أحب الدعاء إلى الله.. لا شك أن كل إنسان منا يبحث عن أحب الدعاء إلى الله، وذلك كي يكون معيناً له على قضاء حاجته، فليس هناك من خالق يستجب الدعاء إلا الله وليس هناك معطٍ سواه ولا مجيب غيره، وقد ورد في فضل الدعاء آيات وأحاديث مطهرة لا يغفل عنها إلا هالك.
أحب الدعاء إلى الله.. وفي تلك الساعة من الصباح يسعى العامل إلى رزقه والطالب إلى مدرسته وفي قلب كل واحد منهما أمل ورغبة في أن يحقق الله لهما رجاءهما وأن يكتب لهما ما يقر به قلوبهما، ومن الكلمات التي تدفعك إلى رفع أكف الضراعة إلى الله قبل أن تغادر منزلك إلى حيثما تريد قوله تبارك وتعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، وعن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله:" الدعاء هو العبادة"، وعنه أيضاً:" لا يرد القضاء إلا الدعاء"، فكن على يقين بأنه لا ملاذ لك سوى أن تدعوا ربك بما يحب وتحب أن تعطى فقد جاء في الحديث القدسي أن الله تبارك وتعالى قال لنبيه الكليم موسى عليه السلام :" يا موسى! سلني ملح عجينتك، سلني علف دابتك، سلني شسع نعلك".
أحب الدعاء إلى الله.. وفيما يتعلق بقبول الله تبارك وتعالى للدعاء وتغير إياه لقدر الإنسان يقول الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء: " الدعاء يرد القدر المعلق أي أن الله سبحانه وتعالى كتب على فلان كذا، فإن دعا هذا الشخص لن يصبه فيكون الدعاء سبباً في عدم وقوع الشر وسبيلاً للخير والرزق، ومثال ذلك أن الله قد يكتب لعلي مثلاً إن دعا رزقاً فإن دعا رُزق وإن لم يدعُ مُنع".
وتابع:" يستجلب الدعاء رضا الله فمن لم يسأل الله يغضب عليه، خاصة أن عدم الدعاء قد يصل بصاحبه إلى درجة الكِبر وقد حذر الله المستكبرين عن عبادته بدخول جهنم، وهذا ما ورد في حديث النبي أن الدعاء هو العبادة أي أنه من العبادات وليس العبادة محصورة فيه".
أحب الدعاء إلى الله
ومن أحب الدعاء إلى الله تبارك وتعالى كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الآتي:
1- دعاء الاستفتاح: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك.
2- أربع كلمات لا ترد.. فقد ثبت في صحيح مسلم عن سمرة بن جندب، رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أحب الكلام إلى الله تعالى أربع لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
3- كلمتان خفيفتان.. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: “كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.” رواه البخاري.
4- الدعاء باسم الله الأعظم.. روى الترمذي وأبو داود عن بريدة الأسلمي أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سمع رجلاً يقول: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد” فقال، صلى الله عليه وسلم: دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب".
5- "اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكه، أشهد أنْ لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفسي، وشر الشيطان وشِرْكه، وأن أَقترف على نفسي سوءًا، أو أجرَّه إلى مسلم"؛ صحيح؛ رواه الترمذي.
6 - "رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا"، "من قالها حين يُصبح وحين يمسي، كان حقًّا على الله أن يُرضيه"؛ حسن؛ رواه الترمذي.
7- "يا حي يا قيُّوم، برحمتك أستغيث، أصلِح لي شأني كله، ولا تَكلني إلى نفسي طرْفة عينٍ"؛ حسن؛ رواه الحاكم.
8- "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، مائة مرة، ومن قالها مائة مرة في يوم، كانت له عَدْل عشر رِقاب، وكُتِب له مائة حسنة، ومُحِيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمِل أكثر من ذلك"؛ رواه البخاري، ومسلم.
9- "سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزِنة عرشه، ومداد كلماته"، ثلاث مرات؛ رواه مسلم.
10- "سبحان الله وبحمده"، مائة مرة.. مَن قالها حين يصبح وحين يمسي مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه؛ رواه مسلم.
هل النظر إلى السماء عند الدعاء خارج الصلاة جائز؟
قالت دار الإفتاء المصرية، خلال فيديو منشور عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب"، إن السيدة مَيْمُونَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلِيَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير".
وتابعت: عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنَ أَيِّهَا شَاءَ» أخرجه النسائي في "السنن الكبرى".
كيف يقضي الله حاجتي بالدعاء
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن السلف الصالح، أن هناك أذكارا يقضي الله تعالى بها حاجتك دون أن تطلبها في الدعاء.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه في بعض الأحيان يحدث لك حال وتقول طالما أن ربنا فعال لما يريد فلن أدعو تأدبا مع الله وأنا راضٍ بقضائه فِىّ اعْتِمَادًا عَلَى قِسْمَتِهِ واشْتِغَالًا بِذِكْرِهِ عَنْ مَسْأَلَتِه، فبدلًا من أن أطلب منه وأسأله، فسوف أذكره وأقول: سبحان الله .. سبحان الله .. سبحان الله.
وذكر أنه ذهب السلف الصالح إلى أنه في هذه الحالة «رُبَّمَا دَلَّهُم الأَدَبُ عَلَى تَرْكِ الطَّلَبِ»، منوهين بما ورد «مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ»، وماذا فعل؟ إنه قد أخلص التوكل على الله ، فوض الأمر لله ولسان حاله يقول: يا رب افعل فىّ ما تراه أنت وأنت الكريم.
وتابع: "وهذا لا يقلل من شأن الدعاء، فالدعاء في ذاته عبادة، لأن مسألة الله تعالى من عبادته كما قال الله تعالى : « وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ»، فالإنسان مأمور بالذكر ومأمور بالدعاء ، ولا يغني أحدهما عن الآخر".