أكدت نجلاء بودن، رئيسة الحكومة التونسية، أن تنظيم مؤتمر أشغال "المؤتمر الدولي حول ليبيا" الذي عقد بباريس يومي 10 و11 نوفمبر 2021، يشكل محطة جديدة في سياق الجهود الدولية المبذولة لاستكمال مسار العملية السياسية والأمنية، التي انطلقت لبناتها الأولى من منتدى الحوار السياسي الليبي- الليبي الذي احتضنته تونس في نوفمبر 2020، بحرص من رئيس الجمهورية قيس سعيّد.
وأثنت بودنّ في هذا السياق، بالمؤتمر الأخير الذي عقد في طرابلس لدعم استقرار ليبيا، والذي عزّز مقاربة أشقاءنا الليبيين في إدارة المرحلة المقبلة، ودعم مقوّمات التصّرف في مسار التسوية للعملية السياسية، ضمن الشراكة الكاملة مع المجتمع الدولي، داعية إلى دعم مخرجاته، واعتبارها إحدى المرجعيات الأساسية في المسار الليبي.
وشددت رئيسة الحكومة علي حرص بلادها على أن يمهّد هذا المسار السياسي، إلى مصالحة شاملة بين جميع الفرقاء السياسيين، بعيدا عن أي تأثيرات خارجية، مؤكدة مواصلة تونس مساندتها للأشقاء في كل ما يرتؤونه من خيارات، تعيد لليبيا عافيتها، وتحفظ أمنها واستقرارها، في كنف الوحدة الترابية والسيادة الوطنية.
وبخصوص الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في ليبيا، دعت رئيسة الحكومة المجموعة الدولية إلى مواصلة دعم هذه الاستحقاقات وذلك بما يضمن لها أوفر شروط النجاح.
كما أكّدت ضرورة مراعاة الاعتبارات الموضوعية المُتّصلة بخصوصيات المشهد الليبي وتفاعله في إطار سياقه الإقليمي والدولي وتطوراته، وعلى أهمية تلازم المسارات السياسية والعسكرية والأمنية بما يقتضيه ذلك من تنفيذ برامج تفكيك ونزع الأسلحة وحلّ الميليشيات، وسحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة، باعتبارها ضمانة لإرساء دعائم الأمن في ليبيا والمنطقة ولا سيما دول الجوار.
واعتبرت نجلاء بودن ان أمن واستقرار ليبيا مسؤولية جماعية ومشتركة يجب الاضطلاع بها من خلال تقديم جميع أوجه الدعم لليبيين في مسارهم السياسي بما يستجِيبُ لِتطلُّعَاتِ الشعب الليبي في نظام ديمقراطي يكفل أمنه واستقراره، وبما يمكّن الليبيين من التفرغ لإعادة إعمار بلدهم والنهوض باقتصادهم حتى تستعيد ليبيا مكانتها الإقليمية كقطب اقتصادي ومالي من شأنه أن يساعد على الاندماج الاقتصادي لجميع دول المنطقة على أساس المصالح المشتركة والمنافع الاقتصادية المتبادلة.