يعتبر الفول والعدس من البقوليات ذات الانتشار الواسع في مصر، فلا يوجد بيت مصري لا يوجد به الفول والعدس، نظرا لـ فوائدهما الغذائية الكبيرة من البروتين وأسعارهما المنخفضة بالنسبة للمواطن المصري البسيط.
ولكن في الآونة الأخيرة ارتفعت أسعار الفول والعدس في الأسواق المصرية ومحال العطارة وعند التجار، نظرا لارتفاع نسبة الصادرات منهما الأمر الذي يؤثر بالسلب على قيمة المنتج المصري من الفول والعدس.
وترتب على غلاء أسعار الفول والعدس عزوف بعض الفلاحين والمزارعين عن زراعتهما والاتجاه نحو محاصيل أخرى مما قلص الإنتاج المصري من الفول والعدس.
كثرة استيراد الفول والعدس
ومن جانبه قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن مصر كانت في السبعينيات من أكبر الدول المنتجة للفول والعدس ولكن الآن مصر تستورد 100% من متطلباتها من العدس و 75% من الفول، قائلا: "75% من الفول المتواجد في السوق ".
وأضاف نور الدين، في تصريحات إعلامية، أن أغلب المزارعين امتنعوا عن زراعة الفول والعدس لأنهما سلعة غير مربحة والدولة لم تعد تراعي البحث العلمي الخاص بهذه المحاصيل الزراعية، موضحا أن الأصناف القديمة من الفول والعدس تدهورت للغاية.
وتابع: "الفول والعدس من المحاصيل الشتوية قليلة استهلاك المياه، ومن أقل المحاصيل الشتوية استهلاكا للمياه"، لافتا إلى أنه في حالة دعم المزارع من خلال مضاعفة الإنتاجية واستيراد التقاوي سيتغير الوضع، وينبغي على الدولة تطوير انتاجيتهما باستمرار وجذب المزارعين لهذه الزراعات.
أهمية الفول المصري
وفي هذا الصدد يقول رئيس قسم المحاصيل البقولية بمركز البحوث الزراعية، الدكتور محمود إبراهيم، إن الفول محصول بقولي له أهمية خاصة في تغذية المواطن المصري لأن به نسبة بروتين عالية تبلغ 28%.
وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن وجبة الفول يطلع عليها "لحم الفقير" لذلك يعتمد المصريين على الفول بنسبة كبيرة في حياتهم الغذائية.
أصناف الفول المصري
ولفت إبراهيم إلى أن الفول المصري له أنواع منتشرة في كل أنحاء الجمهورية، مثل أنواع الوجه البحري المقاومة للأمراض الورقية، وأنواع منطقة النوبارية التي تتحمل الجفاف، وأنواع الوادي الجديد، وغيرها من الأنواع الموزعة على خريطة الفول في مصر.
زيادة زراعة الفول
وعن زيادة مساحة الفول في مصر، أوضح رئيس قسم المحاصيل البقولية بمركز البحوث الزراعية، أنه نظرا لقلة المساحة الزراعية التي يزرع فيها الفول في مصر، يلجأ المزارع إلى التحميل على زراعة أخري بمعني زراعة الفول مع محصول آخر في نفس الحقل.
مشكلة الفول المصري
وبالنسبة لمشكلة الفول في الفترة الأخيرة، وأضاف إبراهيم أن مشكلة الفول في مصر التي انتشرت في الفترة الأخيرة هي ارتفاع سعر اردب الفول من 850 إلى 1200 جنيه، وهذا الارتفاع يرجع إلي زيادة نسبة الاستيراد من الفول الخارجي بسعر منخفض مما يؤثر على سعر الفول المصري، لافتا إلي أن المشكلة تكمن في السياسة السعرية.
وأضاف أن المزارع عندما لا يجد فائدة من زراعة الفول بسبب زيادة أسعاره واللجوء إلي الفول المستورد، يلجأ إلى زراعة محاصيل أخرى والابتعاد عن زراعة الفول.
وعن كيفية علاج مشكلة زيادة أسعار الفول، أشار إبراهيم إلى ضرورة تدخل الحكومة ووقف استيراد الفول وقت حصاد المحاصيل المصرية.
مشكلة العدس
وبخصوص مشكلة العدس، أضاف أن العدس تعاني من مشكلة الاستيراد أيضا، ولكن يضاف عليها مشكلة عدم وجود ماكينات الجرش في مصر لذلك كل محصول العدس المصري يذهب إلى الكشري، ولكن العدس المستورد هو العدس المجروش ذو اللون الأصفر.
واختتم: "مشكلة المحاصيل في مصر سواء كان الفول أو العدس هي مشكلة الاستيراد الخارجي والسياسة السعرية في مصر".