هز حادث الإسماعيلية المجتمع المصري وأثار حالة كبيرة من الاستنكار والجدل فقد تم قتل احد الاشخاص وسط الشارع أمام المارة.. فكيف تمكن الجاني من قتل الضحية أمام الجميع؟ وكيف لم يتحرك أحد لإنقاذه ؟
تكشف “صدى البلد” في هذا التقرير سر اللامبالاة التى سيطرت على شهود عيان حادث الإسماعيلية ، وسر وقوفهم مكتوفي الإيدي والاكتفاء بتصوير الواقعة.
لماذا لم يتحرك المواطنون لإنقاذ ضحية حادث الإسماعيلية؟
قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن السر وراء وقوف الناس صامتين أثناء قتل ضحية حادث الإسماعيلية هو اقتصار تفكير الناس على الذات والمصلحة الشخصية فالجميع يفكر فى الأضرار التى تلحق به عندما يتدخل لإنقاذ الرجل فربما يصبح هو أيضا ضحية للقاتل بينما تصوير الواقعة ونشر الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى يجلب لهم المزيد من الشهرة واللايكات والمشاهدات العالية مما يزيد أرباحهم على بعض المواقع .
وأوضح “ فرويز ” أن هذا نتاج حالة ارتباط أى عمل بالمقابل الذي ستحصل عليه والتى أصبحت شائعة فى المجتمع بصورة كبيرة فى مختلف المواقف والتفكير فى الذات والأنانية واللامبالاة التى تراكمت فى المجتمع على مدار سنين طويلة.
ومن أهم الأشياء التى تسببت فى غياب النخوة والشهامة التى يتسم بها الشعب المصري هى الاطلاع على الثقافات الأخرى وأخذ السيئ منها فقط وغياب الانتماء والنخوة وسيطرت ما يعرف بـ “ الدم البارد” والتمسك بالطباع السيئة الموجودة فى مجتمعنا وترك الإيجابية والتخلي عن ثقافتنا وهويتنا مما تسبب فى ظهور مسخ ثقافي، هذا بالإضافة إلى تراجع دور الفن والشيوخ في توعية أبناء المجتمع .. فما صدر من الأشخاص فى حادث الإسماعيلية ليس وليد اللحظة.
أما الدكتورة اعتماد عبد الحميد، خبيرة العلاقة الأسرية والزوجية، فترى أننا أصبحنا نعيش فى عصر اللامبالاة فلا يوجد تعليم قوي والثقافة ومسرح وانشطة توعية الشباب والكبار وأصبح تركيز الجميع على الموبايل والسوشيال ميديا وهوس الترند ولعل هذا ما دفع المواطنين للإسراع بتصوير الحادث فيديو ونشره على السوشيال ميديا للحصول على الشو والسبق “هدافع عن غيري ليه طب ما أحسن لي اخد اللقطة وابعتها”.
وأكدت “اعتماد” أن حالة اللامبالاة التى سيطرت على شهود حادث الإسماعيلية لم تحدث نتيجة صدمة الناس من الواقعة لأنهم كانوا فى حالة وعي تام واستطاعوا التفكير فى توثيق الواقعة وتصوير فيديو قتيل الإسماعيلية.
مشددة على ضرورة تربية الأبناء على الرجولة والنخوة والشهامة واتخاذ المواقف القوية فى الوقت المناسب وتعزيز مشاعر الانتماء والإحساس بالآخر.
وأشارت “ اعتماد” إلى أن أفلام البلطجة التى انتشرت فى السنوات الماضية جعلت الناس يعتادون على مشاهد العنف والدم كما أنها ساهمت فى ترسيخ مفهوم البلطجية شخصية جيدة ويصبح محور المسلسل أو الفيلم وأنه شخصية مميزة معلومات وتم قلب الموازين، لذا نحتاج إلى إصلاح الشعب المصري بالدراما والأعمال الفنية التى تعمل على تعزيز رفض الشر ومساندة الضعفاء وأصحاب الحقوق.
وناشدت “ اعتماد ” النائب العام ورجال القانون بضرورة محاسبة من يكتفي بتصوير هذه الجرائم ويترك الضحية تذهب سدى دون أن يتدخل وينشرها بعد ذلك على السوشيال ميديا للمتاجرة بها وكسب الشهرة على حساب الضحية وأن يتم وضع بعض بنود القانون التى تحدد عقوبة لهؤلاء الأشخاص.