الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية 30 سنة حب بين شفيقة القبطية والطبيب البرنس.. وسر كراهية هند رستم لمفيد فوزي؟

صدى البلد

جلباب رث مهلهل.. ووجه بدون مكياج.. وشعر غير مهندم.. هيئة "هنومة" التي أصرت الفنانة هند رستم أن تعتبرها التحدي الأقوى لإثبات موهبتها الفنية، والقضاء على لقب "ملكة الإغراء" الذي كانت تكرهه بشدة، وكرهت الإعلامي مفيد فوزي؛ لأنه من أطلقه عليها بدافع الحب لنجمة جميلة مؤثرة.

تحل اليوم ذكرى ميلاد أيقونة الجمال، الرائعة التي حملت العديد من الألقاب، منها شفيقة القبطية نسبة للفيلم الذي اعتبرته نقطة تحول حياتها الفنية.

 

مواهب متعددة

الإغراء والرومانسية والكوميديا والدراما.. مواهب متعددة اجتمعت في هند رستم، ونجحت هي في إظهارها جميعا، ما دفعها للتربع على عرش النجومية، حتى أن الكاتب اللبنانى جبران خليل جبران قال عنها: "هند رستم هي لغة الجسد، فكل جزء من جسدها يحكى قصة مختلفة لممثلة لم يكن لها منافس فيما قدمته".

ووافقت على دور "هنومة" وقبلت التحدي، حيث أثبتت أنها ممثلة قوية وليست مجرد وجه جميل، واعتمدت خلال الفيلم على نسيان اسم “هند رستم” والانخراط داخل شخصية "هنومة بائعة الكازوزة" لتخرج انفعالاتها طبيعية، كما أن بحة صوتها المميزة التي اعتدنا على سماعها منها في أغلب أفلامها مثال جملتها الشهيرة "كده برضه يا سونة ياخاين" في فيلم إشاعة حب تحولت إلى صوت قوي يشوبه بعض الخشونة والنبرة المرتفعة لتتناسب مع الشخصية التي تعمل بمحطة سكة حديد.

 

غضب من مفيد فوزي

رغم الجلباب المخطط الفضفاض الذي ظهرت به طوال تجسيدها شخصية "هنومة" في فيلم باب الحديد، إلا أنها لم تتمكن من محو الأنوثة والشقاوة التي تطل من عينيها ونجحت في إثبات موهبتها بعيدا عن أدوار الإغراء، خاصة أن الفنانة الراحلة أكدت في أحد حواراتها أنها لا تحب إطلاقًا هذا اللقب، ولا تحب أن يصفها أحد به، مؤكدة أن الكاتب الصحفي مفيد فوزى هو الذى أطلق عليها هذا اللقب، وقالت: "الله يسامح مفيد فوزي فهو من أطلق علىّ لقب ملكة الإغراء الذي يغضبني عندما أسمعه.. لكنه لفت انتباهي إلى ذلك فقمت بتغيير اتجاهاتي وأدواري فى الأفلام التالية".

وأشارت "رستم" خلال لقائها إلى أنّ كل امرأة لديها قدر كبير من الإغراء، وإلا ستصبح "غفير أو بابور" - حسب وصفها -، مؤكدة أنّ الفنان رقيب على ما يقدمه من أعمال قبل الرقابة الرسمية، كما يعتبر الفنان سفيرا لبلده، وتابعت: "أنا طبيعي أقدم الشخصيات التي أجسدها بوعي وثقافة، فالفن مسؤولية كبيرة، وأنا قدّمت الإغراء بشكل راق سواء بالحركة أو بالنظرة، عكس الإغراء الفجّ الذي يقدّم من بعض الوجوه الجديدة".

كما رفضت إطلاق فوزي عليها لقب مارلين مونرو العرب، وقالت: مع احترامي لمارلين مونرو أنا مش هي، أنا هند رستم اللي مش شبه حد، وعن لقب ملكة الإغراء قالت: أنتو كده بتشتموني لأنكم تحصرونني في أدوار الإغراء، وأنا أمثل كل حاجة، حتى عدل اللقب الكاتب الكبير عباس العقاد وقال عنها ملكة التعبير.

بسنت

وقالت ابنتها بسنت في أحد اللقاءات التليفزيونية: "لقب ملكة الإغراء كان بيضايقها جدًا، لأنها حست إنهم حصروا فنها في أدوار الإغراء، وكانت بتزعل جدًا إنهم حطوها في الكادر ده بالذات، لأنها قدمت أعمال تانية كتير زي دور الأم والأخت والزوجة، ومحدش جاب سيرتها"، مشيرة إلى أن الكاتب الصحفي مفيد فوزي أطلق عليها هذا اللقب دون قصد، وإنما تعبيرًا عن أنوثتها وجمالها الذي كان يميزها عن غيرها من ممثلات جيلها.


التخلي عن النجومية من أجل الحب


بعد وفاة والدتها بالسرطان، سيطر وهم على هند رستم باقتراب أجلها، وأنها ستموت بنفس المرض وأن أيامها في الدنيا معدودة، وزارت العديد من الأطباء، حتى ذهبت الى الدكتور محمد فياض وكان من أشهر الأطباء حينها، وهو من أكد لها أنها صحتها جيدة جدا وكل ما تشعر به من أعراض ما هي إلا حالة نفسية سيئة أعقبت وفاة والدتها.

وبعد عدة لقاءات ونجاحه في السيطرة على مرضها الوهمي، أعلن قلبها الاستسلام للطبيب وقررا الزواج، وقالت عنه: “أحببته لأنه برنس، وأنيقا في كلامه وملابسه، ومنظما وناجحا وشعرت أني سأرتاح معه”، وأعلنت بالفعل خبر زواجها منه، وكان صدمة للوسط الفني لأنها رفضت قبله عروضا من رشدي أباظة وصلاح ذو الفقار، وتحولت هند من ملكة الإغراء على الشاشة لشخصية مسؤولة”.

 

في عز تربعها على عرش النجومية وسيطرتها على الأدوار في السينما قررت هند رستم التخلي عن كل ذلك، عندما دق قلبها للطبيب محمد فياض، لم تمانع هند رستم التي كانت من أبرز نجمات السينما المصرية خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أن تعمل بعد اعتزالها كسكرتيرة لزوجها، وأن تنظم مواعيده مع مريضاته، ولم تمانع أبدا من تركه لها في منتصف الليالي لإسعاف مرضى وإجراء عمليات عاجلة.

وفي لقاء إذاعي نادر معها، كشفت هند رستم، عن تخليها عن نجوميتها بطيب خاطر، بعد زواجها من الدكتور محمد فياض، رغم شخصيتها القوية والعنيدة لحبها الشديد له، واختفت هند رستم عن الأضواء وقالت: لن أقدم أفضل مما قدمته طوال مشواري الفني.


اعتزازها بلقب مدام فياض

عقب اعتزالها، تسلمت الفنانة الكبيرة هند رستم دعوة لحضور حفل فني، وفجأة انزعجت من الاسم المدون على الدعوة وصرخت قائلة: أنا أسمي (مدام دكتور محمد فياض) وليس هند رستم، أنتو غلطانين في العنوان"، ولم تكن تلك المرة الأولى التي تفضل لقبها كزوجة على لقبها كفنانة، حيث طلبت من موظف بفندق في بيروت تعديل حجز غرفتها باسم مدام محمد فياض وليس هند رستم، وكثرت حولها الأحاديث والأسئلة حول ماذا حدث للشخصية القوية العنيدة.

وحكى الفنان سمير صبري عن الخلاف الذي حدث بينها وبين العندليب عبدالحليم حافظ عندما رفضت تجسيد دور البطولة في فيلم (أبي فوق الشجرة)، الذي لعبته فيما بعد نادية لطفي، وعندما سألها سمير صبري عن سر رفضها قالت له: "هذا دور فتاة ليل وبالتأكيد دور لا يليق بمدام محمد فياض".

وعبرت الممثلة الشهيرة في أحد اللقاءات التليفزيونية عن اعتزازها بزوجها، وقالت إنها عندما تقول "أنا مدام دكتور فياض"، فإن ذلك يجعلها تشعر بأنوثتها، لكن عندما تقدم نفسها باسم نجوميتها هند رستم، فإن ذلك يجعلها تشعر بأجواء العمل وضغوط النجومية.


النجمة تحولت إلى “ست بيت”

رفضت الفنانة الكبيرة تسلم جائزة الدولة التقديرية، وقالت: “لسه فاكرين تكرموني الآن، لأ مش عايزاها”، بعدما قررت الاعتزال والتفرغ لزوجها وتربية ابنتها، حيث اعتادت الرد على سؤال سبب اعتزالها في قمة مجدها بجملة واحدة: "مش معقول زوجي يرجع من الشغل ويجدني في الاستوديو بصور، البيت المفروض يكون مكان للراحة وأنا مسؤولة عن راحته، وهما مش بيقولوا وراء كل رجل عظيم امرأة مينفعش لا أكون خلفه".

وظلت عقدة وهم الموت والمرض تلازمها طوال عمرها، لدرجة أنها كانت توصي الدكتور محمد فياض على ابنتها، لكنه توفى أولا، وظلت بعد وفاته تستيقظ من النوم تتحدث مع صورته، حتى لحقت به بعد عامين فقط، تاركة خلفها قصة مدام محمد فياض، هند رستم سابقا”.