واصل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بيانه فضل الاحتفال بذكرى مولد النبي ونحن على مشارف توديع شهر ربيع الأول لعام 1443هـ، حيث ذكر ربنا - سبحانه وتعالى - في كتابه المبين نور سيدنا النبي ﷺ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشِّراً ونَذِيراً * ودَاعِياً إلَى اللَّهِ بِإذْنِهِ وسِرَاجاً مُّنِيراً}، لافتاً إلى أن الله سبحانه وتعالى وصف نبيه بأنه منير ، وأنه سراج ﷺ والسراج هو المصباح، الشمس، وكل ما يضئ الظلمة فيبددها.
النور في القرآن على خمسة أنحاء
ولفت “جمعة” في منشور له بصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إلى أن النبي ﷺ بدد الظلمات، وأطلق الله النور في كتابه على نبيه لكنه - سبحانه وتعالى - أطلقه على أشياء أخرى, أطلقه على الرحمن - سبحانه وتعالى -، وأطلقه على الأكوان في النور الحسي، وأطلقه على سيد ولد عدنان ﷺ، وأطلقه على القرآن الذي جعله فرقاناً بين البشر ،وجعله الكلمة الأخيرة التي خاطب بها العالمين ،وأرسل النبي ﷺ به خاتم للنبيين صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله, وأطلقه - سبحانه وتعالى - على الإيمان.
وبين عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن النور في القرآن على خمسة أنحاء : نور الرحمن, ونور الأكوان, ونور سيد ولد عدنان ﷺ, ونور القرآن, ونور الهداية والإيمان.
وأوضح أن هذا الدين دين النور, أما في إطلاقه على الرحمن فقد سمي سورة بحالها سورة النور, وذكر فيها - سبحانه وتعالى - {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ ولَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ} بحار من النور وليس بحار من الظلمات الحسية والمعنوية التي نحيا فيها من تخلفٍ وفساد ومن كفر وإلحاد ومن خروج عن الجادة والصرط المستقيم إلي الضلالة التي يأباها الله ورسوله {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} لا إله إلا الله .. أطلق الله النور على الرحمن فأصبح هناك ذلك النوع الذي جعل الهداية بيد الله والتي لو تأملّناها لرضينا بقضاء الله فينا وصبرنا على ما ابتلانا به واستمرينا في الطريق نعبد الله لا نخاف فيه لومة لائم لأن الله هو نور السموات والأرض {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ويَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ واللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} بالنور الظاهري والنور الباطني, بالنور الحسي والنور المعنوي ،بنور الهداية والإيمان وبنور الرسالة والرسول ،وبالأنوار التي تشغل الناس عن النور الأكبر من أنوار الأكوان وبكل شيء.
وأشار إلى أن الله عليم بكل شيء {واللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} يهدي لنوره وما نور الله؟ قد يكون القرآن ،وقد يكون هو سيد ولد عدنان ﷺ فهو نور ،وقد يكون هو الإيمان ؛واللفظ وإن احتمل الثلاثة فهو يحتملها جميعاً سوياً فإن الله - سبحانه وتعالى - يهدي إلي الإيمان وحب رسول الله ﷺ هو أصل الإيمان ،ويهدي إلي القرآن وكان ﷺ خلقه القرآن, فالنبي والقرآن والإيمان إنما هم شيء واحد ومكون واحد من رضا الله والطريق إليه - سبحانه وتعالى - {هُوَ الَذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} يخرجهم من ظلمات الكفر إلي نور الإيمان ،ومن ظلمات المعصية إلي نور الطاعة ،ومن ظلمات ظلمات التخلف والضعف إلي نور القوة والتمكن.
وشدد جمعة في ختام حديثه قائلاً:"ادعوا ربكم النور في شهر النور, وصلوا في بداية دعائكم على النور ﷺ، واختموا دعائكم بالصلاة على النور ﷺ".