حذرت وزارة الموارد المائية في العراق، اليوم الاثنين، من نوايا تركية لإنشاء سد جديد على نهر دجلة سيكون أخطر على العراق من سد أليسو.
وقال مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات في وزارة الموارد المائية كاظم سهر إن "الجانب التركي يعتزم تنفيذ مشروع سد الجزرة على نهر دجلة وهذا المشروع نحن نتخوف منه أكثر من تخوفنا من سد أليسو، الأخير سد لتوليد الطاقة ويتم إطلاق مياهه بين فترة وأخرى بينما سد الجزرة إروائي".
وأضاف أن "الطبيعة الاروائية لسد الجزرة تشكل خطراً لأنه سيحتجز حصة العراق القليلة من المياه اذا تم تنفيذه دون الاتفاق بين الجانبين التركي والعراقي"، وفقا لوكالة الأنباء العراقية "واع".
وأشار إلى أن "الاتفاقات العراقية - التركية بموجب مذكرة التفاهم الثنائية ما زالت قائمة ومعمول بها وفي شهر يونيو الماضي قام وفد من الوزارة بزيارة أنقرة والحصول على نتائج طيبة استثمرت في الصيف الماضي".
وأكد أن "الجانب التركي كان يبحث عن ممولين لإنشاء سد الجزرة وطمأنوا الوزارة بأنه لن يؤثر على حصة العراق ..ونحن صراحةً نتخوف لأن الوعود في السياسة لا تطبق دائما".
وتابع "الطريق ليس مسدودا وهناك مباحثات واتصالات عراقية - تركية تشدد على وجوب الحفاظ على حصص العراق".
وبشأن أهمية سد محكول الجاري العمل عليه حالياً أوضح سهر أن "إتمام سد مكحول لن يتم إلا بعد 4 سنوات على الأقل، وإكماله سيسمح بالسيطرة على جميع الروافد المائية شمال العراق وهذه أهمية كبرى".
أردوغان يفتتح سد إليسو على نهر دجلة
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن حماية الموارد المائية لبلاده لم تعد خيارا "بل ضرورة"، وذلك في كلمة له خلال مراسم افتتاح سد إليسو على نهر دجلة جنوب شرق تركيا.
وأضاف أردوغان خلال افتتاح السد الجديد "حماية مواردنا المائية قبل أن تصل حد النضوب واستخدامها بكفاءة وإدارتها بشكل صحيح لم تعد خيارا بل ضرورة".
وأكد الرئيس التركي على "ضرورة حماية تركيا من أخطار الجفاف، وتبعاته مثل نقص الغذاء، والاستعداد للسيناريوهات المظلمة التي تنتظر العالم في المستقبل"، وفقا لوكالة "الأناضول" التركية.
وتابع أردوغان "الماء يعد بلا شك أثمن وأهم مورد استراتيجي في القرن الحالي، حيث يزداد الضغط على الموارد المائية مع ازدياد القحط وتغير المناخ وعدد السكان".
وأوضح أن سد إليسو ومحطة الطاقة الكهرومائية يعتبران الأكبر من نوعهما على نهر دجلة، مشيرا إلى أن السد الجديد هو ثاني أكبر سد أقامته تركيا من حيث الحجم، بعد سد أتاتورك المقام على نهر الفرات.
وأكد الرئيس التركي أن سعة تخزين السد تبلغ 11 مليار متر مكعب، في حين تصل القوة المركبة فيه 1200 ميجا واط، مشيرا إلى أهمية هذا المشروع، خاصة مع ازدياد خطر القحط والجفاف في تركيا، والعالم أجمع.
يشار إلى أن الحكومة التركية قررت إنشاء سد إليسو عام 1997 بهدف توليد الكهرباء للمنطقة، بينما يثير المشروع قلق السلطات في العراق المجاور الذي يخشى من تأثيره على إمدادات المياه لنهر دجلة.