التعليم الفنى هو مستقبل مصر خلال الفترة القادمة ، مشيرا إلى أن هذه المرحلة سوف تثبت للجميع كيف قضينا على بطالة الخريجين من التعليم الفني بنظامه الحديث، وسوف نشاهد بأعيننا أنه لن يكون بين هؤلاء الطلاب عاطل واحد، لأن كل مدرسة تخاطب تخصصا عصريا في سوق العمل.
وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن تخصصات التعليم الفنى وخاصة مجال التكنولوجيا التطبيقية، أصبحت مطلوبة فى سوق العمل خلال الفترة الحالية ، مؤكدًا ان هناك وظائف ستتوفر فى المستقبل نتيجة التقدم التكنولوجي وحل محلها التطبيقات الالكترونية.
وطالب الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، بضرورة تطوير مهارات التعلم الذاتي بين طلاب التعليم الفني بما يمكنهم من البحث عن المعرفة واكتسابها وإنتاجها، فضلاً عن توفير فرص التنمية المهنية المستمرة للعاملين في مختلف القطاعات، بجانب سعي تطوير أداء المعلم ورفع كفاءة المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى أن تكون المدرسة جاذبة للطلاب ووجود نسبة حضور جيدة حتى يكون التطوير في مساره الصحيح، مشيرًا إلى ضرورة تغيير ثقافة الطالب وحصول المعلم على دورات تدريبة لتحقيق الهدف الأساسي من التطوير.
وقال الخبير التربوي، إن من إنجازات المنظومة التعليمية خلال الفترة الأخيرة، إستخدامها أساليب مختلفة باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في التعليم، مشددًا على أهمية العمل نحو تغيير النظرة المجتمعية لخريجي التعليم الفني في مصر عن طريق الحملات الإعلامية المدروسة التي تتضمن عرضًا لاحتياجات المستقبل من المهارات المرتبطة بالتكنولوجيا المتطورة.
وشدد أستاذ علم النفس التربوي، على ضرورة قيام أولياء الأمور توعية أبناءهم بأهمية التعليم الفنى ولا يضغطوا عليهم لدخول كلية بعينها، لأن الضغط يولد التوتر، مشيرا إلى أن التعليم الفنى هو المستقبل.
التعليم الفني بمثابة ثورة صناعية رابعة
وأوضح "فتح الله" أن التعليم الفنى يعتبر بمثابة ثورة صناعية رابعة ، مشيرا إلى أن العالم يجهز الآن لثورة صناعية خامسة ، وبالتالى فنحن فى حاجة إلى تكنولوجيين.
وأشار الخبير التربوي، إلي ضرورة التوسع في تخصصات التعليم الفني بدلا من اقتصار أغلبها على الزخرفة والميكانيكا، بحيث يتم الاعتماد على الصناعات التكنولوجية ومتناهية الصغر إلى جانب الاعتماد على الصناعات الصغيرة المكملة للصناعات الثقيلة وغيرها من الصناعات الحديثة المطلوبة حاليا في سوق العمل.