قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

أوديب في حياة الشحرورة.. شقيق صباح يقتل والدته وعشيقها ويهرب للبرازيل

صباح
صباح
×

جانيت جرجس فغالي.. مغنية وممثلةلبنانية، اشتهرت فنياً باسمصباح، تعد إحدى أيقونات الفن العربي، وواحدة من الأيقونات اللبنانية، امتدت حياتها المهنية من منتصف العقد 1940 حتى عقد 2000، لتترك خلفها إرثًا فنيًّا تلفزيونيًّا سينيمائيًّا ومسرحيًّا كبيرًا خلدها كأسطورة في المجال الفني على مر العصور، اشتهرت بألقاب كثير منها "الشحرورة" و"الصبوحة"و "صوت لبنان".

في ذكرى ميلادها 10 نوفمبر1927، نذكر أحد أكثر المواقف التي زلزلت كيان صباح، وهي مقتل والدتها على يد شقيقها الوحيد.

مأساة عنيفة

تعرضت صباح لأعنف مأساة، يمكن أن تقع في حياة نجمة ساطعة تسلط عليها الأضواء في كل مكان وتترقب الصحافة أي خبر عنها لتذيعه في أنحاء العالم، مأساة مروعة زلزلت حياتها وكيانها، وملأت حياتها السعيدة الهانئة بالألم والدموع، وأي مأساة أعنف من أن تختارها الأقدار لتكون أختا لأوديب الذي قتل أمه، ليس في أسطورة سوفوكليس، وإنما في الحياة.

قبل 70 عاماً، طفح كيل الشرف بأخيها أنطوان، فأسرع إلى حيث أخبروه أن والدته، منيرة سمعان، كانت مع عشيقها قرب بلدة "برمانا" البعيدة بقضاء المتن في محافظة جبل لبنان، التي تبعد 20 كيلومتراً عن بيروت، فقتل الاثنين معاً، رمياً ربما بطلقات من بندقية صيد، ثم غادر فراراً بعد أيام إلى سوريا، وكان عمره 18 تقريباً، أما والدته القتيلة فدفنوها في مكان لا يعرفه إلا من واروها الثرى على ما يبدو، وصباح نفسها لم تكن تعلم مكان مثوى والدتها الأخير.

حلم الصبوحة يتحقق

حلمت صباح بمقتل والدتها على يد شقيقها، وتحول إلى حقيقة بشعة، فيوم انتشار الواقعة كانت الشحروة تمثل في أحد أفلامها بستديو الأهرام في سبتمبر 1947، وكان نبأ مصرع أمها يملأ الصحف التي أبرزته في صدر صفحاتها الأولى: "شقيق صباح يقتل أمه وعشيقها بالرصاص.. هروب انطوان فغالي قاتل أمه وعشيقها، والبوليس يبحث عن شقيق صباح القاتل الهارب.. كيف قتلت والدة صباح وعشيقها بيد ولدها؟".

الشحرورة آخر من يعلم

عقب نشر الصحف خبر قيام الشاب ذي الـ 17 عامًا أنطوان فغالي، بقتل والدته منيرة سمعان، بعدما علم بوجودها مع العشيق، غادر فرارًا بعد أيام إلى سوريا، ولكن ابن عم صباح وزوجها الأول اللبناني نجيب شماس، أخفى عنها الخبر بكافة الوسائل، إلى أن طلبت بعد شهرين زيارة والدتها في لبنان، وعندما اقتربت الباخرة من بيروت اضطر إلى مصارحتها بالحقيقة، فانهارت من الصدمة، وعندما اتصل بها شقيقها بعد عودتها، ساعدته في السفر إلى البرازيل وغيرت اسمه فعاش باسم ألبرت فغالي.

صباح تروي مأساتها

وتروي النجمة صباح في كتاب «أنغام من الشرق» للكاتب محمد السيد شوشة، الحادثة بقولها: "إن هذا السر ظل مجهولا عني إلى يوم عودتي إلى بلدي بالباخرة، ولكنه كان يتمثل لي في يقظتي ومنامي، فكنت أقوم من نومي فزعة، ويسألني نجيب في كل مرة: مالك يا جنيت؟، فأقول له: شفت حلم فظيع، شفت أمي ميتة وهي غرقانة في الدم، وأخويا أنطوان بيغسل ايديه في دم أمي، فكان يسمع هذا مني ويطيب خاطري ببضع كلمات ويقول: أنها أحلام ! إلى أن اقتربت الباخرة من بيروت فصارحني بالحقيقة شيئًا فشيئًا، فصرخت قائلة: هل ماتت أمي؟ فقال: إن كل ما رأيته في أحلامك كان صحيحًا ثم روى لي الحادث الذي أخفاه عني شهرين كاملين".

صباح: بابا هو السبب

صباح ووالدها وشقيقتها

وتضيف صباح: «بابا كان السبب، كان يتركها في بيروت ويرافقني في مصر طوال العام، وكلما طلبت منه السماح لها بالحضور يرفض بشدة، ومن هنا وجدت أنه كان يهملها، كما كان وجودها بعيدا عنه جعلها تخطىء، ويظهر أنها في خلال هذا الوقت كانت قد أحبت، وأخذ الناس يلمحون ببعض الكلمات الجارحة عن هذا الحب أمام أخي الصغير، الذي لم يكن يتجاوز من العمر 17 عاما، فكانت وشاياتهم سببا في الانتقام من أمه وحبيبته، ومن الشخص الذي قرن الواشون اسمها باسمه، فجاء بمسدس وأفرغ رصاصة في صدريهما، ولم تكن أمي في موقف مريب مع ذلك الشخص الذي ختم أخي حياته مع حياتها برصاص مسدسه، بل كان وقتذاك في بيت عامر بالناس في مصيف برمانا».

الدبكة في جنازة صباح

قبل وفاتها أوصت ألا يحزن عليها الناس وطلبت في جنازتها أن يشغلوا أغنياتها ويرقصوا الدبكة "بدي ياه يوم فرح مش يوم حزن، وتوفيت صباح في 26 نوفمبر 2014 ونفذت وصيتها ورقص جمهورها خلال جنازتها.