قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

العدوان الثلاثي.. كيف ساهم الاتحاد السوفيتي في خروج بريطانيا وفرنسا من مصر؟

 كيف أخرج الاتحاد السوفيتي بريطانيا وفرنسا من مصر؟
كيف أخرج الاتحاد السوفيتي بريطانيا وفرنسا من مصر؟
×

في مثل هذا التوقيت من عام 1956، اندلعت حرب غريبة وسريعة في شبه جزيرة سيناء، هاجمت خلالها بريطانيا وإسرائيل وفرنسا مصر لاستعادة السيطرة على قناة السويس.

وتقول دائرة المعارف البريطانية إن تلك الأزمة اندلعت في يوليو عام 1956 عندما قام الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس، التي كانت تسيطر عليها فرنسا وبريطانيا.

ورغم ذلك، توقف العدوان بعد 3 أيام وتركت القوات الجسور التي تم الاستيلاء عليها، حيث تغيرت أوراق اللعبة بعدما تدخل الاتحاد السوفيتي، كما انضمت الولايات المتحدة في أزمة السويس، وتحول الأمر إلى تحالف بين موسكو وواشنطن في حالة نادرة ومدهشة.

مناورة السويس

الهدف من الهجوم على مصر كان السيطرة على قناة السويس، حيث تعد القناة مشروع مربح للغاية وطريق بحري استراتيجي.

بنيت القناة عام 1869، وكانت القناة فرنسية مصرية وفي عام 1875 اشترت إنجلترا الحصة المصرية وسيطرت على القناة لمدة 81 عامًا قبل تأميمها.

وقد اشترى رئيس الوزراء البريطاني بنيامين دزرائيلي حصة مصر مقابل 4 ملايين جنيه إسترليني، لتأسيس النفوذ البريطاني في إدارة هذا الممر المائي الجديد والمهم للغاية.

وفي 26 يوليو 1956 استذكر الزعيم عبد الناصر في خطاب ناري، 120 ألف مصري ماتوا أثناء بناء القناة وأعلنها كنزا وطنيا وتم دفع الأسهم للمالكين السابقين، لكن لم يعجب الأمر البريطانيون ولا الفرنسيون.

وكان قرار عبد الناصر بمثابة ضربة قوية لمصالح الدول الغربية التي استخدمت القناة بشكل فعال لنقل البضائع من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق. ونقل النفط ومنتجات النفط بتدفق قوي بشكل خاص، وهي البضائع التي بدونها لا تستطيع القوى الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، أن تعيش يوما واحدا، وفقا لما كتبه الرئيس السابق لجهاز المخابرات السوفيتي فلاديمير كريوتشكوف في كتاب "الشخصية والقوة".

عملية الفارس

بدأت بريطانيا وفرنسا مفاوضات سرية انضمت إليها فيما بعد إسرائيل، والتي منعتها مصر من الملاحة في القناة.

وانتهت المفاوضات بلقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية البريطاني ووزير الدفاع الفرنسي في سيفرس، حيث تم وضع خطة عمل.

وكان من المقرر أن تهاجم إسرائيل مصر، وبعد ذلك تحتل إنجلترا وفرنسا بحجة تقسيم الأطراف المتحاربة منطقة قناة السويس، والتي أطلق عليها اسم عملية "الفارس".

وعلى الرغم من أن الاتفاقية كانت سرية، إلا أن بن غوريون أصر على تدوينها على الورق وتوقيعها بالتوقيعات.

وبدأت الحرب في ليلة 28 أكتوبر أسقط مقاتل إسرائيلي طائرة مصرية وخلال الأيام القليلة التالية،احتلت الدبابات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء. وفي 5 نوفمبر نزلت القوات البريطانية والفرنسية في بورسعيد، لكنها لم تكن تسيطر بعد على القناة بأكملها.

حجة ميجاتون

كان المتآمرون في سيرف يأملون ألا يتدخل الاتحاد السوفييتي المنهمك بالأزمة في المجر، لكن خروتشوف لم يستطع أن يراقب بهدوء المستعمرين المخضرمين الذين مزقوا دولة ديمقراطية شابة، حيث هددت موسكو لندن وباريس بضربات نووية حرارية.

كما تم إرسال تم توضيح عدد الميجاطن من الشحنات النووية التي يجب أن توضع على إنجلترا حتى لا يوجد أحد، وكم عدد في فرنسا وفقا لمصمم الصواريخ هربرت إفريموف، وفقا لوكالة "تاس" الروسية.

وفي 6 نوفمبر تم التوصل إلى هدنة، وبحلول ديسمبر سحبت إنجلترا وفرنسا قواتهما، وتراجعت إسرائيل في مارس تحت تهديد العقوبات الأمريكية.

وأجبر الرأي العام العالمي، وخاصة الرأي العام في الولايات المتحدة، إلى جانب التهديد بالتدخل السوفيتي، بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على سحب قواتها من مصر.