قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس وزراء العراق والتي جرت فجر اليوم، تثير مخاوف من زيادة عدم الاستقرار في البلاد بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية.
وشهد العراق، يوم الجمعة، اشتباكات عنيفة بين متظاهرين معترضين على نتائج الانتخابات خارج المنطقة الخضراء، حيث استخدمت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية ضد المحتجين على نتائج الانتخابات بعد أن حاول المتظاهرون اختراق حواجز المنطقة شديدة التحصين.
وسرعان ما ألقت مليشيات مدعومة من إيران باللوم على الكاظمي، واتهمته باستخدام القوة ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، فيما قالت عصائب أهل الحق، إن القتيل هو أحد قادتها، بينما أفادت وزارة الصحة العراقية بأن أكثر من 120 شخصًا أصيبوا خلال الاشتباكات معظمهم من قوات الأمن.
ولم تعلن لجنة الانتخابات عن النتائج النهائية للانتخابات التي أجريت على مستوى البلاد قبل شهر تقريبًا حيث إنها تواجه اتهامات بالتزوير. برز رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر باعتباره الفائز الأكبر على حساب الأحزاب المدعومة من إيران والتي خسرت مقاعد.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن محللين قولهم إن التنظيم الصدري حقق مكاسب بسبب استراتيجية متطورة، حيث استفاد من النظام الانتخابي الجديد الذي يضم عددا متزايدا من الدوائر الانتخابية.
وقالت الصحيفة، أن أحد أهداف الكاظمي الرئيسية هو كبح جماح المليشيات المدعومة من إيران. وبعد عام 2014 عندما ظهرت مليشيات شتى لمحاربة تنظيم داعش، اندمجت العديد منها في قوات الأمن العراقية الرسمية، وبعضها متهم بالهجمات المستمرة على المصالح الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، اعتبر معظم المحللين محاولة اغتيال الكاظمي بمثابة تحذير له وحلفائه وليس محاولة اغتيال. فهو بقى في السلطة من خلال موازنة العلاقات العراقية بين إيران والولايات المتحدة، وهو يسعى لولاية أخرى.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن ريناد منصور، رئيس مبادرة العراق في مركز أبحاث تشاتام هاوس: "ما رأيناه في الماضي هو استخدام العنف من منطلق التحذير وليس الاغتيال الفعلي، وأعتقد أن هذا سيكون تحذيرًا خاطئ لأنه سيؤدي إلى كسب مزيد من الشعبية والتعاطف للكاظمي".
وقالت الصحيفة: "محاولة الاغتيال تعقد بشكل كبير جهود تشكيل الحكومة، التي تعتمد على إقامة تحالفات بين الأحزاب، والتي تمتلك بعضها أجنحة مسلحة، لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان".