- جورج قرداحي يثير الجدل بتصريحات حول السعودية وحرب اليمن
- مجلس التعاون الخليجي يستنكر ويطالب قرداحي بالاعتذار
- وزير الإعلام اللبناني: تعليقاتي حول السعودية لا تعكس وجهات نظر الحكومة
- الخارجية اللبنانية: نتمسك بالدفاع عن أمن وسلامة أشقائنا الخليجيين
لا تزال أصداء أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن المملكة العربية السعودية والحرب في اليمن، محل إثارة وجدل، خاصة مع الانتقادات التي طالها الأول والتوضيحات التي خرجت من السلطات في بيروت.
بدأت الأزمة بعدما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع من مقابلة تلفزيونية سابقة لـ جورج قرداحي تحدث فيها عن دور السعودية في حرب اليمن، ودافع خلالها عن ميليشيا الحوثي.
موقف لبنان
وعلى إثر ذلك، خرجت الحكومة اللبنانية لتوضح موقفها من هذه التصريحات، فأعلن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، أمس الثلاثاء رفضه لهذا الحديث حول السعودية وحرب اليمن.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان أمس الثلاثاء، إن ميقاتي "أعلن تمسك لبنان بروابط الأخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة".
ووصف ميقاتي تصريحات قرداحي بأنها "كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خاصة فيما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف البيان أن "رئيس الحكومة والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويدينون اي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف أتى .فاقتضى التوضيح".
بعد ذلك، أصدر جورج قرداحي بيانا أكد خلاله أن المقابلة أجريت معه في أغسطس الماضي، أي قبل تعيينه وزيرًا في حكومة ميقاتي، بشهر.
وقال قرداحي بشأن ما ورد منه عن حرب اليمن ودفاعه عن ميليشيا الحوثي، إنه لم يقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، "الإساءة إلى المملكة العربية السعودية أو الإمارات اللتين أكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء".
وأشار قرداحي في بيانه إلى أن "الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آت لقمع الإعلام".
وتابع وزير الإعلام اللبناني "ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حرباً عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة ليس دفاعاً عن اليمن ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما".
واختتم قرداحي بيانه "عسى أن يكون كلامي، والضجة التي أثيرت حوله، سبباً بإيقاف هذه الحرب المؤذية، لليمن، ولكل من السعودية والإمارات".
وفي صباح اليوم الأربعاء، كان هناك تحرك جديد من قبل السلطات اللبنانية، فالتقى رئيس الجمهورية، ميشال عون، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر بعبدا؛ لمناقشة أزمة جورج قرداحي.
ووفقا للوكالة الوطنية للإعلام، التابعة لوزارة الإعلام اللبناني، أكد ميقاتي بعد لقائه الرئيس عون، حرص بلاده على أطيب العلاقات مع الدول العربية والخليجية، والنأي بأنفسهم عن الصراعات.
وأضاف: "نحن نتطلع إلى أطيب العلاقات مع الدول العربية والرئيس عون طلب مني التأكيد على هذا الموقف".
وتابع رئيس الحكومة اللبنانية قائلا: "الرئيس عون طلب مني التأكيد على أن كلام وزير الإعلام لا يمت للحكومة بصلة بل هو رأي شخصي"، مؤكدا: "أتمنى أن يكون هذا الموضوع قد انتهى".
كما علقت وزارة الخارجية اللبنانية، على تصريحات قرداحي المثيرة للجدل، قائلة في بيان: "صدر كلام شخصي سابقا عن وزير الإعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرا ونشر أمس، وهو لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبر عنه رئيسها في بيانه الصادر، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب".
وأضاف البيان أن "وزارة الخارجية اللبنانية أدانت مراراً وتكراراً الهجمات الارهابية التي استهدفت المملكة العربية السعودية، وهي لازالت عند موقفها في المدافعة عن أمن وسلامة اشقائها الخليجيين التي تكن لهم كل محبة واحترام وتقدير، وتنأى عن التدخل في سياساتهم الداخلية والخارجية".
ردود فعل ضد قرداحي
من جانبه، أعاد السفير السعودي لدى لبنان، وليد البخاري، نشر تغريدات على حسابه بموقع تويتر، تشير إلى أن لبنان مهدد بأزمة دبلوماسية كبيرة مع الدول العربية على خلفية تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي.
كما رد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على تصريحات قرداحي، قائلا إنها "تعكس جهلا فاضحا بالشأن اليمني، وانحيازا أعمى لميليشيا الحوثي وتجاهلا لدور نظام إيران واجندته التوسعية باليمن والمنطقة، في إدارة الانقلاب وتفجير الحرب وتقويض جهود التهدئة ووقف إطلاق النار وإحلال السلام".
وأضاف "نذكر وزير الإعلام اللبناني أن مليشيا الحوثي وبايعاز وتخطيط إيراني هي من فجرت الحرب بانقلابها على الدولة والإجماع الوطني المتمثل بمخرجات مؤتمر الحوار الذي شاركت فيه كل الأطراف السياسية والمكونات الوطنية بما فيها الحوثيين، وهي تواصل رفض كل المبادرات وإفشال كل الحلول السلمية للأزمة".
وأكد الإرياني في سلسلة تغريدات على موقع “تويتر" أن تصريحات قرداحي "انتهاك سافر لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية الذي تحرص عليه اليمن في تعاملها مع دول العالم لا سيما العربية ولبنان على وجه الخصوص، وأنها تتعارض ونداءات المجتمع الدولي وآخرها البيان الصادر عن مجلس الأمن بشأن دعوة مليشيا الحوثي لوقف اطلاق النار دون قيد او شرط".
وتابع الوزير اليمني "نطالب حكومة وشعب لبنان الشقيق بتحديد موقف واضح من تلك التصريحات التي تسيء لعلاقات البلدين،وتخالف الموقف الرسمي اللبناني والإجماع العربي والإقليمي والدولي في دعم الحكومة الشرعية والشعب اليمني في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وكذا القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية".
كما وجه وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، سفير بلاده في بيروت بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار على تصريحات قرداحي.
وعلى حسابه بموقع "تويتر"، قال أحمد بن مبارك: "وجهت سفيرنا في بيروت بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار على التصريحات الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني، في إحدى البرامج التلفزيونية، والتي تعد خروجا عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة".
وأكد السفير اليمني في لبنان عبد الله الدعيس، اليوم الأربعاء، النبأ قائلا إنه سيتوجه إلى وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم احتجاج على ما صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي، من تصريحات تحدث فيها عن دور السعودية في حرب اليمن، ودافع خلالها عن ميليشيا الحوثي.
وحسب موقع "النشرة" اللبناني، أعرب الدعيس خلال استقباله السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، عن استنكاره لتصريحات قرداحي، واصفًا إياه بأنه "زاد الطين بلّة إذ لم يقدم أي اعتذار بل أكد على ما أدلى به".
فيما رفض الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، الدكتور نايف الحجرف، تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، مستنكرًا تعرضه لكل من السعودية والإمارات خلال حديثه عن اليمن، في الوقت الذي يعمل التحالف العربي لدعم الشرعية على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
وطالب الحجرف وزير الإعلام اللبناني بالرجوع إلى الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية للشعب اليمني في جميع المجالات والميادين، وذلك بهدف الوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية وفقًا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
واستنكر دفاع قرداحي عن مليشيا الحوثي في الوقت الذي يتجاهل فيه تعنتهم ضد كل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الأزمة اليمنية، و في الوقت الذي تستهدف الجماعة الإرهابية السعودية بالصواريخ والمسيرات، بالإضافة إلى استهدافها الشعب اليمني الأعزل ومنع وصول المساعدات الإغاثية للمناطق المنكوبة.
وطالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، قرداحي بعدم قلب الحقائق، كما طالبه بالاعتذار عما صدر منه من تصريحات مرفوضة.
ودعا الحجرف الدولة اللبنانية إلى توضيح موقفها تجاه هذه التصريحات.
تعليق جديد لـ جورج قرداحي
علق وزير الإعلام جورج قرداحي، مجددًا على تصريحاته بشأن السعودية والحرب في اليمن، وذلك بعد اجتماع عقده المجلس الوطني للإعلام اليوم الأربعاء.
وقال قرداحي إن الحلقة التي أثارت الجدل مؤخراً تم تصويرها في 5 أغسطس أي قبل تعيينه وزيرًا، مؤكدًا أن تصريحاته حول السعودية واليمن لا تعكس وجهات نظر الحكومة.
وأضاف قرداحي: "عندما يطالبني أحدهم بالاستقالة أخبره إنني اليوم جزء من حكومة متراصة ولا يمكن أن أتخذ قرارا منفردا".
وأشار إلى أن تصريحاته عن حرب اليمن لم يكن طرفًا فيه بل قاله كصديق، مؤكدا أنه ملتزم بالبيان الوزاري ولم يهاجم ولم يشتم يومًا السعودية والإمارات ولا ينكر جميل المملكة.
وحسب موقع "لبنان 24"، قال قرداحي "لم أخطئ بحق أحد كي أعتذر.. ولا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة من عدمه".