الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محاولة فاشلة لاغتيال مصطفى الكاظمي |خبير: يدفع ثمن سعيه لاستقرار العراق

منزل الكاظمي بالمنطقة
منزل الكاظمي بالمنطقة الخضراء

كشفت مصادر إعلامية عن تفاصيل جديدة تتعلق بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الفاشلة.

وقالت المصادر، إن طائرة مسيرة حامت في محيط مقر إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد لأكثر من ثلاث دقائق، وبدأ طاقم الحماية بإطلاق النار عليها لإسقاطها لكنه لم يتمكن من ذلك.

وأضافت أن الطائرة ومع اقترابها من المنزل كثف إطلاق النار عليها بأوامر من مسؤولين في مكتب الكاظمي، مع اتخاذ كافة الإجراءات لحماية رئيس الحكومة، لكنها أسقطت ما تحمله من مقذوفات.

واستهدفت الطائرة المسيرة منزل الكاظمي الخاص، الذي كان مقرا لمؤسسة الذاكرة التي يقودها والتي تعني بأرشفة الوثائق العراقية، ويقع المنزل بالقرب من منزل رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي.

وقال مصدر في مكتب الكاظمي لمصادر إعلامية، إن «الكاظمي لم يصب، لكن أفرادا في طاقم حمايته أصيبوا بجروح، كما تضررت مجموعة من العجلات المصفحة الخاصة بموكبه"، وأن "طاقم الحماية لم يتمكن من إسقاط المسيرة رغم إطلاق النار الكثيف».

جهة مدعومة وراء الاغتيال 

وقال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب"، الدكتور محمد محسن أبو النور، إن جهة ما مدعومة من دولة إقليمية غير عربية، تمتلك تكنولوجيا الطائرات المسيرة، حاولت فاشلة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وأوضح «أبو النور» في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن أزمة العراق ونكبته التاريخية أنه هو الدولة العربية الوحيدة المجاورة لدولتين اقليميتين غير عربيتين عدوانيتين، تعتمدان لتحقيق مصالحهما على كل الوسائل المشروعة، والإجرامية إذا لزم الأمر.

وتابع: خطيئة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه حاول أن ينأى ببلاده عن التبعية لدولة إقليمية غير عربية، وتحاول هذه الدولة تحييد الكاظمي بأي ثمن حتى لو كان هذا الثمن حياته هو شخصيا.

ولفت إلى أن «أهم مشكلة واجهها مصطفى الكاظمي في السنوات الأخيرة وحاول إيجاد حل لها، هي عدم وجود ضامن كبير يدعم إعادة الاستقرار لبلاده، ففكر الرجل في اللجوء إلى مصر الدولة العربية الكبرى الداعمة تاريخيا لكل أشقائها، وتم ابتكار صيغة الثلاثية المصرية العراقية الأردنية».

وطرح أبو النور، سؤلاً قائلا: ماذا فعلت الدولة الإقليمية غير العربية المجاورة للعراق؟، مضيفا: «الإجابة ببساطة حشدت كل قواها الداخلية المأجورة التي كونتها على مدى ١٨ عاما في العراق، ودفعت بعملائها في بغداد».

وأوضح: «في هذه اللحظة ستفهم من دون عناء أنها سلسلة دولية وإقليمية كبرى مغلقة ومتصلة تريد تفخيخ العالم العربي من جديد، وضربه في مفاصله الوتيدة وتشكيكه في قيمة الراسخة دينيا وأمنيا وسياسيا ووطنيا».

واختتم قائلاً: «قد لا يميل العقل الباطن إلى نظريات المؤامرة المنظمة والمدبرة سبقا وترصد لتحليل الوقائع ويرفض أن يصدقها، لكنها الحقيقة كما يمكنك أن تتابعها لفك الطلاسم الكامنة بها».

محاولة اغتيال فاشلة للكاظمي

ونشرت وسائل الإعلام مقطع فيديو يظهر المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن طريق قصف منزله بصاروخ من طائرة مسيرة، وتعرض رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمحاولة اغتيال في الساعات الأولى من صباح الأحد، باستهداف منزله في العاصمة العراقية بغداد، عن طريق طائرة مسيرة مفخخة أطلق صاروخا باتجاه المنزل.

ومن جهتها، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأحد، محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان: "نتابع ما تردد عن هجوم بطائرة بدون طيار استهدف مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي الكاظمي".

وأضاف: "نشعر بالارتياح عندما علمنا أن رئيس الوزراء لم يصب بأذى، إن هذا العمل الإرهابي الظاهر، والذي ندينه بشدة، كان موجهاً إلى قلب الدولة العراقية".

وتابع: "نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله وقد عرضنا مساعدتنا في التحقيق في هذا الهجوم".

وواصل: "التزامنا تجاه شركائنا العراقيين لا يتزعزع، تقف الولايات المتحدة مع العراق حكومة وشعبا".

وقالت قناة "سكاي نيوز"، إن الكاظمي لم يكن في منزله أثناء محاولة الاغتيال، التي لم تسفر سوى عن أضرار مادية.

وقال مصدر أمني لمصادر إعلامية، إن لا صحة للأنباء التي تتحدث عن إصابة الكاظمي بجروح، مؤكدا أنه "لم يصب باي أذى".

بينما وردت أنباء عن وقوع إصابات  في صفوف أفراد حماية منزل الكاظمي في العاصمة بغداد، وسط انتشار مكثف لجهاز مكافحة الإرهاب داخل المنطقة الخضراء في بغداد.

وشهد محيط المنطقة الخضراء، الجمعة، صدامات بين متظاهرين معترضين على نتائج الانتخابات الأخيرة وقوات الأمن، أدت إلى سقوط العشرات من الجرحى من كلا الجانبين.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية في العراق، السبت، أن القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، وجه بتشكيل مقر متقدم لإدارة وتأمين منطقة الاعتصام في بغداد.

وذكرت في بيان صحفي، أن "الكاظمي وجه قيادة عمليات بغداد بتشكيل مقر متقدم برئاسة ضابط برتبة عليا وممثلين عن الأجهزة الأمنية بينها هيئة الحشد الشعبي لإدارة وتأمين منطقة الاعتصام قرب الجسر المعلق لمنع الاحتكاك بين القوات الأمنية والمتظاهرين".

وأضافت: "بناء على ذلك نوصي ونذكر المتظاهرين الالتزام بقواعد حرية التعبير التي كفلها الدستور العراقي، كما ندعو القوات الأمنية العراقية إلى ضبط النفس والالتزام بأفضل الممارسات المهنية لحماية حرية التعبير وحقوق الإنسان".

ودائما ما تتعرض المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، إلى القصف سواء بالصواريخ من طراز كاتيوشا أو بالطائرات المسيرة المفخخة، وتوجه أصابع الاتهام في ذلك إلى المليشيات الموالية لإيران والتي من بينها عصائب أهل الحق.